من هي الدول المتنافسة على امتلاك الطاقة النووية؟

2

 

قدم أعضاء في مجلس الشيوخ الأمريكي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي معا مشروع قرار يطالب بأن ينص أي اتفاق لتبادل التكنولوجيا النووية الأمريكية مع السعودية على منع المملكة من صنع أي سلاح نووي.

وستمنع السعودية – بموجب القرار إذا وافق المجلس عليه – من تخصيب اليورانيوم أو إعادة معالجة البلوتونيوم الذي تنتجه المفاعلات في أي اتفاق يهدف إلى التعاون النووي مدنيا مع الرياض.

لكن السعودية تقول إنها تريد فقط تحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج الوقود النووي، وإنها غير مهتمة بتحويل التكنولوجيا النووية إلى الاستخدام العسكري.

غير أن ولي العهد، محمد بن سلمان، قال في مقابلة مع محطة تلفزيون أمريكية العام الماضي إن المملكة ستطور أسلحة نووية إذا أقدمت عدوتها اللدود إيران على ذلك.

وتثير مثل هذه التطورات التساؤل عن أهمية الطاقة النووية والدافع وراء تنافس دول العالم بعامة، ودول عربية بخاصة، على امتلاكها؟

تقول دراسة نشرتها شركة إكسون موبيل في 2018 إن الطبقة الوسطى التي تتزايد أعدادها في العالم ستكون بحاجة إلى المزيد من الطاقة التي يمكن أن يعوّل عليها وبأسعار رخيصة.

ومع زيادة دعوات الحفاظ على البيئة والدعوة إلى تقليص انبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يتولد عن استخدام الطاقة المعتمدة على مصادر تقليدية من النفط أو الغاز الطبيعي، يواجه العالم معضلة تتمثل في الحفاظ على التوازن بين حماية البيئة وزيادة الاعتماد على طاقة أكثر موائمة، تتطلب استثمارات ضخمة وتقنيات متقدمة.

وتشير الدراسة إلى أن توفر الطاقة يوفر الرخاء في المجتمع، ومع نمو الاقتصاد يصبح الناس أكثر غنى، ويقبلون أكثر على شراء البضائع، التي ينتج كثير منها من مواد كيميائية مستخرجة من النفط. ويؤدي اتساع رقعة الرخاء إلى نمو النقل التجاري، إذ سيحتاج العالم إلى نقل مواد خام أكثر وشحن البضائع المنتجة أكثر من ذي قبل.

ومع زيادة الثراء سيزداد تعداد السكان، الذين يحتاجون إلى السفر أكثر، ويعني هذا الحاجة إلى المزيد من الوقود.

وهنا تبرز أهمية الطاقة النووية باعتبارها حلا لتلك المعضلة.

إذ إن توليد الطاقة الكهربائية نوويا سيقلص نسبة الاعتماد على الطاقة المولدة من النفط والغاز الطبيعي. وتعني قلة الاعتماد على الوقود الإحفوري تقليص الانبعاث الحراري، وانخفاض أسعار الطاقة التقليدية.

متى بدأ العالم في استخدام المحطات النووية في توليد الطاقة؟

بدأ ذلك في ستينيات القرن الماضي في الولايات المتحدة وبريطانيا. وكانت أول محطة لتوليد الطاقة تجاريا قد بدأت العمل في انجلترا في عام 1956 بطاقة 50 ميغاوات.

وازدادت قدرة المحطات النووية على إنتاج الطاقة مع مرور الزمن من 1 ميغاوات في الستينيات إلى أكثر من 366 ميغاوات في أوائل القرن الحادي والعشرين.

ويختلف مستقبل الطاقة النووية من بلد إلى بلد بحسب سياسة الحكومة. إذ إن هناك بلدان مثل ألمانيا تسعى إلى الحد من استخدام الطاقة النووية في توليد الطاقة، غير أن دولا آسيوية، مثل الصين والهند، تتبنى سياسة تهدف إلى التوسع في استخدامها. أما بريطانيا والولايات المتحدة، فتتبنيان سياسة وسط بين الاثنين.

ما هي فوائد الطاقة النووية؟

لا تقتصر فوائد محطات الطاقة النووية على توليد الكهرباء، بل إنها أيضا تفيد الأطباء في تشخيص الأمراض وعلاجها. وتساعد العلماء في استكشاف أعماق المحيطات، وتوفر للغواصات طاقة نقية تسير بها بدون قطرة غاز.

