بصورة متكررة، يردنا خبر ما عن موافقة “إدارة الغذاء والدواء” FDA الأميركية على استخدام دواء لغرض معين. وسرعان ما يبدأ استخدام هذا الدواء على نطاق ضيق ثم يحقق مزيداً من الانتشار.
بصورة متكررة، يردنا خبر ما عن موافقة “إدارة الغذاء والدواء” FDA الأميركية على استخدام دواء لغرض معين. وسرعان ما يبدأ استخدام هذا الدواء على نطاق ضيق ثم يحقق مزيداً من الانتشار.
تُعتبر “إدارة الغذاء والدواء” الأميركية المركز المسؤول عن معظم طلبات الترخيص للأدوية الجديدة، وتوافق سنوياً على 100 طلب دواء جديد. وتُعطى بعض تلك الموافقات مع ربطها باستخدامات طبية محدّد، قد لا تتطابق مع الهدف الرئيسي الذي صُنعتْ تلك الأدوية من أجله.
أما نحن، فلدى تناول حبة دواء معينة يصفها لنا الطبيب، فقد لا ندرك أبداً أنها كانت توصف لأهداف مغايرة تماماً قبل سنوات، ثم ثبتت فاعليتها في مجال آخر، بواسطة دراسات مدقّقة.
أدوية متعددة الاستخدامات والفاعلية
تكثر الأدوية التي تتعدد استخداماتها وتظهر فاعلية لغايات طبية أخرى، غير تلك التي جرى تطويرها من أجلها أساساً. ويشمل ذلك أدوية شائعة نستخدمها بكثرة في حياتنا وتكون فاعلة في مواجهة حالات مرضية متعددة لا علاقة لأي منها بالآخر.
وفي كثير من الأحيان، قد تأتي الموافقة على دواء بتركيبات مختلفة وأكثر من استخدام في الوقت نفسه.
ومن المتوقع أن يظهر المزيد من الأدوية المتعددة الاستخدامات، فيما تستمر الدراسات عليها لكشف فاعليتها في مجالات أخرى. وقد يكون هذا من الاتجاهات التي يمشي فيها العلماء خصوصاً في المستقبل.
ووفق ما يوضحه طبيب الصحة العامة الدكتور حسين الهواري، قبل الموافقة على أي دواء تُجرى عليه دراسات وأبحاث طوال سنوات. وتُجرى تجارب سريرية على مئات الأشخاص أو آلاف منهم أحياناً، بهدف مراقبة النتائج والفاعلية والأمان ومعدل الإصابة بالآثار الجانبية كما الإيجابية على مشكلات أخرى.
وأثناء التجارب، يمكن أن يتبين أن أدوية معينة تُظهر فاعلية في مواجهة مشكلات أخرى غير تلك المتوخاة منها في الأصل.
وقد حصل ذلك مثلاً في أدوية كثيرة تشمل قائمتها:
– سيماغلوتايد. يحقق هذا النوع من العلاجات انتشاراً واسعاً اليوم في مختلف أنحاء العالم، ويُعرف بالاسمين التجاريين الأكثر شهرة أوزمبيك وويغوفي. ونال الدواءان موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مواجهة السكري من النوع الثاني. ولاحقاً، نالا موافقة تلك الإدارة على استخدامهما أيضاً كعلاج لخفض الوزن.
– ليراغلوتايد. على غرار سيماغلوتايد، تُعتبر أدوية Liraglutide من الأدوية المتصلة بهرمون غلوكاغون الذي يفرز من البنكرياس بهدف تفكيك نوع من السكر يختزن أساساً في الكبد. ويُعرف بالاسمين التجاريين الأكثر شهرة فيكتوزا وسكسندا. تمت الموافقة على دواء فيكتوزا أولاً من قبل إدارة الغذاء والدواء الأميركية في مواجهة السكري من النوع الثاني. فعُرف كأحد أشهر العلاجات للسكري. أما دواء سكسندا، فحاز الموافقة كدواء لخفض الوزن.
– الأسبرين. قد يكون أكثر الأدوية شيوعاً حتى اللحظة والأكثر استخداماً. ومن المعروف أنه نال الموافقة عليه كمسكن للألم أولاً، لكن سرعان ما تبين أن استخدامه البعيد المدى يساعد في الحد من خطر الإصابة بالجلطات والذبحات القلبية بسبب فاعليته كمسيّل للدم. وأصبح الأسبرين من أشهر الأدوية المعتمدة على سبيل الوقاية من الجلطات حالياً.
– فياغرا. الكل يعرف الفياغرا كعلاج لضعف القدرة على الانتصاب لدى الرجل، لكن قلائل يدركون أنه أساساً من الأدوية التي تمت الموافقة عليها كعلاج لضبط مستوى ضغط الدم.
– ميتفورمين. جرى تطويره أولاً كعلاج للسكري، وحاز الموافقة بالاستخدام على هذا الأساس. ثم تبين لاحقاً أنه من العلاجات الفاعلة لخفض الوزن. وفي مرحلة تالية، تبين أنه من العلاجات الفاعلة أيضاً لمشكلات القلب والشرايين، إضافة إلى ما له من فوائد في مكافحة الشيخوخة.
– علاجات ستاتين. وصفت أولاً لمواجهة ارتفاع مستويات الكوليسترول، واشتُهِرَتْ كعلاجات فاعلة في هذا المجال. لكن سرعان ما تبين أنها تمتاز بفاعلية عالية في الحدّ من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان. كذلك تبين أنها تعطي نتائج إيجابية في مواجهة أمراض القلب والأوعية الدموية.
– غابابنتين. بعدما استُخدم كعلاج لأوجاع الأعصاب ونوبات الصرع، أظهرت بعض الدراسات أنه قد يساعد في تحسين جودة النوم والحدّ من القلق المرضي، وبات يوصف لهذه الأغراض.
– مثبطات بيتا. إلى جانب استخدامها في معالجة أمراض القلب، يجري اللجوء إليها لمعالجة القلق المرضي أيضاً.
– ديكستروميثوربان. غالباً ما يكون موجوداً في أدوية السعال، إلّا أن الدراسات أظهرت لاحقاً أنه قد يكون فاعلاً في حماية الأعصاب والحدّ من تقلّبات المزاج.
– غلوكوفاج. يتوفر منذ عشرات السنوات كعلاج للسكري من النوع الثاني، لكن تبين أيضاً أنه مفيد لخفض الوزن، ومعالجة تكيّسات المبيض لدى المرأة.
– بروبانولول. استُخدِم طويلاً لمعالجة ضربات القلب السريعة، ثم تبين أنه يساعد في معالجة الصداع النصفي والقلق.
– تاموكسيفين. يعالج سرطان الثدي أساساً، لكنه أظهر فاعليته في معالجة العقم المرتبط باضطرابات الإباضة.
– كلونيدين. استُعمِل بفاعلية في علاج ارتفاع ضغط الدم، لكن اكتشف العلماء أنه مفيد في معالجة نقص التركيز والنشاط المفرط لدى الأطفال. ويفيد أيضاً في معالجة الأعراض الانسحابية لدى المدمنين على المخدرات.