هل حصلت “حماس” على أسلحة تركها الجيش الأميركي في أفغانستان؟

1

أقدمت “طالبان” على بيع جزء منها بعد انسحابه من البلاد

فریدون آزند  

أكد مسؤول إسرائيلي أن الميليشيات في فلسطين ولبنان حصلت على صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع كانت واشنطن زودت أوكرانيا بها ووقعت بيد الروس (أ ف ب)

كتبت النائبة عن الحزب الجمهوري في الكونغرس الأميركي مارجوري تايلور غرين على حسابها على منصة “إكس” في شأن هجوم حركة “حماس” على إسرائيل ونوع الأسلحة التي استخدمتها الحركة متسائلة “من أين أتت حماس بكل هذه الأسلحة؟”، وادعت أن هذه الأسلحة يحتمل أن تكون وصلت من أفغانستان أو من أوكرانيا أو من البلدين إلى “حماس”.

وطلبت النائبة الجمهورية مراجعة سجلات الأسلحة التي تستخدمها الحركة في عملياتها ضد إسرائيل، ملوحة بأن الأسلحة التي تركها الجيش الأميركي لدى انسحابه من أفغانستان يستخدمها من تصفهم بـ”الإرهابيين” في عمليات ضد المصالح الأميركية.

ووردت في وقت سابق تقارير عدة عن موضوع الأسلحة الأميركية بعد الانسحاب من أفغانستان ونقلها إلى بلدان أخرى، بخاصة البلدان التي تنشط فيها مجموعات متشددة، وكانت صحيفة “نيوزويك” كتبت في الـ15 من يونيو (حزيران) الماضي، نقلاً عن مسؤول إسرائيلي كبير أن أسلحة خفيفة كانت تستعملها أميركا في أفغانستان وصلت إلى الميليشيات في قطاع غزة.
وأكد المسؤول الإسرائيلي أن الميليشيات في فلسطين ولبنان حصلت على صواريخ مضادة للدبابات أميركية الصنع كانت أميركا زودت أوكرانيا بها ووقعت بيد الروس وأن هذه الصواريخ وصلت عبر النظام الإيراني إلى الميليشيات التابعة له.

ولم يستبعد المتحدث ذاته وصول أسلحة أميركية إلى الأراضي الفلسطينية حيث إنه بعد الانسحاب المتسرع من أفغانستان تركت الولايات المتحدة أسلحة وعتاداً بما فيها دبابات وأسلحة متطورة بقيمة 7 مليارات دولار، وكذلك سيطرت حركة “طالبان” على مروحيات “بلاك هوك” كانت قد زودت بها أميركا الجيش الأفغاني.

الفوضى التي تحكم أفغانستان والاستقلال النسبي الذي يتمتع به قادة الأقاليم والقادة العسكريون في القواعد العسكرية التابعة لـ”طالبان” تسببا بنقل بعض هذه الأسلحة إلى الأسواق السوداء في باكستان وحتى في الأراضي الأفغانية.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” كتبت بعد شهرين من هيمنة “طالبان” على الحكم في كابول أن “عشرات المواطنين الأفغان لديهم محال لبيع الأسلحة وتعرض فيها مختلف الأسلحة منها البنادق والقنابل اليدوية ومناظير الرؤية الليلية أميركية الصنع”.
ووصل جزء من هذه الأسلحة إلى أسواق السلاح المعروفة في باكستان وباتت تستخدمها المجموعات الإرهابية المتطرفة، وكانت الحكومة الأفغانية أعلنت في وقت سابق أن الأسلحة الأميركية التي استحوذت عليها “طالبان” وصلت إلى إقليم كشمير وتستعملها المجموعات المناوئة للهند.

وكذلك هربت نسبة كبيرة من قوات الجيش الأفغاني السابق إلى إيران خلال الأيام الأولى من سقوط الحكم بيد “طالبان” ونقلت معها أسلحة مختلفة وسلمتها إلى قوات الحدود الإيرانية، ولم يتضح بعد مصير تلك الأسلحة ولم تكشف عنها طهران.
ومن المحتمل أن تكون هذه الأسلحة وصلت إلى “حماس” و”حزب الله” عبر إيران، أو ربما تكون طهران أقدمت على شراء أسلحة أميركية من “طالبان” داخل أفغانستان وسلّمتها إلى “حماس” لأنها لجأت إلى الأمر ذاته بالنسبة إلى الأسلحة الأميركية التي وضعتها الولايات المتحدة في حوزة أوكرانيا، فالروس قاموا ببيع غنائم من الأسلحة الأميركة لإيران.

ولم تكن “طالبان” وحدها من أقدم على بيع أسلحة أميركية بعد الانسحاب من أفغانستان، إذ كان بعض الضباط والجنود في الجيش الأفغاني السابق يقدمون على بيع أسلحتهم، وكانت الحركة تحصل على جزء من الأسلحة والعتاد الذي تقاتل به الحكومة السابقة من الثكنات والقواعد العسكرية التابعة لتلك الحكومة.
وتحدثت تقارير عدة عن هذه القضية، إلا أن الحكومة الأفغانية تجاهلت مثل هذه التقارير. وكانت صحيفة “نيوزويك” كتبت عام 2015، نقلاً عن أحد القادة الأميركيين، أن 43 في المئة من الأسلحة التي وضعتها الولايات المتحدة في حوزة أفغانستان فُقدت، ولم ينفِ المسؤولون الأميركيون احتمال أن تكون هذه الأسلحة بيعت وكشفوا عن أن غالبية زبائن هذه الأسلحة هم من معارضي الحكومة الأفغانية.

وتحول موضوع وصول الأسلحة الأميركية لـ”حماس” في غزة إلى ذريعة بيد الجمهوريين للضغط على الرئيس الديمقراطي جو بايدن واتهامه بالإهمال خلال الانسحاب من أفغانستان.

نقلاً عن “اندبندنت فارسية”

التعليقات معطلة.