هل بدأ “العدّ التنازلي” لحرب جديدة في لبنان؟

4


24 ـ محمد طارق

رأى الكاتب والبروفيسور الإسرائيلي، إيال زيسر، إنه في الوقت التي تأمل فيه تل أبيب أن يقرر تنظيم “حزب الله” اللبناني نزع سلاحه، يستعيد التنظيم المسلح قوته، بل ويجد طرقاً جديدة لتهريب الأسلحة من إيران، مشيراً إلى أن السؤال الآن “ليس ما إذا كان سيستأنف عملياته ضدنا، بل متى؟”.

عام على انتهاء المواجهة
وأضاف زيسر، في مقال بصحيفة “يسرائيل هيوم”، أنه قبل عام من الآن بالظبط، انتهت المواجهة على الحدود الشمالية بين إسرائيل وحزب الله، بما بدا وكأنه هزيمة ساحقة، حيث هُزم التنظيم وفقد قادته وعلى رأسهم الأمين العام حسن نصر الله، بالإضافة إلى جزء كبير من قدراته العسكرية، وبدا أنه لن ينهض من جديد.

وأضاف في المقال، الذي عنونه بـ”نحو حرب لبنان الثالثة.. العد التنازل بدأ بالفعل”، أنه في هذه الفترة تم انتخاب رئيس في لبنان وشُكّلت حكومة أعلنت التزامها بنزع سلاح التنظيم، ولم يكن أمام الإدارة الأمريكية، المتفائلة والمنفصلة عن الواقع كعادتها، خيار سوى التأكيد على أن تحقيق اتفاق سلام إسرائيلي-لبناني مسألة وقت.

إخفاق إسرائيلي
ويقول زيسر إنه في الحرب الحالية، يعيد التاريخ نفسه، كما أن هذا هو حال إيران، التي تستعيد قدراتها تدريجياً وتستعد للجولة القادمة، وهذا هو حال حماس أيضاً، التي لا تزال تسيطر على القطاع بلا منازع، مستطرداً: “لكن يبدو أن لبنان حالة فريدة من نوعها لإخفاق كبير، ففي النهاية، لم يُمارس أي ضغط على إسرائيل لوقف قصف حزب الله، وبادرنا نحن، بمبادرة شخصية، إلى إبرام اتفاق معيب ومشكوك فيه، كان الجميع يعلم أن شروطه لا أمل لحزب الله في الالتزام بها”.

وأضاف الكاتب أن إسرائيل كانت تعلم، وعلى الرغم من ذلك وافقت، على أمل أن يقرر حزب الله التصرف بمسؤولية ويتخلى عن سلاحه، كما كانت تل أبيب “تأمل أن تُلقي الدولة اللبنانية بجيشها في وجه حزب الله، الأقوى والأكثر تصميماً من الجيش اللبناني بعشرات المرات”، على حد تعبيره.

تآكل إنجازات الحرب
وأشار إلى أنه بعد عام من الانتصار على حزب الله، يتبين أن شيئاً لم يحدث، وأن إنجازات الحرب تتآكل، وعلى الرغم من أن حزب الله يُبقي نفسه بعيداً عن الأضواء ويمتنع عن العمل ضد إسرائيل، إلا أنه تماماً مثل حماس، بأن هذا هو الوقت المناسب للتراجع حتى يهدأ الغضب.

وأوضح أنه في هذه الأثناء، يستعيد التنظيم قوته، ويحافظ على دعمه بين الشيعة في لبنان، بل ويجد طرقاً لتهريب الأسلحة من إيران لتعويض ما فقده بسقوط نظام بشار الأسد، مضيفاً أن حزب الله قليل الكلام، لكنه يوضح أنه لا ينوي تسليم سلاحه، وأن “المقاومة” خياره الاستراتيجي، واستطرد: “السؤال ليس ما إذا كان سيستأنف عملياته ضدنا، بل متى؟”.

إسرائيل مكتوفة الأيدي
ويرى الكاتب أن إسرائيل أمام هذا الواقع، تقف مكتوفة الأيدي، ويبدو أن “بيننا من يفتقد أيام المقاومة السعيدة، التي نفذنا خلالها عدداً لا يُحصى من العمليات الصغيرة الناجحة التي لم تُحدث أي تغيير حقيقي في الواقع”.

وأضافت أنه على الرغم من تباهي إسرائيل بحرية التصرف التي تتمتع بها في لبنان والضربات التي تُوجهها لعناصر حزب الله الصغار، يبدو أن هذه الأعمال تستهدف الرأي العام والإعلام أكثر منها إيذاء حزب الله بشكل مؤلم وشديد، متساءلاً: “هل يظن أحد حقاً أن حزب الله، الذي يمتلك عشرات الآلاف من المسلحين، سيستسلم لأننا قتلنا 300 من عناصره خلال العام الماضي؟”.

المواجهة قادمة
وتابع: “لقد خفض حزب الله من نشاطه، ومرة ​​أخرى لا نسمع تهديدات ولا كلاماً مُبالغاً فيه عن قدرات التنظيم، التي كانت تُبقي صناع القرار في إسرائيل في يقظة في الماضي، يخفف التنظيم من حدة كلامه، ويتحدث بضعف، لكنه مع ذلك يُوضح بحزم أنه لا ينوي تسليم سلاحه، وأن المقاومة خياره الاستراتيجي”، مشيراً إلى أن حزب الله يحسب خطواته بالسنوات، ولذلك، من وجهة نظره، قد يدوم الهدوء الخادع على الحدود الشمالية طويلاً، لكن السؤال ليس ما إذا كان التنظيم سيستأنف عملياته ضدنا، بل متى؟.

التعليقات معطلة.