يأتي العرض الأمريكي المطالب بتأجيل قرار أوبك بلس خفض الإنتاج لشهر واحد على الأقل بهدف سياسي بحت، وكانت الغاية منه تجاوز الإدارة الديمقراطية “المأزومة” مطب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس والتي لم يعد يفصل عنها سوى أسابيع قليلة، ويدحض هذا العرض ما تسوق له الإدارة الأمريكية بأن معارضتها لقرار الكارتل النفطي (أوبك وأوبك بلس) تأتي لمنع روسيا من عائدات مالية تمول بها آلتها الحربية في أوكرانيا.
وتشهد العلاقات السعودية الأمريكية توتراً غير مسبوق يضع مستقبل العلاقات بينهما على المحك، وذلك على خلفية الحملة التي تشنها إدارة جو بايدن على الرياض، والتي سعت المملكة للتعاطي معها بهدوء، لكنها قررت في النهاية الردّ، ويبدو أن هذا الرد كان مؤلما بالنسبة إلى بايدن وعمّق من إحراجه.
https://platform.twitter.com/embed/Tweet.html?creatorScreenName=20fourmedia&dnt=false&embedId=twitter-widget-0&features=eyJ0ZndfdGltZWxpbmVfbGlzdCI6eyJidWNrZXQiOlsibGlua3RyLmVlIiwidHIuZWUiLCJ0ZXJyYS5jb20uYnIiLCJ3d3cubGlua3RyLmVlIiwid3d3LnRyLmVlIiwid3d3LnRlcnJhLmNvbS5iciJdLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2hvcml6b25fdGltZWxpbmVfMTIwMzQiOnsiYnVja2V0IjoidHJlYXRtZW50IiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd190d2VldF9lZGl0X2JhY2tlbmQiOnsiYnVja2V0Ijoib24iLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X3JlZnNyY19zZXNzaW9uIjp7ImJ1Y2tldCI6Im9uIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19jaGluX3BpbGxzXzE0NzQxIjp7ImJ1Y2tldCI6ImNvbG9yX2ljb25zIiwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd190d2VldF9yZXN1bHRfbWlncmF0aW9uXzEzOTc5Ijp7ImJ1Y2tldCI6InR3ZWV0X3Jlc3VsdCIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0Zndfc2Vuc2l0aXZlX21lZGlhX2ludGVyc3RpdGlhbF8xMzk2MyI6eyJidWNrZXQiOiJpbnRlcnN0aXRpYWwiLCJ2ZXJzaW9uIjpudWxsfSwidGZ3X2V4cGVyaW1lbnRzX2Nvb2tpZV9leHBpcmF0aW9uIjp7ImJ1Y2tldCI6MTIwOTYwMCwidmVyc2lvbiI6bnVsbH0sInRmd19kdXBsaWNhdGVfc2NyaWJlc190b19zZXR0aW5ncyI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdmlkZW9faGxzX2R5bmFtaWNfbWFuaWZlc3RzXzE1MDgyIjp7ImJ1Y2tldCI6InRydWVfYml0cmF0ZSIsInZlcnNpb24iOm51bGx9LCJ0ZndfdHdlZXRfZWRpdF9mcm9udGVuZCI6eyJidWNrZXQiOiJvbiIsInZlcnNpb24iOm51bGx9fQ%3D%3D&frame=false&hideCard=false&hideThread=false&id=1580550951039307776&lang=ar&origin=https%3A%2F%2F24.ae%2Farticle%2F725552%2F-%25D9%2587%25D8%25B3%25D8%25AA%25D9%258A%25D8%25B1%25D9%258A%25D8%25A7-%25D8%25A3%25D9%2585%25D8%25B1%25D9%258A%25D9%2583%25D9%258A%25D8%25A9-%25D8%25A8%25D8%25B9%25D8%25AF-%25D8%25B1%25D8%25AF%25D9%2588%25D8%25AF-%25D8%25B3%25D8%25B9%25D9%2588%25D8%25AF%25D9%258A%25D8%25A9-%25D8%25AD%25D8%25A7%25D8%25B2%25D9%2585%25D8%25A9-%25D9%2588%25D9%2587%25D8%25A7%25D8%25AF%25D8%25A6%25D8%25A9&sessionId=5e7f77f635e4b1367575f5e0a93b1bee260c8677&siteScreenName=20fourmedia&theme=light&widgetsVersion=1c23387b1f70c%3A1664388199485&width=550pxردود هادئة
وبحسب ما ذكرت صحيفة “العرب” شكلت تصريحات وزارة الخارجية السعودية بشأن عرض تقدمت به الولايات المتحدة لتأجيل مجموعة أوبك بلس القرار بخفض إنتاج النفط لشهر، إحراجاً كبيراً لإدارة جو بايدن، وهو ما انعكس في ردود فعل البيت الأبيض الغاضبة.
