نتنياهو يتمسك بمحور فيلادلفيا وبايدن يحمله عرقلة مفاوضات الهدنة

1

قد تكون صورة ‏‏‏شخص أو أكثر‏، و‏حشد‏‏ و‏نص‏‏

عشرات القتلى في غزة والمتحدث باسم “القسام” يهدد بإعادة الرهائن في توابيت إذا واصلت إسرائيل ضغطها العسكري

اندبندنت عربية ووكالات

ملخص
قال سموتريتش إن حدوث إضراب واسع يشهد إغلاق البلاد بما في ذلك الرحلات الجوية المغادرة ستكون له عواقب اقتصادية كبيرة من شأنها أن تسبب أضراراً اقتصادية في زمن الحرب.

قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”، اليوم الإثنين إن الرهائن في غزة سيعودون “داخل توابيت” إذا واصلت إسرائيل ضغطها العسكري في القطاع الفلسطيني.

وأورد أبو عبيدة في بيان “إصرار نتانياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلاً من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت”، مضيفاً أنه “صدرت تعليمات جديدة” لحراس الرهائن “بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم”.

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم الإثنين إن القوات الإسرائيلية يجب أن تحتفظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا عند الحدود بين غزة ومصر، وتعهد “بعدم الرضوخ للضغوط” في شأن هذه المسألة في محادثات وقف إطلاق النار.

واعتبر في مؤتمر صحافي متلفز غداة إعلان السلطات الإسرائيلية انتشال جثث ستة رهائن في غزة، أن “تحقيق أهداف الحرب يمر عبر محور فيلادلفيا”.

وأضاف نتنياهو “السيطرة على محور فيلادلفيا تضمن عدم تهريب المخطوفين إلى خارج غزة”.

وتطالب “حماس” بانسحاب إسرائيلي كامل من القطاع الفلسطيني في المفاوضات التي ترعاها الولايات المتحدة وقطر ومصر.

وأثار مقتل الرهائن الستة موجة من الحزن في إسرائيل، فضلاً عن الغضب تجاه الحكومة لفشلها في التوصل إلى اتفاق من شأنه ضمان إطلاق سراح الرهائن.

وشدد نتنياهو “لن أرضخ للضغوط”، في إشارة إلى محور فيلادلفيا الاستراتيجي.

وبينما تجمع آلاف المتظاهرين في تل أبيب مساء الإثنين لليوم الثاني من التظاهرات المناهضة للحكومة، طلب رئيس الوزراء “الصفح” لعدم قدرته على إنقاذ الرهائن الستة، لكنه شدد على أن مغادرة المحور لم تكن ستؤدي إلى نتيجة مختلفة.

وقال “أطلب منكم الصفح لعدم إعادتهم أحياء. كنا قريبين لكننا لم ننجح. ستدفع حماس ثمناً باهظا للغاية”.

وتابع نتنياهو “قتل المخطوفين الستة لم يحدث بسبب القرار في شأن فيلادلفيا، بل بسبب حماس نفسها”.

من بين 251 شخصاً احتجزوا رهائن خلال هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، لا يزال 97 منهم في غزة، من بينهم 33 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم ماتوا.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي الإثنين “سنجعل حماس تدفع ثمناً باهظا للغاية في المستقبل القريب”.

وأضاف “لا أحد أكثر التزاماً مني بالإفراج عن المخطوفين. ولا أحد يستطيع أن يقدم لي دروسا في هذا الشأن”.

من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الإثنين إن التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة “حماس” في غزة أصبح قريباً للغاية، لكنه أكد أنه لا يعتقد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل لاتفاق من هذا القبيل.

وقال مسؤولون فلسطينيون اليوم الإثنين إن القوات الإسرائيلية قتلت 48 فلسطينياً في الأقل داخل غزة خلال الساعات الـ 24 ساعة، في وقت ينفذ مسعفون حملة تطعيمات في يومها الثاني ضد شلل الأطفال في القطاع.

وأكد مسؤولون فلسطينيون ومسؤولون من الأمم المتحدة أن أكثر من 80 ألف طفل تلقوا التطعيم في المناطق الوسطى من غزة أمس الأحد خلال اليوم الأول من الحملة.

