“نجوم التريند و الأرقام الإفتراضية”

5

دينا شرف الدين

في أثناء و بعد انقضاء موسم رمضان الدرامي بما له و ما عليه و بروز عدد من الأعمال التي جذبت قطاعات كبيرة من المشاهدين ، خرج  نجوم و نجمات المسلسلات يتبارون فيما بينهم بتصدر التريند علي مواقع التواصل المختلفة ، فكل منهم يعلن يوماً تلو الآخر أن عمله هو الأول و بفارق علي منصات التواصل و محركات البحث.

و لكن: الغريب في الأمر أن تلك التصريحات عن الصدارة في كل شي و كل مكان ، كانت علي لسان أكثر من نجم و بنفس التوقيت ، مما أثار حالات مفتعلة من الجدل بين مريدي هذا و محبي ذاك ، لتصل في يعض الأحيان إلي معركة الكترونية تحمل كثيراً من المفارقات و التطاولات .
فقد بات التظاهر و التفاخر  هو الهدف المنشود حتي و إن كان وهماً  علي وهم  بداخل عالم  كبير  من الوهم  مسمي بالتواصل الإجتماعي قد اختلط به الحابل بالنابل و الخبيث بالطيب و الكذب بالصدق !.

و تحولت معايير الكفاءة و مقومات النجاح  لدي الغالبية العظمي من المصريين و علي رأسهم بالطبع طبقة المشاهير أو أنصاف المشاهير  بأي مجال ، لمجرد نسب مشاهدة عالية و تريندات علي مواقع التواصل المختلفة !

إذ أصبح  تصنيف الفنان أو المطرب أو الإعلامي و موقعه علي خريطة النجومية و تحديد أجره  و فرص ترشيحه و فرضه علي جمهور المشاهدين المقهورين بناءً علي  منزلته الرقمية من حيث التريند و التدوال علي تويتر او جوجل او يوتيوب !

وبكل أسف :
فقد أدرك و تعلم  و تدرب الكثيرون علي إتقان اللعبة الإفتراضية بوسائل متعددة  منها :
*شراء عدد ضخم من المتابعين بمبالغ مالية كبيرة ، تسخير عدد من اللجان الإلكترونية التي تمنحه رقماً قياسياً  بالبحث و المشاهدة ، و إطلاق المسابقات و المكاسب المادية للفايزين ،
تعمد الإثارة و الإستفزاز  بتصريحات صادمة أو ملابس غريبة أو ترويج للإشاعات ، و لا مانع لدي البعض من البحث عن الفضائح  لاكتساب أكبر عدد من اللاهثين خلف هذه النوعية المثيرة من الأخبار للحصول ببساطة علي التريند المرجو !.
فمن أسعده حظه و استطاع أن يتقن اللعبة جيداً و يجد مفاتيح أبوابها ، فقد انفتحت له أبواب الشهرة و النجومية علي مصرعيها دون جهد أو شقا و نحت بالصخر  كما فعل غيره ممن يمتلكون مقومات النجاح بحق و يجاهدون سنوات طويلة من أجل الحصول علي الفرصة التي تتجلي بها مواهبهم و تخرج للنور  عن جدارة و استحقاق ، إذ يفاجأ هذا الذي يستحق بمن لا يستحق قد سبقه بمسافات طويلة و بضغطة زر أصبح من المشاهير ،  ثم سرعان ما تتهافت عليه جهات العمل و الإنتاج المختلفة و التي لم يعد من شروطها الأساسية وفقاً لتطورات الزمن الموهبة أو الجدارة، و لا عزاء لمعايير الكفاءة التي كانت.

التعليقات معطلة.