قال إسماعيل بقائي عبر منصّة اكس إن هذه المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي وستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، “بدأت بفضل وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي”.
المصدر: “النهار”
“مهمّة وحاسمة وإيجابية”… انتهاء الجولة الأولى من المحادثات بين إيران والولايات المتحدة في عُمان
صورة مركبة لعراقجي وويتكوف (ا ف ب)
أجرت إيران والولايات المتحدة اللتان قطعتا علاقاتهما الديبلوماسية منذ 1980، السبت، مباحثات نادرة “غير مباشرة” في سلطنة عمان.
وأعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي انتهاء الجولة الأولى من المحادثات غير المباشرة بين البلدين.
وقال عراقجي في منشور على تيليغرام إن إيران وأميركا ستواصلان محادثاتهما “الأسبوع القادم”.
وأفاد بأن المحادثات جرت في “أجواء بناءة وإيجابية”، مؤكدا أن الوفدان تقابلا لفترة وجيزة بعد الخروج من المحادثات. وقالت الخارجية الايرانية إن المفاوضان الإيراني والأميركي تواصلا في شكل مباشر “لبضع دقائق”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي قد قال في وقت سابق عبر منصة إكس إن هذه المباحثات بين وزير الخارجية الإيراني وستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب “بدأت بفضل وساطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي”.
ونقلت وكالة “تسنيم” عن عضو في الوفد الإيراني قوله إن الجو العام للمحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة إيجابي.
واستبعد أن تستمر المفاوضات حتى الغد، مشيراً إلى أن احتمال التوصّل لاتفاق نووي مرتفع جداً.
وقالت وكالة “أسوشييتد برس” إن موكباً يُعتقد أنه يقلّ رئيس الوفد الأميركي للمحادثات مع إيران في سلطنة عمان غادر مقر المحادثات، فيما أكدت وكالة “تسنيم” انتهاء المحادثات الأميركية الإيرانية في مسقط.
من جهته، قال وزير خارجية عُمان بدر البوسعيدي على منصة إكس: “المحادثات الأميركية الإيرانية جرت في أجواء ودية بناءة لتقريب وجهات النظر”.
وأضاف: “سنواصل العمل معا وبذل مزيد من الجهود للمساعدة في تحقيق السلام والأمن والاستقرار على الصعيدين الإقليمي والعالمي”.
أفاد مصدر عماني لرويترز بأن المحادثات بين إيران وأميركا تهدف إلى تهدئة التوترات الإقليمية وتبادل السجناء والتوصّل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.
للمزيد اقرأ هنا.
“إنها بداية”
وقال بقائي إن كل وفد لديه غرفة منفصلة ويتبادلان الرسائل عبر الوزير العماني.
وأشار إلى أن المباحثات حول برنامج طهران النووي بين إيران والولايات المتحدة يُفترض ألا تستمر وقتاً طويلاً.
وصرّح بقائي للتلفزيون الرسمي: “إنها بداية… لا نتوقع أن تكون هذه الجولة من المباحثات طويلة جداً”، لافتاً إلى أن الجانبين يتبادلان “مواقفهما المبدئية” عبر وسيط عماني.
وأكد أن هدف طهران من المحادثات واضح وهو حماية مصالحها، وأضاف: “قدمنا وجهات نظرنا لوزير خارجية عمان لنقلها للجانب الأميركي”.
وأكد أن المحادثات تمنح “الديبلوماسية فرصة حقيقية”، معتبراً أنها “مهمة وحاسمة”.
محادثات مباشرة؟
وفي السياق، نقل موقع “أكسيوس” عن مصدر قوله إنه إذا سارت الاجتماعات بنحو إيجابي فمن الممكن إجراء محادثات مباشرة بين ويتكوف وعراقجي اليوم أو غداً.
كذلك، نقل “أكسيوس” عن مسؤول أميركي قوله إن ترامب مستعد لتقديم تنازلات للتوصل إلى اتفاق مع إيران.
