هل بات أرتيتا بمستوى غوارديولا وكلوب؟

1

مدرب أرسنال أرتيتا ومدرب مانشستر سيتي غوارديولا (إكس)

هاني سكر بواحدة من الإحصائيات المهمة، سيكون مدرب أرسنال ميكيل أرتيتا هذا العام قادراً على الاحتفال بإنهاء موسم يتفوق فيه بالمواجهات المباشرة على بيب غوارديولا حتى لو خسر الأحد القمة المنتظرة بينهما بالدوري، والحالة الوحيدة التي قد تغير هذه الإحصائية هي أن يلتقي الفريقان في نصف نهائي الأبطال، لكن ما لم يحدث ذلك فإن أرتيتا يتقدم حتى الآن بفوزين للا شيء هذا الموسم، أولهما كان في لقاء الدرع الخيرية الذي حسمه أرسنال على حساب مانشستر سيتي بخمسة أهداف لهدفين، والثاني بذهاب الدوري حين فاز المدفعجية بهدف وحيد. حصيلة مواجهات غوارديولا ومساعده السابق قبل بداية الموسم كانت تشير لفوز بيب 8 مرات وخسارته لمرة وحيدة كانت بمسابقة الكأس عام 2020، لكن ما حدث هذا الموسم كان بمثابة ثورة على الأرقام وتاريخ المواجهات، علماً أن أرتيتا نجح أيضاً بالفوز على ليفربول كلوب بمباراة هذا الموسم والتعادل في الثانية وخسارته الوحيدة أمامه كانت ببطولة الكأس لذا يمكن القول أن الإسباني قدم موسماً أثبت فيه ذاته بمباريات القمة، وتتبقى بانتظاره الليلة الأهم الأحد حين يذهب لملعب الاتحاد الذي خسر فيه جميع مبارياته الخمس السابقة وفي 3 منها كان سيتي ينجح بتسجيل 3 أهداف على الأقل لكن ربما تكون المعايير مختلفة هذا الموسم. بالموسم الماضي اعتبر البعض أن أرتيتا كان سبباً بإضاعة الفوز بالدوري بالجولات الأخيرة، لكن لو عدنا لخمس سنوات للخلف تحديداً ليوم تعاقد أرتيتا مع أرسنال فإن التفكير بلقب الدوري حينها لم يكن وارداً من الأساس وكانت أقصى طموحات النادي هي إيجاد طريقة للعودة للمنافسة على مقعد بدوري الأبطال، لكن وضعية أرسنال الحالية جعلت الأمل حاضراً بأن ينهي الفريق الموسم بطريقة تاريخية فهو يتصدر الدوري بفارق الأهداف عن ليفربول ونقطة عن مانشستر سيتي قبل النهاية بعشر جولات، ورغم بقاء العديد من المباريات الصعبة لكن الخروج بسلام من ملعب الاتحاد هذا الأحد سيمنح الفريق دفعة معنوية هائلة بطريقه نحو اللقب الغائب عن المدفعجية منذ 19 عاماً. كي يتم إدخالك بالمقارنة مع غوارديولا وكلوب فقد لا يكون الفوز بالمواجهات المباشرة كافياً، فهناك معايير الألقاب والنتائج في نهاية الموسم وهو ما يدركه أرتيتا جيداً لذا يحتاج إلى أن تتسع خزانته لما هو أكثر من ميدالية التتويج بكأس إنكلترا موسم 2019\2020 والتتويج بالدرع الخيرية مرتين، وهي الألقاب الوحيدة التي حققها أرتيتا حتى الآن، لكن الأكيد هو أن الإسباني يسير على الطريق الصحيح حتى الآن فكسر شوكة المنافسة بين غوارديولا وكلوب لم يكن أمراً بالمتناول لأي مدرب آخر بالسنوات الأخيرة. في الواقع لا يمكن القول أن أرتيتا بنى تشكيلة من العدم وأوصلها لحد المنافسة، صحيح أنه بذل جهداً كبيراً على تطوير شبان مثل أوديغارد وساكا واستقدم لاعبين بدا ضمهم للدوري الإنكليزي كمغامرة مثل صليبا مثلاً، إلا أن صافي إنفاق أرسنال بسوق الانتقالات خلال 4 مواسم بلغ 532 مليون يورو ليحتل المركز الثالث بأكثر الأندية