وأوضحت الخارجية السعودية أن قرار أوبك بلس الأسبوع الماضي بخفض إنتاج النفط بنحو مليوني برميل يومياً، واجه ضغوطاً وأن إدارة بايدن حاولت إقناعها بأن تؤجل القرار لشهر، لكنها رفضت العرض، لأنه سيؤثر سلباً على التوازن في الأسواق العالمية للطاقة على الرغم من اطلاع الجانب الأمريكي وإجراء المشاورات اللازمة قبل القرار.
وأضاف البيان السعودي أن “حكومة المملكة أوضحت من خلال تشاورها المستمر مع الإدارة الأمريكية أن جميع التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن تأجيل اتخاذ القرار لمدة شهر، حسب ما تم اقتراحه، سيكون له تبعات اقتصادية سلبية”.
رفض وهستريا
وفي بيانها الصادر، الخميس، أعلنت السعودية رفضها للحملة الأمريكية التي تشن عليها، وقالت إن حكومة المملكة العربية السعودية اطلعت على التصريحات الصادرة تجاه المملكة عقب صدور قرار أوبك بلس والتي تضمنت وصف القرار بأنه بمثابة انحياز للمملكة في صراعات دولية وأنه قرار بُني على دوافع سياسية ضد الولايات المتحدة معربة عن “رفضها التام لهذه التصريحات التي لا تستند إلى الحقائق، وتعتمد في أساسها على محاولة تصوير قرار أوبك بلس خارج إطاره الاقتصادي البحت”.
ويرى مراقبون أن الرد السعودي الحازم تجاه الحملة الأمريكية التي تتعرض لها، وقيام الرياض بالكشف بشكل غير مباشر عن دوافع هذه الحملة أديا إلى حالة من “الهستيريا الأمريكية” التي ترجمت في ردود فعل المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي معتبراً كيربي أن السعودية “يمكن أن تحاول التلاعب أو تحويل الانتباه، لكن الوقائع واضحة، ومتهماً المملكة بـ”سلوك الاتجاه الخاطئ” عبر قرار خفض إنتاج النفط.
ويرى متابعون للشأن الدولي في حديث لصحيفة “المدينة” أن الأمور تتجه نحو المزيد من التدهور بين السعودية والولايات المتحدة، لافتين إلى أن المملكة قررت على ما يبدو التخلي عن سياسة عدم الرد، بسبب ما تعتبره حملة تجنّ واستهداف غير منطقي ومبرر ضدها.
تضامن خليجي
وتزامناً مع ذلك أعرب مجلس التعاون لدول الخليج العربي عن تضامنه مع السعودية، وأشاد برفضها للتصريحات الأمريكية الصادرة بحقها على خلفية قرار مجموعة أوبك بلس قائلاً على لسان أمينه العام نايف الحجرف: “نرحب بالبيان الصادر من وزارة الخارجية السعودية، المتضمن الرفض التام للتصريحات الصادرة بحق المملكة عقب صدور قرار أوبك بلس”.
وأعرب الحجرف عن “التضامن الكامل مع السعودية، ورفضه التام لهذه التصريحات الصادرة بحقها والتي تفتقر إلى الحقائق مشيداً بـ”الدور الهام والمحوري” الذي تضطلع به السعودية في “حماية الاقتصاد العالمي من تقلبات أسعار الطاقة وضمان إمداداتها وفق سياسة متوازنة تأخذ بالحسبان مصالح الدول المنتجة والمستهلكة”.
