هدنة بين ترامب وماسك بعد اتصالات “خلف الكواليس”

4

24 – شهم محمد
   

قالت صحيفة “بوليتيكو” الأمريكية إن “الهدوء الهش” في الصراع عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين الرئيس دونالد ترامب ورجل الأعمال إيلون ماسك، لا يزال صامداً بعد اتصال تم بين ممثلي الطرفين، بحسب مسؤولين في البيت الأبيض.

ونقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله إن “ماسك توقف عن النشر، لكن هذا لا يعني أنه سعيد”، في إشارة إلى توقف ترامب عن مهاجمة ماسك عبر منصته “تروث سوشيال”.

وذكرت الصحيفة أن العلاقة بين الطرفين لا تزال غامضة المصير، رغم توقف التصعيد المتبادل، الذي بلغ حد دعوة ماسك إلى عزل ترامب من منصبه، ورد الأخير بتهديده بقطع العقود الفيدرالية عن شركات ماسك.

 

إلا أن أيًّا منهما لم يكن راغباً حقاً في مواصلة هذا التصعيد، وفقاً لما نقلته “بوليتيكو” عن المصدرين.

وأشارت “بوليتيكو” إلى أن أكثر ما أغضب ترامب كان تلميح ماسك بأن الرئيس مرتبط بالمتحرش الجنسي الراحل جيفري إبستين، عبر ادعائه أن ترامب “مذكور في ملفات إبستين”، ورغم أن ظهور اسم ترامب في بعض الوثائق القضائية المتعلقة بالقضية أمر معروف علناً، إلا أنه لم تُوجَّه إليه أي تهم.

لكن بحسب الصحيفة، فإن ما أثار ترامب فعلياً كان تصريح ماسك بأنه لولا دعمه المالي، الذي تجاوز ربع مليار دولار، لما تمكن ترامب من الفوز في الانتخابات. وقد علّق ماسك على ذلك لاحقاً عبر منصة “إكس” قائلاً: “يا له من جحود”، في إشارة إلى عدم امتنان ترامب.

وقالت الصحيفة إن هذه المواجهة الكلامية جاءت في وقت يحاول فيه ترامب والجمهوريون تمرير حزمة تشريعية ضخمة، قد تُعدّ الأهم في ولايته، وهي الحزمة التي انتقدها ماسك، ووصفها بأنها مليئة بـ”جبل من الإنفاق المقزز”.

وعندما طلبت الصحيفة تعليقاً من البيت الأبيض، قالت المتحدثة الصحفية كارولاين ليفيت: “كما قال الرئيس ترامب بنفسه، هو الآن يركز على تمرير مشروع قانون واحد جميل وضخم”.

وكما ترى “بوليتيكو”، فإن جذور التوتر بين الجانبين تعود إلى ما قبل الاشتباك العلني الأخير، حيث استاء ترامب من مبالغة ماسك في الحديث عن قدرة مشروع “DOGE” على تقليص البيروقراطية الحكومية، كما قامت الإدارة بسحب ترشيح جاريد إيزاكمان – الذي كان ماسك يفضّله لرئاسة وكالة ناسا – وهو ما قطع أحد آخر الخيوط في العلاقة بين الطرفين.

وذكرت أن سيرجيو غور، مدير شؤون الموظفين في البيت الأبيض، والذي يقف خلف هذا القرار، كان على خلاف مزمن مع ماسك، ورفض الأخير التعامل معه بعد اجتماع حكومي في مارس، عندما قال ترامب لرؤساء الوكالات إنهم يديرون مؤسساتهم بأنفسهم، وليس ماسك، الذي كان حاضراً.

 

وقالت بوليتيكو إن هذا الاجتماع جاء بعد موجة من الإقالات الجماعية التي بدأها ماسك، ترافقت مع تهديدات لموظفي الحكومة، وهو ما أدى إلى رفع دعاوى قضائية وانتقادات من مشرّعين جمهوريين أو ديمقراطيين، على حد سواء.

ورغم أن معظم الجمهوريين يرون أن ترامب ستكون له اليد العليا إذا اشتعل الصراع من جديد، فإن “بوليتيكو” ختمت بالقول إنه “لم يسبق أن واجه ترامب خصمًا مثل ماسك من قبل: أغنى رجل في العالم، ويملك منبراً إلكترونياً يضاهي منبر الرئاسة الأمريكية”.

التعليقات معطلة.