“مهمة ترامب الاجهاز على كل ما بناه أوباما في الشرق الأوسط”

7

 

 

مع إعلان دونالد ترامب عن تشكيل إدارته الجديدة للعودة إلى البيت الأبيض، برزت ملامح نهج مختلف قد يتجاوز حتى سياساته في ولايته السابقة. الإدارة التي تضم وجوهًا جديدة ومثيرة للجدل، مثل إيلون ماسك، تعكس توجهاً أكثر راديكالية وطموحًا لإعادة صياغة الدور الأمريكي في الشرق الأوسط والعالم والانقلاب على إرث باراك أوباما الذي بقي مؤثرًا حتى اليوم.

ما الذي يميز إدارة ترامب الجديدة؟

إضافة إلى شخصيات بارزة من عالم الأعمال مثل إيلون ماسك، تُظهر الإدارة الجديدة تركيزًا على تعزيز القوة التكنولوجية والاقتصادية كأداة ضغط في السياسة الخارجية. وجود ماسك، المعروف بابتكاراته الجذرية وطموحاته العالمية في الفضاء والطاقة المتجددة، يشير إلى تحول في التفكير الاستراتيجي. فالشرق الأوسط، الغني بالموارد الطبيعية والصراعات الجيوسياسية، قد يصبح ميدانًا رئيسيًا لتوظيف الابتكار التكنولوجي والدبلوماسية الاقتصادية لتحقيق أهداف سياسية .

إرث أوباما في مرمى الإدارة الجديدة .

تظل سياسات أوباما في الشرق الأوسط محور الانتقاد الأساسي لإدارة ترامب . أبرز هذه السياسات .

1. الاتفاق النووي الإيراني: تعهد ترامب في ولايته السابقة بتمزيقه، واليوم يبدو أن إدارته الجديدة ستسعى إلى إنهاء أي محاولات لإحيائه، ربما من خلال ضربات مباشرة أو إجراءات تعزز عزلة إيران .

2. التوازن الإقليمي . اعتمد أوباما سياسة حذرة تجاه القوى الإقليمية، لكن إدارة ترامب الجديدة قد تتخذ خطوات جريئة لتحجيم دور إيران وتعزيز المحور الخليجي-الإسرائيلي.

أجندة الشرق الأوسط: تكنولوجيا ودبلوماسية جديدة .

مع وجود ماسك في فريق ترامب، يمكن أن نشهد اعتماد استراتيجيات غير تقليدية، مثل:

1. الطاقة المتجددة كأداة نفوذ: في منطقة تعتمد على النفط، قد تسعى الولايات المتحدة بقيادة ترامب وماسك إلى ترويج مشاريع الطاقة البديلة لتعزيز النفوذ الأمريكي على حساب المنافسين .

2. سباق الفضاء كجزء من النفوذ الإقليمي . قد تُستخدم التكنولوجيا الفضائية لإظهار التفوق الأمريكي وتوسيع الهيمنة، خاصة في ظل اهتمام دول مثل الإمارات بالفضاء.

3. استخدام الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني . قد تتبنى الإدارة استراتيجيات تعتمد على الحرب السيبرانية لمواجهة النفوذ الإيراني ومراقبة الفصائل المسلحة.

تغيير اللعبة السياسية في المنطقة .

إلى جانب التكنولوجيا، تشير تسريبات إلى أن ترامب يعتزم بناء تحالفات جديدة تعتمد على إعادة صياغة المصالح المشتركة، لا سيما مع الدول التي تتطلع إلى تقليل النفوذ الإيراني. هذا قد يشمل تسريع التطبيع بين إسرائيل والدول العربية، وطرح مبادرات جريئة لحل الصراعات القائمة على نحو يخدم المصالح الأمريكية بشكل مباشر .

هل تنجح إدارة ترامب الجديدة؟

بينما يظهر هذا النهج طموحًا، فإن نجاحه سيعتمد على مدى قدرته على تحقيق التوازن بين الابتكار والواقعية السياسية. التحديات لا تزال قائمة، من الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى النفوذ الإيراني المتزايد. ومع ذلك، فإن وجود عقول مثل ماسك في الإدارة قد يمنحها ميزة جديدة لم تخضها أي إدارة أمريكية سابقة .

إدارة ترامب الجديدة لا تبدو وكأنها امتداد لسياساته السابقة فحسب، بل تسعى لتجاوزها بأدوات وأساليب مبتكرة. انقلابها على إرث أوباما في الشرق الأوسط سيكون أعمق وأكثر شمولاً، مستفيدة من الثورة التكنولوجية والتحالفات الاستراتيجية لإعادة تشكيل المنطقة وفقًا لرؤية أمريكية جديدة مختلفة كليا عن سياسىة اوباما .

التعليقات معطلة.