موانئ النفط العراقية.. محاصصة ورشاوى بين 3 أحزاب!

1

مضى نحو شهرين على انطلاق الاحتجاجات المناهضة لتفشي نظام الفساد في العراق، حيث تعج بغداد ومدن جنوب العراق ذات الأغلبية الشيعية بالمتظاهرين، ما أدى في الكثير من الأحيان إلى قطع مؤقت للطرق المؤدية إلى موانئ التصدير والحقول النفطية استنكاراً لعمليات تهريب النفط غير المشروعة و”الشبكات السرية” من إيران عبر العراق، وصولاً إلى سوريا ولبنان، والتي استنزفت الاقتصاد العراقي لسنوات.

وفي حين تكثر الأقاويل و”الادعاءات” عن توقف تام لعمليات نقل شحنات النفط الخام من بعض الحقول النفطية إلى موانئ التصدير جنوباً وتأثر الإمدادات النفطية العراقية، تطرح تساؤلات عديدة حول غياب أي تصريح رسمي من الشركات النفط العالمية التي تدير الحقول العراقية، أمثال “لوك أويل”، “BP”، “وشل” تشكو من تعطل الإنتاج… وإذا سلمنا جدلاً أن ذلك قد حدث، لماذا لم ينعكس ذلك ارتفاعاً في أسعار النفط بالسوق العالمية خصوصاً، أن العراق يصدر ما لا يقل عن 3 ملايين برميل يومياً!

فماذا يحدث فعلياً على أرض الواقع؟

في محافظة البصرة الغنية بالنفط في جنوب البلاد، أفاد المحلل العراقي والخبير الاقتصادي د.صادق الركابي في حديث خاص مع “العربية.نت”، أن السلطات الرسمية تحاول أن تعطي انطباعاً وتخلق نوعاً من “التهويل” و”المبالغة” في حجم الخسائر والأضرار، كورقة ضغط على المتظاهرين، في محاولة منها لقمع تلك الاحتجاجات بذريعة تهديد الإمدادات النفطية وإيرادات الموزانة العراقية.

وأوضح أن أبرز الحقول النفطية، التي شابها تعطيل مؤقت لمدة 5 أيام كحد أقصى، إنما جاء نتيجة لعدم قدرة العمال الوصول إلى هذه الحقول وليس بسبب عمليات تخريبية ومحاولات تدمير وحرق للمنشآت النفطية، كما يروج له، وهي على الشكل الآتي:

1- حقل الغراف النفطي في محافظة ذي قار، حيث عمدت العشائر العراقية في تلك المنطقة، إلى منع الموظفين من الدخول إليه، ما أدى إلى توقف الإنتاج بنحو 50%. مع العلم أن شركة “بتروناس” العاملة في حقل “الغراف” رفعت طاقته الإنتاجية بواقع 200 ألف برميل يوميا.

2- حقل القرنة هو أحد الحقول النفطية التي تقع في جنوب العراق وبالتحديد في محافظة البصرة، توقف الإنتاج بحدود الـ25%، ثم عاد الضخ كما كان عليه في السابق من قبل القوات الأمنية.

3- حقول الرميلة النفطية، لم يحدث فيها أي توقف للإنتاج.

4- أمّا حقل مجنون، وهو أكبر الحقول، بمتوسط إنتاج 245 ألف برميل يومياً، فقد جرت محاولات في بداية التظاهرات لمنع دخول الموظفين ، إلا أن ذلك ينجح ولم تتأثر عملية الإنتاج.

التعليقات معطلة.