يُعتبر الأطفال الذين يصابون بفيروس شائع عند الولادة أكثر عرضة بمعدل مرّتين ونصف المرّة للإصابة بالتوحّد، بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال، بحسب ما تبين في دراسة جديدة.
وفق ما ورد في nypost هذا الفيروس الشائع هو Cytomegalovirus وهو من سلالة فيروسات الهربس.
كيف يمكن الإصابة بفيروس Cytomegalovirus؟
ينتشر الفيروس من خلال السوائل في الجسم مثل اللعاب والدم والبول، وهو بشكل عام لا يسبّب الأذى للأشخاص العاديين والأصحاء. إلّا أن معدل ثلث الحوامل ينقلنه إلى أجنتهم عبر الرحم. في الولايات المتحدة يولد طفل من 200 مصاب بالفيروس سنوياً. ونسبة 20 في المئة من هؤلاء الأطفال تواجه تشوهات خلقية وغيرها من المشكلات الصحية، مثل مشكلات في السمع أو النظر او نوبات صرع أو تأخّر في النمو بسبب الإصابة بالفيروس.
في تلك الدراسة، وللتوصل إلى هذه النتيجة، تناول الباحثون من جامعة ميشيغان ومن مركز إدارة الأمراض والوقاية منها بيانات 3 ملايين طفل. تبين أن أكثر من 1000 طفل كانوا مصابين بهذا الفيروس، فيما أُصيب حوالى 75000 بالتوحّد الذي يؤثر على القدرة على التعلم والنمو والسلوك والتواصل مع الآخرين. وبدا أن الفتيات المصابات بالفيروس كنّ أكثر عرضة بمعدل 4.5 مرّات للإصابة بالتوحّد، فيما كان الصبيان أكثر عرضة بمعدل الضعف لهذه الإصابة، بالمقارنة مع غيرهم من الأطفال غير المصابين بهذا الفيروس.
تدعو هذه النتائج الباحثين والخبراء إلى مراقبة العلامات الأولى للتوحّد لدى الأطفال المصابين بالفيروس. ويُعتبر هذا في غاية الأهمية للأطفال الصم أو الذين يعانون اضطرابات في السمع، لأن تشخيص التوحّد يكون أكثر صعوبة وتعقيداً في هذه الحالة. علماً أن هذه العلاقة بين الإصابة بالفيروس وتشخيص التوحّد لدى الأطفال، من المسائل التي طُرحت من عام 1980. فيما التوحّد يصيب واحداً من 36 طفلاً في الولايات المتحدة الأميركية. ويبدو أن الفيروس يمكن أن يؤثر على الحالة الالتهابية في نمو دماغ الأطفال، ما يزيد من خطر الإصابة بالتوحّد. من هنا أهمية الحرص على إجراء فحوص مبكرة للجنين للبحث عن هذا الفيروس، خصوصاً أنه غالباً ما لا يترافق مع أعراض خلال الحمل وعند الولادة. لن يساعد ذلك في تحسين فرص التشخيص قبل ظهور الأعراض بشكل يؤدي إلى التدخّل في الوقت المناسب فحسب، بل يساعد أيضاً في تحديد مستويات خطر الإصابة بالتوحّد، ما يسهم في تقديم الدعم بمستويات فضلى للأطفال وعائلاتهم.