حذر وشك
وتتعامل طهران مع المحادثات بحذر وتشك في إمكان أن تؤدي إلى اتفاق، كما أنها متشككة تجاه ترامب الذي هدّد مراراً بقصف إيران إن لم توقف برنامج التخصيب المتزايد لليورانيوم.
وفيما تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، فإن الهوة بينهما لا تزال متسعة بشأن الخلاف المستمر منذ أكثر من عقدين.
وقبيل انطلاق المحادثات، وهي الأولى بين إيران وإدارة ترامب بما في ذلك خلال ولايته الأولى بين عامي 2017 و2021، اجتمع عراقجي مع وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي في مسقط.
وذكرت وسائل إعلام رسمية إيرانية أنه “في إطار المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، قدم عراقجي لنظيره العماني النقاط والمواقف الرئيسية لطهران لنقلها إلى الجانب الأميركي”.
ومن شأن ظهور مؤشرات على أي تقدم المساعدة في تهدئة التوتر في المنطقة المشتعلة منذ عام 2023 مع اندلاع الحرب في غزة والأعمال القتالية بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان وتبادل إطلاق الصواريخ بين إيران وإسرائيل وهجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر وإطاحة النظام في سوريا.
لكن الفشل قد يفاقم المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في منطقة تُصدّر نسبة كبيرة من نفط العالم. وحذرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أميركية من أنها ستواجه “عواقب وخيمة” إذا شاركت في أي هجوم عسكري أميركي على إيران.
وقال عراقجي للتلفزيون الإيراني: “هناك فرصة للتوصّل إلى تفاهم أولي بشأن المزيد من المفاوضات إذا خاض الطرف الآخر (الولايات المتحدة) المحادثات على أساس التكافؤ”.
وقال إن من السابق لأوانه التعليق على مدة المحادثات.
وأضاف عراقجي: “هذا هو الاجتماع الأول، وستُوضح خلاله العديد من القضايا الأساسية والأولية، بما في ذلك احتمال وجود إرادة كافية لدى الجانبين، وعندها سنتخذ قراراً بشأن الجدول الزمني”.
وقال مسؤول إيراني لرويترز إن الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، صاحب القول الفصل في القضايا الرئيسية للدولة في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي “الصلاحيات الكاملة” في المحادثات.
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر “مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأميركي وحسن نيّته”.
وترفض إيران التفاوض حول قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.
صراع لعقود
تقول إيران دائماً إن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن دولاً غربية وإسرائيل تعتقد أنها تحاول سراً تطوير الوسائل اللازمة لصنع قنبلة ذرية.
وتقول هذه الدول إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو مصدر للوقود النووي، تجاوز بكثير متطلبات البرنامج المدني وينتج مخزونات بمستوى من النقاء الانشطاري قريب من ذلك المطلوب في الرؤوس الحربية.
وكان ترامب، الذي أعاد فرض سياسة “أقصى الضغوط” على طهران منذ شباط/ فبراير، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وست قوى عالمية في عام 2018 خلال فترة رئاسته الأولى للولايات المتحدة، وأعاد فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.
ومنذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة إلى الأمام تضمنت تخصيب اليورانيوم إلى درجة نقاء 60 بالمئة، وهي خطوة فنية من المستويات اللازمة لصنع القنبلة.
وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يوم الخميس إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى السلام، وأضاف: “كنا واضحين للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وأعتقد أن هذا هو ما أدّى إلى هذا الاجتماع”.
وتعتبر إسرائيل، حليفة واشنطن، البرنامج النووي الإيراني تهديداً لوجودها، وتهدد منذ فترة طويلة بمهاجمة إيران إذا فشلت الديبلوماسية في الحد من طموحاتها النووية.
تراجع نفوذ طهران في مختلف أنحاء الشرق الأوسط تراجعاً كبيراً، مع تفكيك حلفائها في المنطقة المعروفين باسم “محور المقاومة” أو تعرّضهم لضربات قوية منذ بداية الصراع بين حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وإسرائيل في غزة وسقوط بشار الأسد في سوريا في كانون الأول/ ديسمبر.