مخطئ من قال إن الاعتراف المتتالي بالدولة الفلسطينية مكافأة لحركة حماس، وهي أول العارفين بذلك، فمنذ عامين لم نسمع أحداً يدافع عن تلك الحركة في منبر دولي، أو عبر بيان حكومي رسمي.
العالم يقف اليوم مع فلسطين، وليس مع «إخوان البنا»، نقول ذلك إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ونطلب منه أن ينظر حوله، ولن يجد غير ظله، وخيال بنيامين نتانياهو، هما فقط من بقيا في الكفة الأخرى، كفة التوحش والقلوب التي فقدت إنسانيتها، لا أحد يؤيدهما في أفعالهما، حتى الدول التي لم تعترف بفلسطين بعد، ليست معهما، ولا تصفق للمذابح التي ترتكب في غزة والضفة الغربية، ولكنها، كما قال مستشار ألمانيا، تؤيد حل الدولتين، هذا الحل الذي كان ترامب يدعو إليه في ولايته الأولى.
والذي وقّع على وثائق تنص على أنه هدف الاتفاقات الموقعة في البيت الأبيض، وهي الاتفاقات الإبراهيمية، و«العزلة» التي هو فيها اليوم، سببها تراجعه عن تعهداته، وتأييده المطلق لجرائم الإبادة التي يرتكبها نتانياهو والمتطرفون من المستوطنين.
حماس كانت، وما زالت، أداة في يد الولايات المتحدة وإسرائيل، والتنظيم الدولي للإخوان، يتحرك متى أرادت واشنطن، ويختفي متى أُمر بذلك، ولهذا لم نسمع له صوتاً منذ أن بدأت مأساة أهل غزة، أما فلسطين، فهي اسم ومكان وتاريخ، لا يمسح ولا يتبدل ولا يشطب من السجلات، وما دام حل الدولتين لا يزال مطروحاً، وقبل فوات الأوان، يستطيع ترامب أن يستعيد المبادرة، ويعود ببلاده إلى مكانها الطبيعي، وهذا بلا شك لن يتحقق بجائزة نوبل للسلام، ولا عبر الاجتماعات الفردية أو الانتقائية مع قادة الدول، فقد استهلكت أساليب «الوشوشة» والوعود السرية، وحتى الضغوط السياسية، ومن فقد تأييد بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا، يجب أن يتأكد أنه فقد ثقة الجميع!
نصيحة بعيدة عن التسريبات الإعلامية غير الملزمة، أقدمها للرئيس الذي تفاءلنا بعودته إلى رئاسة الولايات المتحدة، بأن يذهب إلى مبنى الأمم المتحدة، ويعلن من فوق منبرها وقف حرب الإبادة في غزة، ورفضه القاطع لضم أي جزء من الأراضي المحتلة، والتخلي عن «منتجع الريفيرا» على شواطئ غزة، وأن تسحب إسرائيل قواتها من القطاع، وأن تكون هناك قوة سلام دولية مؤقتة.
وللحديث بقية.