نبتة تاريخية تتراجع في نينوى بسبب التغير المناخي

البابونج يفضل التربة الخصبة والمناخ البارد والمعتدل، ولذلك تنتشر النبتة في جبال السليمانية وأربيل ودهوك، كما تُشاهد أيضًا في البلدان المطلة على البحر الأبيض المتوسط مثل سوريا ولبنان ومصر. وفي نينوى، تُعرف ثلاثة أنواع من البابونج: النوع الخشن بطعمه المر، والنوع الناعم بطعمه الحلو، ونوع ثالث أكثر نعومة لا يحمل التويج الأبيض المعروف. وتتميز النبتة بقدرتها على إعادة زراعة نفسها ذاتيًا؛ فعندما تجف تسقط بذورها وتنتشر بفعل الرياح، مما يفسر تواجدها في أماكن عديدة دون تدخل بشري. عبد السلام العبيدي، رئيس صنف العطارين في الموصل، أوضح لـ(المدى) أن العرب يسمّون نبتة البابونج «بنوار الربيع»، ويُطلق عليها البدو اسم «الربيان»، بينما تُعرف محليًا بـ«زهرة الموصل» أو «البيبون». وأكد أن البابونج يُعد من المواد الأساسية في محال العطارة، ويستخدمه أهالي الموصل بكثرة، إذ لا يكاد يخلو منزل موصلي منه. ولفت إلى أن النبتة لا تظهر في المحافظات الجنوبية بسبب حاجتها إلى مناخ بارد ومعتدل. وأضاف العبيدي أن في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، كانت كميات كبيرة من البابونج تُشترى من المزارعين والبدو، ثم تُجفف وتُباع لتجار بغداد. وأشار إلى أن الكيلو الواحد من البابونج الطازج ينخفض وزنه إلى نحو 100 غرام بعد تجفيفه. وأوضح أن تراجع الزراعة التقليدية دفع الأسواق إلى استيراد البابونج من سوريا ومصر، حيث يُستخدم زيته في صناعة مستحضرات التجميل، مثل الشامبو وصبغة الحناء، إضافةً إلى استخدامه لعلاج الزكام وسعال الأطفال، ويتوفر منه أيضًا كبسول زيتي.
التعليقات معطلة.