وجد أدريانو نفسه في دائرة مغلقة من الإحباط والشعور بالضياع، وهو ما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار مفاجئ ومؤلم، وهو مغادرة المجد الرياضي في أوروبا والعودة إلى الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو، حيث كان يحاول الهروب من ضغوطات الحياة والبحث عن السلام الداخلي.
اعترافات مثيرة من أدريانو
وفي مقال مؤثر نشرته صحيفة “ذا بلايرز تريبيون”، اعترف نجم إنتر ميلان السابق، أدريانو، بأنه “أكبر إهدار في كرة القدم”، موضحاً كيف انهارت مسيرته الاحترافية المتميزة نتيجة لعدة عوامل شخصية ومهنية، ليجد نفسه في الأحياء الفقيرة في ريو دي جانيرو، حيث لجأ إلى “شرب الخمر حتى النسيان”.
في مقاله، يكشف أدريانو عن معاناته، قائلاً: “الكثير من الناس لم يفهموا لماذا تركت مجد الملاعب لأجلس في الحي القديم وأشرب حتى النسيان، لأنني في مرحلة ما أردت ذلك، وهذا نوع من القرارات التي يصعب التراجع عنها”. وأضاف أنه بينما كان في إيطاليا، حاول التفاوض مع مدربيه مثل روبرتو مانشيني وجوزيه مورينيو، لكنه لم يكن قادراً على استعادة تألقه السابق.
ويوضح أدريانو أنه عندما “فر” من إنتر وغادر إيطاليا، توجه إلى منطقة الفافيلا في ريو دي جانيرو بحثاً عن الحرية والسكينة بعيداً من الأضواء، ووصف تجربته في الأحياء الفقيرة قائلاً: “لا أحد سيبلغ عني هنا، نحن أبناء الأحياء الفقيرة، لا أحد يهتم إذا اختفيت”. كما أشار إلى أنه لم يكن يبحث عن الفوضى أو المخدرات، بل كان يسعى فقط للسلام الداخلي بعيداً من الضغوط.
وروى المهاجم البرازيلي واقعة مؤلمة حدثت في إحدى ليالي عيد الميلاد، إذ كان يشارك عشاء عيد الميلاد مع زميله في الفريق كلارنس سيدورف، لكنه شعر بالحنين الشديد إلى وطنه، وعاد إلى شقته ليشرب زجاجة فودكا كاملة وهو يبكي.
وفي النهاية، يعبر أدريانو عن رضاه الغريب عن اختياراته الشخصية، قائلاً: “أحب هذه الكلمة، إهدار… أنا مهووس بإهدار حياتي، لكنني بخير بهذا الشكل، في إهدار محموم، أستمتع بهذه الوصمة”. ويؤكد أنه رغم كل ما مرّ به، فإنّ “الشعور بالاحترام” الذي وجده في الأحياء الفقيرة كان أكثر إشباعاً له من أي نجاح رياضي حققه في الماضي.