قسم الصحه

نداءات من الصليب الأحمر للتبرع بالدم لكن الفجوة مستمرة بين الإصابات والاستجابة

تعبيرية

منذ أشهر عديدة، تكثفت التدريبات والتجهيزات لكل المعنيين في القطاع الصحي والمسعفين والممرضين وغيرهم، استعداداً لأي طارئ، وفي حال حصول حرب شاملة.

  منذ الأسبوع الماضي، بدأ القطاع الصحي يجد نفسه أمام اختبارات متكررة. كذلك تعرّض المئات لا بل الآلاف لإصابات، منها متفاوتة، لكن نسبة مرتفعة منها تقع في خانة الخطر البالغ. وينطبق ذلك بشكل خاص على تلك التي أحدثتها تفجيرات أدوات “البيجر” والأجهزة اللاسلكية، وبعدها مع توسع رقعة الحرب في مختلف المناطق اللبنانية. في ظل الوضع الراهن، تتكثف النداءات من الصليب الأحمر للتبرع بالدم، لتلبية الحاجة الماسة الناجمة عن مجريات الحوادث الحربية. فمع ارتفاع أعداد المصابين، تتزايد الحاجة إلى وحدات دم من مختلف الفئات، في مراكز الصليب الأحمر الموزعة على الأراضي اللبنانية، خصوصاً أنه يقوم بعمليات ضخمة تتطلب الدعم وتوفير وحدات الدم للمصابين في مختلف المناطق اللبنانية. 

إصابات تفوق التوقعات في 17 أيلول (سبتمبر) الذي شهد تصعيداً إسرائيلياً عنيفاً، أعلنت وزارة الصحة العامة عن 558 قتيلاً وأكثر من 1853 جريحاً كحصيلة أولية للقصف الإسرائيلي. اعتُبرت هذه حصيلة غير مسبوقة في يوم واحد منذ بدء النزاع بين “حزب الله” وإسرائيل منذ قرابة عام. ورغم أن توسع رقع الحرب كان متوقعاً، وكانت وزارة الصحة العامة قد وضعت خطة كوارث صحية بالتعاون مع مختلف المؤسسات والجهات المعنية، لم يكن هذا العدد الضخم من الإصابات متوقعاً حدوثه في هذا الوقت القصير. ويؤكّد ذلك الأمر رئيس الصليب الأحمر الدكتور أنطوان الزغبي، مشيراً إلى أن الإصابات كثيرة، وترتفع مستويات النزف منذ حوالى أسبوع بسبب التفجيرات وأيضاً في ظل التصعيد الحاصل في الحرب.ويشير أيضاً إلى أن مثل هذه الإصابات تتطلب مخزوناً كبيراً من الدم، ما ليس متوافراً.وفي الواقع، ما لم يكن متوقعاً أن يرتفع عدد الإصابات إلى هذا الحدّ في هذه المدة القصيرة، ولم يكن هناك استعداد كاف لذلك. وعلى الرغم من التحضيرات، لم يكن النزوح متوقعاً بالشكل الذي حصل فيه، بل ساد توقع بأن يحصل تدريجياً، وبالتالي لم تكن هناك استعدادات لمثل هذه الظروف. وفي المقابل، دفعت كثافة القصف بالناس إلى النزوح فجأة وسريعاً ومن دون سابق إنذار ما لم يكن متوقعاً. وبالتالي، تزايدت الأعباء على الصليب الأحمر، واستدعى طلب المزيد من وحدات الدم لتلبية الحاجة الكبرى للمصابين. من جهة أخرى، يعتبر الزغبي أنه كانت هناك حاجة إلى المزيد من الاستعدادات في البلاد لظروف كهذه في الحرب، ولم تكن هناك جهوزية كافية. والأسوأ أن البلاد ترزح أصلاً تحت الأزمة والإمكانات ضئيلة على مختلف الأصعدة. حول آلية التبرعيدعو الزغبي المتبرعين إلى التوجّه إلى أي من مراكز الصليب الأحمر الـ13 الموزعة على المناطق اللبنانية. وعندها تُطرح مجموعة من الأسئلة التي تؤكد قبول التبرع أو اعتبار المتبرع غير مؤهل للتبرع بالدم.ورغم أن كثيرين يلبون النداء، لكن يبدو واضحاً للزغبي أن لدى حصول انفجار يزيد الاندفاع للتبرع بالدم ويهرع كثيرون سريعاً. وفي المقابل، يستمر الصليب الأحمر في توجيه النداءات إلى المواطنين للتبرع وتلبية الحاجة المتزايدة إلى وحدات الدم، في ظل ارتفاع أعداد المصابين.