هل تكون لحوم البقر جزءاً من نظام غذائي صحي للقلب؟

1

على الرغم من أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على لحوم البقر قد تؤدي إلى ارتفاع طفيف في مستويات الكولسترول المضر، إلا إنها لا تؤثر بشكل كبير على معظم مؤشرات صحة القلب. ويفتح ذلك المجال لنقاش متوازن حول دور اللحوم الحمراء في التغذية.

على الرغم من أن الأنظمة الغذائية التي تحتوي على لحوم البقر قد تؤدي إلى ارتفاع طفيف في مستويات الكولسترول المضر، إلا أنها لا تؤثر بشكل كبير على معظم مؤشرات صحة القلب. ويفتح ذلك المجال لنقاش متوازن حول دور اللحوم الحمراء في التغذية.

 

في مراجعة منهجية حديثة وتحليل للتجارب العشوائية المُحكّمة نُشرت في مجلة “التطورات الجارية في التغذية” Current Developments in Nutrition البحثية، درس الباحثون البيانات المتعلقة بمدى تأثّر صحة القلب والأوعية الدموية لدى البالغين، بتناول لحوم البقر التي تدخل عليها تأثيرات مواد كيمياوية مختلفة، أو التي تخلو كلياً منها أو لا تحتويها إلا بشكل ضئيل.  

 

من التعميم إلى التخصيص

تُعرف اللحوم الحمراء، بما في ذلك لحوم البقر والخنزير والضأن وغيرها، بمحتواها العالي من الميوغلوبين  myoglobin الذي يمنحها اللون الأحمر. وعلى الرغم من اختلاف مكوناتها الغذائية، فإن أصناف اللحوم الحمراء تُجمع  معاً في غالبية  الدراسات المتعلقة بصحة القلب والتمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى استنتاجات عامة حول تأثيرها، وفق ما نشر موقع “نيوز ميديكال.نت” News Medical.

 

وبالتالي، ربطت تلك الدراسات تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ولكن، يؤدي التدقيق في الدراسات المذكورة إلى تلمس نتائج متناقضة. إذ أكد التحليل الارتباطي للدراسات نفسها عدم وجود تأثرات حاسمة للحوم الحمراء على مخاطر الإصابة بأمراض القلب.

 

و

مع ذلك، تشير الاختلافات في تصميم الدراسات، وأنواع اللحوم الحمراء التي دُرِسَتْ فيها، والعوامل الحياتية المؤثرة في صحة القلب؛ إلى الحاجة لمزيد من الأبحاث التي تتقصى تحديداً التأثيرات المحددة لأنواع اللحوم الحمراء المختلفة.

وقد اتَّبَع التحليل الارتباطي إرشادات موصى بها من المرجعيات العلمية المتخصصة، وركَّز على التجارب العشوائية المقارنة، للتوصل إلى تقييم تأثير استهلاك لحوم البقر على عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، على غرار لبروتينات الدهنية وضغط الدم.

وكذلك شمل التحليل نفسه تقييماً للتجارب التي أجريت على بالغين يعانون من حالات صحية محددة كالسكري من النوع الثاني أو ارتفاع ضغط الدم، بينما استُبعدت منه الدراسات التي تناولت أمراضاً مزمنة أخرى، أو الأطفال، أو الحوامل، أو تناول اللحوم المصنعة.

ولم يستثن ذلك التحليل التجارب العشوائية المقارنة التي تضمنت تناول كميات من لحوم البقر التي تفوق المعدل الوسط بمرتين (أي 161 غراماً يومياً) أو أكثر، بالمقارنة مع أنظمة غذائية غابت عنها لحوم الأبقار أو تدنَّت كمياتها إلى حد كبير .

 

وكخلاصة، لم يكن لاستهلاك لحوم البقر تأثير كبير على معظم المتغيرات المرتبطة بالدهون أو البروتينات الدهنية في الدم، سواء تلك التي تؤثر بصورة إيجابية على صحة القلب كالدهون المرتفعة الكثافة؛ أو المضرّة كنظيراتها منخفضة الكثافة.

ومع ذلك، حدث تأثير صغير لزيادة استهلاك لحوم البقر لكنه مهم على الكولسترول المنخفض الكثافة المعروف بأنه يضر بالأوعية الدموية والقلب.

وكخلاصة، أشار الباحثون إلى ضرورة إجراء دراسات إضافية تُركّز على التمثيل الغذائي والالتهابات ومقاومة الخلايا لهرمون الأنسولين، مع ملاحظة أن الأخيرة تترك تأثيرات واسعة على الصحة الإجمالية للجسم بما في ذلك علاقتها مع السكر ي وارتفاع ضغط الدم.

وبالإضافة إلى ذلك، سلط الباحثون الضوء على الفوائد الغذائية للحوم البقر التي لا تتعرض للمعالجة بالمواد الكيماوية، بما في ذلك محتواها من البروتين عالي الجودة وأنواع من المعادن المؤثرة صحياً والتي توجد في أجسامنا بكميات صغيرة، وقد لا يسهل الحصول عليها من مصادر غير لحوم البقر.

التعليقات معطلة.