هل تتسبب أحداث العراق في تعليق المحادثات بين إيران والسعودية؟

1

طرحت تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، تساؤلات عدة بشأن مسار الحوار مع السعودية.وقال كنعاني، في مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، إن بلاده ليس لديها شروط مسبقة في محادثاتها مع السعودية، داعيا الرياض إلى تبني “نهج بناء” لتحسين العلاقات.

ومنذ ختام الجولة الخامسة توقفت المحادثات بين الجانبين، وكان من المفترض أن تنتقل المحادثات من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي، لكن الأحداث في العراق أدت إلى تجميد المحادثات، إضافة إلى عدم التفاهم حول العديد من النقاط، بحسب خبراء.

وقالت طهران، الشهر الماضي، إن الجولة السادسة من المحادثات المؤجلة بين السعودية وإيران في بغداد ستعقد عندما تكون الظروف مواتية في العراق، الذي يشهد توترات سياسية وأمنية يصعب معها عقد أي لقاءات في الوقت الراهن.ويرى مراقبون أن الملفات المتعددة في المنطقة مرتبطة بتعليق المحادثات، ومنها ما يحدث في العراق وكذلك ملف الاتفاق النووي، وأن تعليق المحادثات جاء إثر عدم توفر الظروف الملائمة وعدم التفاهم حول العديد من البنود المرتبطة بالدول العربية.

من ناحيته قال الخبير الأمني والاستراتيجي السعودي حسن الشهري، إن المحادثات بين البلدين تم تعليقها، وأن اللقاءات على المستوى الأمني بين الجانبين لم تصل إلى أي جديد.

ويرى أن “البيان الأوروبي الأخير أضعف موقف إيران، التي كانت تراهن على موقف أوروبا، وأن طهران أصبحت الحلقة الأضعف في الوقت الراهن، في حين أن التصريحات تظل أهدافها إعلامية”.وقبل يومين، أعربت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في بيان مشترك عن “شكوك جدية” حيال مدى صدق إيران في السعي للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، محذرة من أن موقف طهران يقوض احتمالات إحياء اتفاق 2015.

ويقول وسيم بزي، الخبير الاستراتيجي اللبناني، إن التطورات التي جرت مؤخرا في العراق فرضت بعض التغيرات في مسار المفاوضات بين السعودية وإيران، وأن تصريحات الأخيرة تؤكد توقف المفاوضات.

ويرى وسيم أن اللقاء الذي كان يعد له العراق بين وزيري الخارجية بالبلدين، ربما تم تأجيله دون تحديد موعد جديد، وهو ما دفع الجانب الإيراني إلى الحديث عن عدم وجود شروط مسبقة رغبة في استكمال الحوار.ولفت إلى أن مجموعة من العناصر السلبية دفعت إلى تجميد الحوار أو تراجعه مع حذر متبادل من قبل الطرفين.وفي مايو/ أيار الماضي، ذكر وزير الخارجية السعودية أن هناك بعض التقدم في المحادثات مع إيران التي يتوسط فيها العراق لكنه ليس كافيا.

وانقطعت العلاقات بين البلدين في 2016، بعدما اقتحم محتجون السفارة والقنصلية السعودية في إيران، احتجاجا على إعدام الرياض رجل الدين الشيعي نمر النمر بعد إدانته بتهمة الإرهاب.

وتسود خلافات عميقة بين طهران والرياض في العديد من الملفات بما في ذلك الملف اليمني، حيث تقود السعودية تحالفا عسكريا لدعم القوات الحكومية في مواجهة “أنصار الله” المدعومة من إيران، والتي تسيطر على العاصمة صنعاء منذ سبتمبر/ أيلول 2014.

التعليقات معطلة.