من فكر أبتلى

1

جميل عبدالله

يمكن ان نرسم الان صورة سريعة بضربات فرشاة عريضة للملامح والاحداث الرئيسية
لكل من السبل الموصلة الى العالم الحديث , أو السبيل الديمقراطي الى المجتمع الحديث . السبيل الاول وخاصة بعد الاحتلال الامريكي للعراق زرع مفاهيم الديمقراطية وذلك بربط او الجمع بين الرأسمالية والديمقراطية البرلمانية , وهذا السبيل الى الديمقراطية يحتاج مجتمع رأسمالي متمرس في الرأسمالية الصناعية , ولكن مجتمعنا العراقي على عكس ذلك , مجتمع نامي غير صناعي , غير رأسمالي , مجتمع خضع تحت اقدام الدكتاتورية سنين طويلة واتجاهات الافكار في المجتمع العراقي متشعبة وغير مفهومة , احيانا تميل الى الافكار الدينية تحت ضغط حكم رجال الدين , ولكن اذا خيرت المجتمع العراقي وبدون ضغوط سوف يميل الى الاتجاه حياة العلمانية بكل صدق , وحبهم للديمقراطية جاءت نتيجة للخلاص من الدكتاتوريات التي عسكرة المجتمع ودكتاتورية التدين ومفاهيم الطائفية , لان حكم الدين حكم مصالح الاقلية لرجال الدين , وهذه جاءت عن تجربة مريرة وخاصة في العراق . اما السبيل الثاني للتوجه نحو ديمقراطية حقيقية يجب على الشعب العراقي ان يثور على واقعه المليئ بأشواك وافكار مسمومة تغرز في جسد وعقول العراقيين , ويجب على الشعب التخلص منها , حتى يرتقوا الى سلم الديمقراطية من خلال الثورة الاجتماعية لبناء القاعدة الثقافية للمجتمع العراقي حتى يبني ارضا وشعبا خصبا يتقبل مفاهيم الديمقراطية أكثر من التصورات الكاذبة للبرجوازية الفاسدة المبطنة بأوهام الدين .

التعليقات معطلة.