مع دخول المظاهرات الشعبية التي تعم مدن السودان المختلفة يومها الثامن، قال موقع “ميدل إيست آي” إن السبب في اندلاعها لا يقتصر على غلاء المعيشة ورغيف الخبز، بل هو أبعد من ذلك.
ويشير الموقع البريطاني إلى أن الاحتجاجات اندلعت أول مرة في مدينة عطبرة بشمال البلاد، بعد ارتفاع سعر رغيف الخبز إلى ثلاثة أضعاف ثمنه الأصلي.
لكن كاتبا أميركيا من أصل سوداني أبلغ الصحيفة -طالبا عدم ذكر اسمه- أن التركيز على غلاء المعيشة وحده دون وضع الأزمة في سياقها العريض هو “نقل ضحل ومخل للمشهد”.
يخاطرون بحياتهم
يقول هذا الكاتب إن الأزمة الفورية والحاجة الماسة دفعت الناس إلى المخاطرة بحياتهم والخروج للتظاهر من أجل المطالبة برغيف العيش.
ويضيف: “الخبز هو الذي أخرج الناس إلى الشوارع، لكن ضنك العيش والقمع العنيف ثلاثين عاما هو الذي يبقي الناس في الشوارع”.
وبحسب ميدل إيست آي، فإن معظم التقارير الصحفية الواردة من السودان ركزت على ارتفاع أسعار الخبز دون غيرها، وهو ما أحبط العديد من السودانيين.
ويرى مجتبى موسى -وهو بائع أجهزة إلكترونية في سوق الخرطوم- أن الاحتجاجات ذات طابع سياسي، ولم تحركها القضايا الاقتصادية فحسب.
ويقول في ذلك: “لو كانت الاحتجاجات مقتصرة على أسباب اقتصادية فقط لتوقف الناس عن الخروج إلى الشوارع بعد أن أعلنت الحكومة إلغاء العمل بالأسعار الجديدة وإعادتها إلى وضعها القديم”.
نفاد الصبر
وبحسب الموقع، فقد أدى نقص النقد في العاصمة السودانية إلى نفاد صبر المواطنين، وساهم الطلب المتزايد على الأموال الناجم عن ارتفاع معدلات التضخم وفقدان الثقة في النظام المصرفي عقب إجراءات البنك المركزي للحد من حجم النقد المعروض، أدى إلى أزمة في السيولة النقدية تفاقمت خلال الشهرين الأخيرين.
ومن مظاهر الأزمة تلك الصفوف المتراصة من السودانيين أمام أجهزة الصرف الآلي ومحطات تزويد الوقود.
ويستطرد الموقع قائلا إن للأزمة الاقتصادية تأثيرا ملموسا على طموحات العديد من الشبان السودانيين. وينقل عن طالبة طب تقيم في الخرطوم كيف أن ارتفاع تكاليف المعيشة يعيقها عن الذهاب حتى إلى مكان دراستها.
بيان البشير الأول
وفي مقارنة تنم عن مفارقة، ينسب الموقع إلى مواطن من سكان الخرطوم يدعى سامح الشيخ، حديثه عن وجود أوجه شبه بين أول بيان تلاه الرئيس عمر البشير عندما استولى على السلطة عام 1989، والأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد الآن.
يقول الشيخ بعد برهة من التأمل “إنها المتاعب ذاتها التي ساعدت الرئيس للوصول إلى سدة الحكم عبر انقلاب عسكري”.
ويتابع: “وجاء الدور الآن على البشير الذي لا يستحق شرف أن يكون زعيما للسودان”.