الترويج الكبير الذي ينتشر في الدعايات التجارية من أجل استخدام مواد التنظيف المضادة للجراثيم ومنظفات اليدين لقتل الميكروبات، صاحبه تساؤلات عن أهمية هذه المطهرات فعلاً في حياتنا، وهل يسبب استخدامها أضراراً على الإنسان؟
حذر المعهد الاتحادي لتقدير المخاطر في ألمانيا حذر من الافراط في استخدام المنظفات لاحتوائها على الكلور والكحول والمواد الكاوية. وقال إن استخدامها يؤذي البشرة مسبّباً التهابات جلدية، وحذر من استنشاق المنظفات المعبأة في بخاخات.
ويضيف البروفيسور مانز أن في هذه الحالة تدخل مواد التنظيف الكيميائية جسم الانسان عبر قنوات التنفس مما يسبب حرقة في الحلق وافرازات مخاطية وسعال والتهاب الغشاء المخاطي.
أما عن استخدام المنظفات الأخرى والتي تلامس البشرة، فقد حذر المعهد من أن تلك المواد تسبب اختفاء الطبقات الجلدية الواقية مما يفتح المجال أمام دخول البكتيريا المضرة للبشرة. وتضيف أنه يجب الحفاظ على طبقة الميكروبات لأنها لا تؤدي إلى بشرة سليمة فحسب ولكن تفيد الرئتين والأمعاء أيضاً فكل هذه الأعضاء مرتبطة بنظام الميكروبات في جسم الإنسان.
التهابات البشرة وجفاف اليدين
ويؤكد أطباء الأمراض الجلدية انتشار حالات جفاف اليدين وإصابة البشرة بالالتهابات في الآونة الأخيرة، فعند غسيل اليدين بالصابون يتم ازالة جزء من طبقة الميكروبات المفيدة للبشرة وتحتاج لوقت لإعادة تكوينها ومواد النظافة تقتل البكتيريا وتهاجم الطبقة الواقية وعند غسل اليدين يصبح الجلد بلا حماية ويتعرض للجفاف ومن الممكن أن تتسرب الجراثيم الخطيرة إلى الداخل.
جراثيم عنيدة
هناك مخاطر لا يدركها الإنسان، تسببها المنظفات المضادة للجراثيم، فالوسائل العادية لا تستطيع إزالة جميع الجراثيم ولذا تبقى البكتيريا العنيدة وتكون قادرة على الانتشار، لذا يحث المعهد الاتحادي على تقدير المخاطر وينصح باستخدام مواد التطهير من الصيدليات لأنها فعالة وعن الاستثناءات الموجودة لاستخدام المطهرات أو المنظفات المضادة للجراثيم.
وتقول دكتورة بيرزيل كريستانزين طبيبة النظافة في المعهد “هناك حالتان يمكن استخدام المطهر فيهما، الأولى إذا كان هناك مريض يعاني من ضعف المناعة في المنزل ويتعين حمايته من مسببات الأمراض” وتتابع ” أما الثانية إذا كان هناك مرض معد في المنزل ويتعين حماية الآخرين من العدوى وفيما عدا ذلك فإن النظافة العادية كافية تماما”.