نيويورك تايمز: أميركا هي سبب دمار العراق

1

 
 
كشفت صحيفة نيويورك تايمز الاميركية الجمعة، في مقال لها تسييس مؤتمر إعادة إعمار العراق من قبل أميركا كما كشفت الصحيفة المصلحة الاميركية بعدم وقوف العراق على قدميه بغية انتشار الإرهاب وعودة جماعة “داعش” من جديد إلى المنطقة.
 
حيث قالت الصحيفة في مقال للكاتبة “مارغريت كوكر” إن حربا مع المتطرفين من جماعة داعش” الوهابية قد دمرت العراق حيث أسفرت هذه الحرب عن هدم المدن وتشريد الملايين وطلب العراق من الحلفاء الأثرياء مبلغ 88 مليار دولار لإعادة البناء.
 
وقالت الصحيفة إن المؤتمر العراقي لجمع التبرعات في الكويت والذي حضره عشرات المانحين المحتملين قد توج بالفشل يوم الثلاثاء، حيث لم يستطع هذا المؤتمر تأمين سوى بضع مليارات الدولارات – لم تدفع أميركا أي شيء من المبلغ المذكور- في حين أن المؤتمر لا ينتهي حتى يوم الأربعاء، ولقد كانت ضربة مهينة للحكومة العراقية، التي لا يمكن أن تتحمل ولو جزء بسيطا من تكلفة إعادة الإعمار للحرب التي كانت نتيجة الاحتلال الذي قادته الولايات المتحدة في الفترة 2003-2011.
 
واستطردت الصحيفة بالقول: كما أثارت المبالغ الصغيرة نسبيا التي تم التعهد بها للعراق تساؤلات حول ما إذا كان يمكن الاعتماد على الولايات المتحدة لتقديم المساعدات والموارد الأخرى للحلفاء، عندما لا يمكن أن تحشد المزيد من المساعدة لأحد شركائها الرئيسين في الحرب ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.
 
وحول الدمار الذي طال العراق قالت الصحيفة إنه قد تم تدمير عدد كبير من المدن العراقية وتحويلها إلى أنقاض بشكل كامل ولا سيما الموصل، ثاني أكبر المدن في البلاد، ومع ذلك، وفي حين أن العراق قدر بأنه يحتاج مبلغ 88 بليون دولار لدفع تكاليف إعادة الإعمار، الا أنه من المتوقع ألا يحصل على هذا المبلغ بحلول الوقت الذي ينتهي فيه المؤتمر، وأغلبية ذلك يأتي من المانحين العرب في الخليج (الفارسي)-لغايات في انفسهم-.
 
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة منذ عام 2014 قد أعطت العراق بالفعل 1،7 مليار دولار كمساعدات إنسانية و 6 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية والأمنية، وإن المال بالطبع تم منحه خلال إدارة أوباما، وحول توقيت هذا المؤتمر قالت الصحيفة إنه عقد على خلفية تركيز الرئيس ترامب على زيادة الإنفاق العسكري، حيث اقترحت ميزانية الإدارة للسنة المالية 2019، التي كشفت يوم الاثنين، القضاء على جزء كبير من المساعدات الخارجية للبلاد وخفض الإنفاق العام لوزارة الخارجية بمقدار الثلث مع زيادة ميزانية البنتاغون بمقدار 195 مليار دولار في العامين المقبلين، ومن بين البرامج التي اقترحتها الإدارة إلغاء صندوق دعم اقتصادي قدره 4.6 مليار دولار، وميزانية قدرها 3 مليار دولار للمساعدة الإنمائية الدولية، وصندوق قيمته 211 مليون دولار لتعزيز المؤسسات الديمقراطية.
 
وأشار بعض المحللين إلى أن معظم المدن العراقية التي تدمرت خلال الحرب ضد “داعش” هي جذور التمرد بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة على العراق في عام 2003، والتي أدت لاحقا إلى تنظيم تابع لتنظيم القاعدة وظهور قيادات تنظيم “داعش”، وإذا لم يعاد بناؤها فإن الدبلوماسيين يخشون من أن يتجه سكان المنطقة مرة أخرى إلى التطرف، حيث لا يزال نحو 2.5 مليون مواطن عراقي حتى الان مشردين بعد أن تم تدمير منازلهم وتدمير المرافق وقصف المدارس، ولا يزال نصف الموصل تقريبا غير مأهول.
 
وقد خفضت إدارة ترامب بشكل كبير المساعدات الأميركية للاجئين وإعادة التوطين، قائلة إن مساعدة النازحين على العودة إلى المناطق التي مزقتها الحرب أفضل من إعادة توطينهم في الولايات المتحدة أو في أماكن أخرى، حيث اشتكى ترامب من أن الولايات المتحدة أنفقت 7 تريلونات دولار في الشرق الأوسط على مدى السنوات الـ 17 الماضية، وشملت حسابات ترامب التكاليف المباشرة للحروب في العراق وأفغانستان.
 
واختتمت الصحيفة بالقول أنه وفي يوم الاحد أرسلت مجموعة من 151 من كبار القادة العسكريين المتقاعدين بمن فيهم رؤساء الجيش والبحرية والعمليات الخاصة والقوات الجوية رسالة الى زعماء الكونغرس مفادها ان خفض برامج المساعدات سيهدد المكاسب العسكرية التي تحققت ضد الإرهاب و”داعش”.
 
وقالت الرسالة: “وبينما شهدنا تقدما عسكريا ضد داعش، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كنا مستعدين لحماية مكاسب ساحة المعركة ومنع الجهات الفاعلة السيئة من استغلال هذا الفراغ”.

التعليقات معطلة.