ووافقت حركة “حماس” وإسرائيل على فترات توقف قصيرة في القتال للسماح للحملة بتطعيم نحو 640 ألف طفل، بينما لم ترد أنباء عن أي انتهاكات قرب مراكز التطعيم.

وقال مسؤولون فلسطينيون اليوم إن سبعة فلسطينيين قتلوا في غارتين جويتين إسرائيليتين على مدينة غزة، بينما قتلت غارتان أخريان ستة أشخاص في مخيمي البريج والنصيرات للاجئين في قطاع غزة، بينما لم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي.

وقال الجناحان المسلحان لحركتي “حماس” و”الجهاد الإسلامي” إن المقاتلين تصدوا للقوات الإسرائيلية في الشمال والجنوب وبعض المناطق الوسطى من غزة بالصواريخ المضادة للدبابات وقذائف الهاون.

الـ “أونروا” تجدد النداء

وكررت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة (أونروا) اليوم دعوتها إلى وقف إطلاق النار فوراً لضمان نجاح حملة التطعيم ضد شلل الأطفال وأمن المشاركين فيها.

وقالت الوكالة عبر منصة “إكس” إنه “في اليوم الأول فقط وصلت فرق ‘أونروا’ وشركاؤها إلى نحو 87 ألف طفل، بحسب منظمة الصحة العالمية، وتستمر الجهود لتزويد الأطفال بهذا اللقاح الرئيس، لكن ما يحتاجون إليه أكثر هو وقف إطلاق النار الآن”.

وواصلت إسرائيل و”حماس” تبادل الاتهامات بإفشال مساعي التوصل إلى وقف لإطلاق النار الذي من شأنه أن ينهي الحرب، ويترتب عليه إطلاق الرهائن الإسرائيليين والأجانب المحتجزين في غزة في مقابل الإفراج عن عدد كبير من السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل.

مرض قاتل

ويواصل الآباء إحضار أطفالهم الرضع إلى المراكز الطبية اليوم لتلقي التطعيم، وتقول منظمة الصحة العالمية إن انخفاض المعدل المعتاد للتطعيمات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن بينها غزة، أسهم في عودة ظهور شلل الأطفال في المنطقة.

وشلل الأطفال فيروس شديد العدوى قد يسبب الشلل والوفاة للأطفال الرضع، ومن تقل أعمارهم عن عامين هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة به.

وأكدت منظمة الصحة العالمية في أغسطس (آب) الماضي إصابة طفل بالشلل الجزئي بسبب فيروس شلل الأطفال من النمط الثاني، وهي أول حال من نوعها في المنطقة منذ 25 عاماً.

ويقول الفلسطينيون إن السبب الرئيس وراء عودة شلل الأطفال هو انهيار المنظومة الصحية وتدمير معظم المستشفيات في قطاع غزة، بينما تتهم إسرائيل “حماس” باستخدام المستشفيات لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.

حصيلة القتلى

وأعلنت وزارة الصحة في غزة اليوم مقتل ما يقدر بنحو 40786 فلسطينياً وإصابة أكثر من 94 ألفاً في القطاع منذ بداية الحملة العسكرية الإسرائيلية في أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

واندلعت الحرب المستمرة منذ 11 شهراً في غزة بعدما شن مقاتلو “حماس” هجوماً على جنوب إسرائيل قبل أشهر، مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، بحسب إحصاءات إسرائيلية.

وقضت محكمة العمل في تل أبيب بأن الإضراب العام الذي أدى إلى توقف معظم الأنشطة الاقتصادية في إسرائيل يجب أن ينتهي عند الساعة 2:30 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (11:30 بتوقيت غرينتش)، وفقاً لوثائق قضائية اطلعت عليها “رويترز”.

وبدأ اتحاد نقابات العمال (الهستدروت) إضراباً عاماً اليوم الإثنين للضغط على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للموافقة على اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بعد مقتل ستة رهائن كانت تحتجزهم حركة “حماس”، مما أثار احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء إسرائيل.

