هل تبتلع واشنطن “طُعم التخصيب” الإيراني؟

2

يواجه فريق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشكلة إيرانية متفاقمة، ويُعدّ العرض النووي المزعوم الأخير لطهران – وهو اقتراح مُضحك بوقف تخصيب اليورانيوم لمدة عام مقابل الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، واعتراف واشنطن بحق إيران في تخصيب اليورانيوم للأغراض المدنية – بمثابة رفض استراتيجيٍ واضح لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
من أهم أهداف بزشكيان الإقليمية التعتيم على قضية تخصيب اليورانيوم
كتب رئيس مؤسسة حرية الدفاع عن الديمقراطيات مارك دوبوفيتز، على منصة إكس: “هل يعتقد الإيرانيون أننا أغبياء إلى هذه الدرجة؟” يبدو الأمر كذلك.
ورغم تأكيد ترامب أن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة، قد تسفر عن “أخبار جيدة” هذا الأسبوع، فمن الواضح أن المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي عازم على خداعه.
وكتب مارك توث وجوناثان سويت في مجلة “ذا هيل” الأمريكية، إنه سُمح لإيران بلعب هذه اللعبة النووية الخطيرة لفترة طويلة جداً. وقد أثبتت طهران مراراً وتكراراً أنه لا يمكن الوثوق بها، بينما كفت إسرائيل عن اللعب بالألاعيب الإيرانية.
ويتعين على البيت الأبيض، أن يدفع بقوة إلى الوراء، ويحاول إقناع طهران بالتخلي عن فكرة مفادها أن ترامب يمكن التلاعب به، أو أن القيام حالياً بإعادة صوغ الاتفاق النووي غير الحكيم، الذي أبرم في عهد الرئيس سابقاً باراك أوباما، بشكل طفيف، أمر مقبول.
الهدف الاستراتيجي
ويرى الكاتب أن الهدف الاستراتيجي لإيران واضح. طهران عازمة على الحفاظ على قدرتها على تخصيب اليورانيوم – وهي قدرة متنامية بسرعة، وقال: “حذرنا مراراً وتكراراً من أنها ستسمح لإيران بإنتاج 5 قنابل نووية فوراً خلال أسبوع واحد، ثم إنتاج المزيد منها بشكل مضاعف، نظراً لقدرة أجهزة الطرد المركزي الهائلة، التي تمتلكها طهران، على رفع نسبة التخصيب إلى 90% اللازمة لصنع الأسلحة النووية”.
وتحاول طهران يائسة، إيجاد السبل لكسب الوقت لإحباط، أي ضربات عسكرية أمريكية أو إسرائيلية تستهدف برنامجها للأسلحة النووية.
ثم جاءت الزيارة الرسمية للرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، التي استمرت يومين لمسقط، عاصمة عُمان، في وقت سابق من هذا الأسبوع، كمحاولة متعددة الجوانب لتحقيق ذلك.
وبرفقة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، التقى بزشكيان سلطان عُمان هيثم بن طارق آل سعيد، قبل الجولة السادسة المقترحة من المفاوضات النووية بين واشنطن وطهران.
خطة بزشكيان
وتتمثل خطة بزشكيان الإقليمية في الشرق الأوسط في إقناع عُمان ــ التي تعمل وسيطاً تفاوضياً بين الولايات المتحدة وإيران (وتفاوضت على وقف النار بين الولايات المتحدة وميليشيا الحوثيين) ــ بالموافقة على اقتراح إيران بتجميد تخصيب اليورانيوم، مقابل تخفيف العقوبات والاعتراف الأمريكي بحق طهران في تخصيب اليورانيوم في المستقبل.
من أهم أهداف بزشكيان الإقليمية التعتيم على قضية تخصيب اليورانيوم. في وقت سابق، في منتصف مايو (أيار)، قبيل زيارته الرسمية لعُمان، اقترحت طهران أن تُشكل إيران ودول أخرى تحالفاً نووياً لتخصيب اليورانيوم لأغراض تجارية.
وسيتم إنتاج اليورانيوم المخصب بمستويات أقل من 5%- وهي الكمية اللازمة لمعدات المستشفيات والتجارب الطبية – تحت إشراف مهندسين إيرانيين.
ويُعد خامنئي حالياً مورداً رئيسياً للصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة لموسكو، وقد تأكدت أهمية هذا الأمر مؤخراً، عندما وافق مجلس الشورى الإيراني على شراكة استراتيجية مع موسكو لمدة عشرين عاماً. وتبذل إيران قصارى جهدها للاستفادة من علاقتها مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لحماية طموحاتها النووية، ويرتبط هذان الأمران بجهود المبعوث الخاص لترامب، ستيف ويتكوف، للتفاوض على هذا الاتفاق وعلى اتفاق وقف النار الروسي في أوكرانيا.
وترى إسرائيل كل هذا على حقيقته: لعبة نووية بالغة الخطورة تمارسها طهران وروسيا ضد إسرائيل وواشنطن. ومن الواضح أيضاً أن إسرائيل تقترب على الأرجح من توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، كما يتضح من اعتراف ترامب بأنه طلب من نتانياهو الانتظار.

التعليقات معطلة.