نظرة فاحصة-لماذا حقول نفط كركوك بهذه الأهمية؟

1

اكتسبت حقول النفط العراقية في منطقة كركوك المتنازع عليها أهمية جديدة بعد أن أعادت الولايات المتحدة فرض عقوبات على إيران المجاورة. وتضغط واشنطن على بغداد لاستئناف الصادرات التي توقفت العام الماضي.
يستهدف العراق زيادة طاقته التصديرية إلى 8.5 مليون برميل يوميا في الأعوام القادمة من أقل من خمسة ملايين برميل يوميا في الوقت الحالي، منها مليون قد تأتي من كركوك. لكن ذلك الاستئناف أعقد من مجرد إعادة فتح الصمامات.

لماذا كركوك بهذه الأهمية؟
الحجم والإيرادات. وقف الصادرات من كركوك عطل تدفق نحو 300 ألف برميل يوميا من العراق صوب تركيا والأسواق العالمية – مما تسبب في صافي فاقد إيرادات بنحو ثمانية مليارات دولار منذ التوقف العام الماضي.
معظم صادرات العراق يأتي من الحقول الجنوبية، لكن كركوك من أكبر وأقدم حقول النفط في الشرق الأوسط، إذ يقدر النفط القابل للاستخراج فيه بحوالي تسعة مليارات برميل.
تنظر الولايات المتحدة أيضا إلى كركوك كخيار للمساعدة في تعويض نقص المعروض النفطي العالمي الناجم عن عقوباتها على إيران، والتي تحظر استيراد النفط الإيراني.
وتضغط الولايات المتحدة على بغداد لتعليق جميع شحنات النفط من إيران واستئناف الضخ من كركوك إلى تركيا، حسبما تقول مصادر بالقطاع. بحسب تقرير لرويترز.

ما الذي أوقف الصادرات، وما العقبات الباقية؟
الصادرات متوقفة منذ أكتوبر تشرين الأول 2017 عندما انتزعت قوات الحكومة العراقية السيطرة على كركوك من السلطات الكوردية شبه المستقلة في شمال العراق ردا على تنظيم استفتاء على استقلال إقليم كوردستان.
سيطر الكورد على كركوك وحقولها النفطية بعد أن طرد مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية الجيش العراقي من المنطقة في 2014، ومن ثم طردت القوات الكوردية مقاتلي التنظيم لاحقا.
يتوقف استئناف الصادرات من كركوك على المفاوضات بين بغداد والكورد.
أعطب تنظيم الدولة الإسلامية خط الأنابيب الذي كانت بغداد تستخدمه من قبل للتصدير عبر تركيا – ليتبقي خط أنابيب عامل واحد فقط هو الذي بناه ويشغله الكورد. ويتعين على الحكومة العراقية استخدام ذلك الخط أو بناء خط أنابيب جديد وهي تدرس كلا الخيارين.

من يسيطر على تدفقات نفط كركوك؟
على الورق، بغداد. لكن إذا قرر العراق استخدام خط الأنابيب الكوردي لتصدير النفط، فسيحتاج إلى التفاوض.
من المرجح أن يسعى الكورد في المقابل لنيل حصة أكبر من إيرادات الحكومة العراقية من النفط. وقد يتعين على بغداد أيضا أن تتفاهم مع روسنفت الروسية التي اشترت الجزء الكوردي من خط الأنابيب العام الماضي.

متى تُستأنف صادرات كركوك، وبأي قدر؟
فور توصل بغداد والكورد إلى اتفاق – ولذا الضغط الأمريكي للقيام بذلك. في حالة عدم التوصل إلى اتفاق، سيتعين على العراق بناء خط أنابيب جديد، وهو ما قد يستغرق نحو عامين.
زيدت سعة خط أنابيب روسنفت إلى مليون برميل يوميا وهو ما قد يستوعب 400 ألف برميل يوميا تأتي حاليا من حقول النفط الأخرى في كوردستان إضافة إلى الثلاثمئة ألف برميل يوميا التي ستأتي من كركوك، حسبما تقول السلطات الكوردية.
لكن السلطات الكوردية تقول إنها ما زالت بحاجة لتغذية مصافي التكرير المحلية – التي تحول لها إنتاج كركوك حاليا – لذا حتى إذا استؤنفت الصادرات من كركوك، فإنها لن تزيد على 100 ألف برميل يوميا بادئ الأمر، مما يعني أن إجمالي الصادرات عبر كردستان لن يتجاوز 500 ألف برميل يوميا.
سيقل ذلك عن مستوى ذروة الصادرات الكوردية البالغ 700 ألف برميل يوميا قبل الاستفتاء الفاشل وهو ما لن يكفي للمساعدة في الحد من اعتماد تركيا على النفط الإيراني.

هل تؤثر العقوبات الأمريكية على قطاع النفط العراقي؟
كان العراق وإيران يتبادلان كميات ضئيلة فحسب من النفط قبيل العقوبات الجديدة – حوالي 30 ألف برميل يوميا في كل من الاتجاهين، بما في ذلك من كركوك – لكن اقتصاد العراق ككل شديد الاعتماد على التجارة مع إيران.
فعلى سبيل المثال، تغذي إمدادات الغاز الإيراني محطات الكهرباء العراقية.
منحت واشنطن العراق استثناء للغاز الإيراني والمواد الغذائية لكنها تقول إنه استثناء مؤقت فحسب مما يثير حالة من الضبابية في بغداد.

التعليقات معطلة.