بدوره قال رئيس اتحاد نقابات العمال في إسرائيل إنه صدرت أوامر للعمال بالعودة إلى أعمالهم بعد حكم قضائي بإنهاء الإضراب العام.

وتظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين أمس في عدة مدن للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق يؤمن إطلاق سراح الرهائن.

وهتف المتظاهرون “أين أنتم؟” أمام المبنى الذي كانت تجتمع فيه الحكومة في القدس. وفي تل أبيب، أغلق متظاهرون الطريق السريع.

تحرك أميركي

من ناحية أخرى، يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته المرشحة للانتخابات الرئاسية كامالا هاريس اليوم فريقهما المعني بمحادثات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وفق ما أفاد البيت الأبيض، غداة إعلان إسرائيل العثور على جثث ست رهائن.

وأعلن البيت الأبيض تعديل جدول الرئيس اليوم بشكل يتيح له ولهاريس عقد اجتماع مع “الفريق الأميركي المفاوض بشأن اتفاق الرهائن في أعقاب مقتل المواطن الأميركي هيرش غولدبرغ-بولين وخمس رهائن أخرى على يد حماس السبت، وبحث الجهود للدفع نحو اتفاق يضمن الإفراج عن الرهائن المتبقين”.

تظاهرة في تل أبيب للمطالبة بالتوصل إلى اتفاق للإفراج الفوري عن الرهائن (أ ب)

وكان غولدبرغ-بولين الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإسرائيلية، من ضمن ست رهائن أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد العثور على جثثهم في نفق بمدينة رفح في جنوب القطاع الفلسطيني.

وأكد المتحدث باسم الجيش دانيال هاغاري أن الستة “خُطفوا أحياء صباح السابع من أكتوبر (تشرين الأول)”، تاريخ هجوم حركة “حماس” غير المسبوق على إسرائيل، و”قتلوا بوحشية على يد إرهابيي حماس قبل وقت قصير من وصولنا إليهم”.

متحدان

في التحركات والمواقف، قال رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم ونظيره النيوزيلندي كريستوفر لوكسون، اليوم الإثنين، إنهما متحدان في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار في الصراع الدائر في غزة وإيجاد حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف لوكسون في مؤتمر صحافي مشترك، “نحن متحدان للغاية في الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، وجمع الأطراف حول طاولة المفاوضات وإيجاد حل الدولتين”. وقال لوكسون الذي يقوم بزيارة لماليزيا تستغرق ثلاثة أيام، إن نيوزيلندا ستوسع تعاونها الدفاعي مع ماليزيا وإنها ستنشر إحدى طائرات الدورية والاستطلاع التابعة لسلاحها الجوي في باتروورث بولاية بينانج شمال ماليزيا للمشاركة في تدريب مشترك.

لوكسون (يسار) يصافح رئيس الوزراء الماليزي خلال مؤتمر صحافي في ماليزيا (أ ب)

ولفت إبراهيم، من جهته، إلى أن احتمالات وقف إطلاق النار لا تبدو مشجعة في الوقت الحاضر، مشيراً إلى غياب الالتزام من جانب الدول، وبخاصة الولايات المتحدة، التي يمكنها ممارسة نفوذها لوقف الصراع. وأضاف “الأمل الوحيد هو إشراك الولايات المتحدة في اتخاذ موقف أقوى”.

وتعد ماليزيا من أقوى المؤيدين للقضية الفلسطينية وتؤيد منذ فترة طويلة حل الدولتين للصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

الرهائن

على صعيد آخر، في تحرك يهدف إلى الضغط على حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لإعادة الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة، أعلن الاتحاد العام لعمال إسرائيل (الهستدروت) تنفيذ إضراب عام اليوم الإثنين سعياً لدفع الحكومة لإبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن وذلك بعد إعلان الجيش العثور على جثث ستة منهم.