إنفاقاً خلف تشيلسي ومانشستر يونايتد حيث دفع النادي 674 مليون يورو وحصل على 142 مليون يورو ، بالمقابل كان صافي إنفاق ليفربول 297 مليون يورو، بالمركز السادس، ومانشستر سيتي 281 مليون يورو، المركز السابع، ولو أننا نعلم جميعاً أن حاجة أرسنال للصفقات بهذه السنوات كانت أكثر من الفريقين المستعدين للمنافسة على اللقب بوجود قائمة طويلة من النجوم، لكن هذا لا ينفي أن أرتيتا حظي بالدعم اللازم للتعاقد مع لاعبين جدد للفريق ولو بتكلفة إنفاق عالية. عرف أرتتيا كيف يبني فريقاً متنوع الحلول التكتيكية، فمن يتذكر ثنائية تشاكا وزينتشينكو المميزة الموسم الماضي حين كان الأوكراني يدخل لبناء اللعب من العمق ليترك السويسري مكانه ويغطي على الطرف بذلك الوقت، ثم يدعم جيسوس حركية الفريق بانطلاقاته ومساعدته لزملائه إضافة للتألق الكبير لمارتينيللي، لكن تقريباً كل هذه العوامل اختفت بالموسم الحالي بعد انتقال تشاكا وانخفاض مستوى زينتشينكو ومارتينيللي كما أن جيسوس لم يعد قادراً على تقديم ذات الحلول بمباريات كثيرة، لكن رغم ذلك لم يستمر اهتزاز أرسنال لوقت طويل وخرج أرتيتا بأفكار جديدة تجعل فريقه قادراً على الاستحواذ من جديد واللعب بالسرعة التي يريدها مدعوماً بالتألق المستمر لأوديغارد وساكا. ما أجاده أرتيتا هو إنقاذ الصفقات التي كان الكثيرون يتوقعون فشلها، فانضمام جورجينيو من تشيلسي بدا خطوة غامضة بالبداية بعد تراجع مستوى اللاعب وفقدانه لمكانه بالبلوز لكن الإيطالي وجد ذاته بالملعب بآخر 3 مباريات حين شارك أساسياً وساعد الفريق على تحقيق 3 انتصارات سجل فيها غانرز 12 هدفاً وتلقوا هدفين. أما هافيرتز فتحول من الصفقة التي يسخر منها الجميع ويعتبرون أن أرسنال أضاع 60 مليون يورو دون فائدة، إلى لاعب له مساهمات واسعة بالفريق خاصة بعد تسجيله 4 أهداف وصناعته لهدفين بآخر 4 مباريات، ويبدو أن كاي قد بدأ أخيراً بإيجاد نفسه بمركز رأس الحربة ليسد الثغرة التي جعلت أرتيتا يعيش ارتباكاً كبيراً نتيجة غيابات جيسوس الكثيرة وتراجع مستواه وعدم التمكن من ضم رأس حربة آخر. هذه الخطوات تخبرنا على أن أرتيتا يجيد النجاح بعوامل عديدة، فهو يتغلب على المصاعب والتغيرات التي تطرأ على فريقه ويحافظ عليه بالمنافسة رغم هذه الظروف وهذا يًظهر قيمة وقدرة المدرب على اكتشاف الحلول، إضافة لنجاحه بخلق فريق يلعب للمتعة بجميع المباريات وهذا ليس غريباً على أرسنال فمنذ أيام فينغر كان الكثيرون يطلقون جملة شهيرة تقول “شجع من شئت واستمتع بأرسنال” لكن ما أضافه أرتيتا هو التحسن الدفاعي الواضح حيث جعل الفريق اللندني أقل فرق الدوري تلقياً للأهداف “24 هدفاً في 28 جولة” وأقل فرق الدوري تعرضاً للتسديد “8.3 بالمباراة بالتساوي مع مانشستر سيتي” لكن يعرف أرتيتا أن الأرقام وتصدر الترتيب بالموسم الماضي لم تكن كافية لكتابة ذكرى تاريخية، ولكي يثبّت أحقية تصنيفه فعلاً على أنه بين أهم مدربي النخبة عليه أن يتابع طريقه بكسر تحدي غوارديولا وكلوب وتسجيل إنجاز نهاية الموسم ولو أن إعادته لأرسنال إلى هذا المكان دليل كافٍ على أنه رجل يعرف دائماً طريق النجاح.

التعليقات معطلة.