من مسقط إلى بغداد خط السكك الحديد المنتظر

3

أ.د. محمد الدعمي

أوحى لي اجتماع قمَّة المنامة لدول الخليج العربيَّة بالعديد من الأفكار الَّتي يُمكِن أن تُحقق ما يرنو إليه أصحاب الجلالة والسُّمو من القادة الخليجيين أُولي الأمر ـ حفظهم الله ـ عَبْرَ الدول أعلاه والدول العربيَّة عامَّة من اهتمام خاص بتكريس التَّعاون الأخوي البَيْني، وتعزيزه على سبيل تحقيق ما يتمنَّاه أبناء دول الخليج العربيَّة من أهداف تقوية أواصر التَّعاون الأخوي، وتكريس دَوْر دول الخليج العربيَّة، كتلة، عَبْرَ دول العالم الخارجي كافَّة.

والحقُّ، فإنَّ أوَّل فكرة لاحتْ لي هي فكرة الرَّبط السِّككي (سكك الحديد، القطار) بَيْنَ عواصم دول الخليج العربيَّة من مسقط عَبْرَ البصرة، إلى بغداد، ثم الموصل بعد توصيل خط السكك الحديد بخط سكك الحديد العالمي المعروف بـ«طوروس» الَّذي يمتدُّ الآن من بغداد حتَّى إسطنبول عَبْرَ الحدود الدوليَّة مرورًا بحلب (سوريا). إنَّ آفاق هذا الخط الاستراتيجي البَري واسعة، بل ولا منتهية؛ لأنَّه ممكن أن يربط كافَّة العواصم أعلاه بتركيا، ثم شمالًا إلى أوروبا بَريًّا عَبْرَ مضيق البسفور! ناهيك عن صلته الممكنة بخط الحرير الَّذي يوصل بالشَّرق الأقصى (منغوليا).

أليس هذا الخط السِّككي البَرِّي قفزة استراتيجيَّة نوعيَّة تقلل من الاعتماد على خطوط النَّقل البحريَّة المعرَّضة للتَّخريب، بل ومن مخاطر التَّعرض لها من قِبل جماعات القرصنة الإرهابيَّة وسواها من القوى الخارجة على القانون؟ هي مجرَّد فكرة، قد تكُونُ مهمَّة، عِلمًا أنَّه ليس من صالحنا التَّغاضي عنها في عصر استحال فيه العالم «قرية كونيَّة».

أ.د. محمد الدعمي

كاتب وباحث أكاديمي عراقي

التعليقات معطلة.