“نيويورك تايمز”: ما أهداف الوساطة الصينية من التقارب الإيراني السعودي؟

1

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” تقريراً أوضحت فيه أنّ التوسط في إنجاز تقارب بين “الخصمين اللدودين” في الشرق الأوسط، يؤكد طموح الرئيس الصيني في تقديم بديل للنظام العالمي الذي تقوده الولايات المتحدة. ما الذي جاء في التقرير؟

  • الرئيس الصيني، شي جين بينغ، يقود الطموح الصيني عالمياً.

تحدّث تقرير في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، جاء بعنوان “التقارب الإيراني – السعودي يظهر أهداف الصين العالمية”، لمراسل الشؤون الصينية في الصحيفة، ديفيد بيرسون، عن دور الصين في التقارب السعودي الإيراني الأخير.

ذكّر الرئيس الصيني، شي جين بينغ، العالم بنفوذ الصين المتزايد مع المملكة العربية السعودية، الحليف القديم للولايات المتحدة، في الزيارة التي قام بها، في كانون أول/ ديسمبر الماضي، إلى الرياض لإجراء محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الحاكم الفعلي للمملكة.

ويلفت التقرير أنّ سلاح الجو الملكي السعودي استقبل الرئيس بينغ بمشهد طيران يعكس استقبال البطل، في تناقض صارخ مع لقاء سابق بين الرئيس بايدن ومحمد ابن سلمان، الذي يُذكر بأنه أكثر زيارة خارجية مشحونة للزعيم الأميركي، عندما سعى إلى تجنب المصافحة بقبضة اليد التي لم تكن أقل صعوبة.

طموح صيني عالمي للتغيير

أشار توسط الصين في هذا التقارب المفاجئ، حسب بيرسون، إلى مستوى جديد من الطموح لللرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي سعى إلى “تلميع صورته كرجل دولة عالمي” في تنافس متصاعد مع الولايات المتحدة، لتقديم بديل للنظام العالمي الحالي.

ولفت بيرسون، إلى أنّه من خلال أخذ الفضل في تحقيق تقارب كهذا، وصولاً إلى إبرام اتفاق سلام في الشرق الأوسط، يستفيد الرئيس الصيني تضاؤل النفوذ الأميركي في المنطقة، ويقدم القيادة الصينية كبديل للنظام العالمي الذي تقوده واشنطن، والذي يصوره على أنّه نظام يقود العالم نحو حرب باردة جديدة.

كان كبير الدبلوماسيين الصينيين، وانغ يي، قد أرجع نجاح أربعة أيام من المحادثات السرية في إحياء العلاقات الدبلوماسية بين الخصمين الرئيسيين، إلى قيادة الرئيس الصيني، والتي قال إنها تظهر “تأثير قوة عظمى”.

وقال يون صن، مدير برنامج الصين في مركز “ستيمسون”، وهو معهد أبحاث مقره واشنطن: “هذه معركة روايات من أجل مستقبل النظام الدولي، الصين تقول إنّ العالم في حالة من الفوضى لأن القيادة الأميركية قد فشلت”

وأشار التقرير، إلى أنّ الرؤية التي وضعها الرئيس الصيني هي تلك التي تنتزع السلطة من واشنطن لصالح التعددية، وما يسمى بعدم التدخل، وهي كلمة تستخدمها الصين للقول إنّه لا ينبغي للدول أن تتدخل في الشؤون الداخلية لبعضها البعض.

ويعكس الاتفاق السعودي الإيراني هذه الرؤية الصينية، فمشاركة الصين في المنطقة لطالما كانت متجذرة في تقديم المنافع الاقتصادية المتبادلة، وتجنب المثل الغربية لليبرالية التي عقّدت قدرة واشنطن على توسيع وجودها في الخليج.

اقرأ أيضاً: التقارب بين السعودية وإيران: وساطة صينية ترسّخ تراجع الهيمنة الأميركية

تحوّل صيني لافت في الشرق الأوسط

توجد للصين مصلحة كبيرة في استقرار المنطقة، إذ تتلقى بكين أكثر من 40% من وارداتها من النفط الخام من الشرق الأوسط، علاوة على ذلك، برز الخليج كعقدة رئيسية على طول طرق التجارة الخاصة بمبادرة الحزام والطريق، فضلاً عن كونه سوقاً رئيسياً للسلع الاستهلاكية الصينية والتكنولوجيا، ومهماً في أبرز تطلعات بكين الطموحة.

ويؤكد التقرير، أنّه إذا أصبحت الصين وسيط قوة أكثر نشاطاً في الشرق الأوسط ، فسيكون ذلك تحولاً كبيراً عن النهج الذي ركز إلى حد كبير على تعزيز التجارة والاستثمار في المنطقة الغنية بالموارد، بدلاً من الخوض في صراعات تبدو مستعصية على الحل.

ويقول بعض المحللين، إنّ المبادرة هي في الأساس محاولة لتعزيز المصالح الصينية عن طريق إزاحة واشنطن عن دور الشرطي في العالم، وتدعو خطة الصين إلى احترام “الأمن غير القابل للتجزئة” في الدول.

ويقول المحللون، إنّ الرئيس الصيني يعتبر إيران تحديداً ذات أهمية إستراتيجية بشكل رئيسي، باعتبارها منتقداً متشابهاً في التفكير للغرب وللهيمنة الأميركية، وأمّة غنية بالموارد الطبيعية بحدود استراتيجية، وجيش محصّن وقوي في المعركة، ومكانة حضارة قديمة قدم الصين.

التعليقات معطلة.