وقال أرنون بار ديفيد، رئيس الاتحاد الذي يعد أبرز نقابة عمالية في إسرائيل، في مؤتمر صحافي الأحد “علينا أن نوقف هذا التخلي عن الرهائن (…) توصلت إلى استنتاج مفاده أن تدخلنا فقط هو الذي يمكن أن يحرك أولئك الذين يحتاجون لذلك، (الإثنين الساعة السادسة صباحاً (03:00 توقيت غرينتش) سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله”.

وأضاف رئيس الاتحاد “ستتوقف جميع عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون (في تل أبيب) اعتباراً من الثامنة صباحاً (05:00 توقيت غرينتش)”. كما دعا زعيم المعارضة يائير لبيد وعائلات رهائن في غزة إلى المشاركة في الإضراب العام.

طلب عاجل لوقف الإضراب

وطلب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش من النائب العام تقديم طلب عاجل للمحاكم لمنع الإضراب.

المتظاهرون يغلقون الطريق السريع في تل أبيب خلال تظاهرة مناهضة للحكومة تطالب بالإفراج عن الرهائن في 1 سبتمبر 2024 (أ ف ب)

وفي رسالته إلى النائب العام جالي بهاراف ميارا، قال سموتريتش إن الإضراب ليس له أساس قانوني لأنه يهدف إلى التأثير بصورة غير مواتية على قرارات سياسية مهمة يتخذها الساسة في شأن قضايا تتعلق بأمن الدولة.

وقال، إن حدوث إضراب واسع، يشهد إغلاق البلاد بما في ذلك الرحلات الجوية المغادرة، ستكون له عواقب اقتصادية كبيرة من شأنها أن تسبب أضراراً اقتصادية في زمن الحرب.

وأعلن الإضراب بعد انتشال الجيش الإسرائيلي في وقت سابق جثث ستة رهائن من نفق في مدينة رفح بجنوب القطاع الذي يشهد حرباً مدمرة منذ نحو 11 شهراً بين إسرائيل وحركة “حماس”.

وقالت السلطات الإسرائيلية، إنها عثرت السبت على جثث الرهائن كرمل غات وعيدن يروشالمي وهيرش غولدبرغ بولين الذي يحمل أيضاً الجنسية الأميركية وألكسندر لوبانوف الذي يحمل أيضاً الجنسية الروسية وألموغ ساروسي وأوري دانينو، في نفق بمنطقة رفح جنوب قطاع غزة، مم أثار صدمة وغضباً في إسرائيل.

في واشنطن، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن شعوره بـ”الحزن الشديد والغضب” بعد إعلان العثور على الجثث. ودفن ما لا يقل عن أربعة منهم أمس الأحد في حضور أقاربهم المفجوعين.

قالت نيرا سيروسي في تأبينها لابنها ألموغ “لقد تم التخلي عنك، كل يوم، كل ساعة، 331 يوماً (…) تم التضحية بك من أجل (تدمير حماس)”، في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المتكررة بأنه سيواصل الحرب حتى يقضي على الحركة.

“من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً”

وفي ظل ضغوط متزايدة في إسرائيل للتوصل إلى اتفاق حول إطلاق سراح الرهائن، بعد أشهر من الجمود في المفاوضات، توعد نتنياهو “حماس”، “بتصفية الحساب” معها.

وقال، “من يقتل الرهائن لا يريد اتفاقاً” على هدنة في قطاع غزة، مضيفاً موجهاً حديثه لـ “حماس”، “سنطاردكم ونقبض عليكم”.

وأكد وزير الدفاع يوآف غالانت أن الرهائن، “قتلوا بدم بارد على أيدي (حماس) قبل وصولنا إليهم”.

وأعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن التشريح الذي أجري صباح أمس أظهر أن الرهائن الستة قتلوا “من مسافة قريبة جداً”، وذلك “بين الخميس وصباح الجمعة”.

في المقابل، حمل عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” عزت الرشق إسرائيل مسؤولية مقتل الرهائن.

وقال في بيان، إن من يتحمل مسؤولية موت الرهائن هي إسرائيل التي تصر على مواصلة الحرب والتهرب من الوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً الى أن الستة “لم يُقتلوا إلا بالقصف الصهيوني”

التعليقات معطلة.