كيف تخطط الهند لاستغلال شواطئها في إنتاج وقود نووي؟

وتساعد الطاقة النووية أيضا المسبارات الفضائية في السفر لمسافات تبلغ ملايين الأميال باستخدام مولدات نووية للطاقة.

ويستخدم الإشعاع النووي في معالجة الأغذية وقتل البكتريا فيها، وفي قتل الحشرات والطفيليات التي تسبب الأمراض.

كما يستخدم أيضا بنسبة ضئيلة في بعض أجهزتنا المنزلية، مثل أجهزة كشف الدخان، والناسخات الإلكترونية، ويستخدم أيضا في تعقيم بعض المواد والأجهزة.

ما هي الدول التي تستخدم المحطات النووية في توليد الطاقة؟

هناك 17 دولة في العالم تعد من أكثر البلدان استخداما للمحطات النووية في توليد الطاقة – بحسب ما تقول منظمة (وورلد نيوكلير أسوسييشن) وهي:

الولايات المتحدة: لديها 100 مفاعل نووي

فرنسا: لديها 58 مفاعلا نوويا

اليابان: لديها 50 مفاعلا نوويا

روسيا: لديها 33 مفاعلا نوويا

كوريا الجنوبية: لديها 23 مفاعلا نوويا

كندا: لديها 20 مفاعلا نوويا

الهند: لديها 20 مفاعلا نوويا

بريطانيا: لديها 18 مفاعلا نوويا

الصين: لديها 17مفاعلا نوويا

أوكرانيا: لديها 15 مفاعلا نوويا

ألمانيا: لديها 9 مفاعلات نووية

إسبانيا: 8 مفاعلات نووية

السويد: لديها 10 مفاعلات نووية

بلجيكا: لديها 7 مفاعلات نووية

التشيك: لديها 6 مفاعلات نووية

سويسرا: لديها 5 مفاعلات نووية

وتمتلك بعض هذه الدول القدرة على منح ترخيص إنشاء محطات نووية وهي: بريطانيا، والولايات المتحدة، وفرنسا، وروسيا، والصين.

أما الدول التي تقدم مشروعات إنشاء مفاعلات طاقة نووية وتزود البلدان النامية بالوقود النووي والتمويل اللازم، فهي روسيا والصين.

ما هي الدولة الطامحة إلى الحصول على الطاقة النووية؟

يوجد في العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط عدد من الدول التي تسعى إلى استخدام المفاعلات النووية في مجال توليد الطاقة. من هذه الدول: الإمارات وتركيا اللتان بدأتا بالفعل في إنشاء مفاعلات نووية.

وتوجد في السعودية مصر والأردن خطط لاستخدام الطاقة النووية، وبنى تحتية لهذه المشروعات.

أما المغرب والجزائر فلديهما خطط قيد التطوير. وتجري في تونس وليبيا وسوريا وقطر والسودان مناقشات تتعلق بتبني خيار الطاقة النووية. ولايعد استخدام الطاقة النووية خيارا سياسيا مطروحا حاليا في الكويت. ويمكن تلخيص الوضع في بعض تلك الدول، كما يلي:

مصر: بدأت في إنشاء أول مفاعل للطاقة النووية في الستينيات من القرن الماضي. وتعتزم بناء أربعة مفاعلات روسية كبيرة.

الإمارات: بدأت الإمارات برنامجا للطاقة النووية بالتشاور مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويلقى هذا دعما شعبيا فيها. وقبلت عرضا من كوريا الجنوبية لبناء أربعة مفاعلات تجارية للطاقة، وقد استكمل بناء أولها، ويتوقع تدشينه في أواخر 2019 أو أوائل 2020.

السعودية: تخطط لبناء مفاعلين خلال الـ20 والـ25 عاما المقبلة، بعد أن كانت تعتزم بناء 16 مفاعلا.

الأردن: يستورد معظم الطاقة، ويخطط لإنشاء مفاعلين بحلول 2025، ويوجد لديه مصادر لليورانيوم بعضها موجود في رواسب الفسفور.

تركيا: تعتزم إنشاء مولد للطاقة النووية منذ السبيعينيات. وتساعدها روسيا حاليا في بناء مفاعل بدأ العمل فيه في 2018. ويتوقع أن تتولى اليابان وفرنسا بناء مفاعل ثان، بينما تتولى الصين بناء مفاعل آخر بتقنيات أمريكية.

إيران: لديها مفاعل للطاقة النووية يعمل، وتخطط لإنشاء اثنين آخرين، ولديها برنامج كبير لتخصيب اليورانيوم.

التعليقات معطلة.