كتب / د. ناظم الربيعي…
مرة اخرى تعود المحاصصة البغيضة الى الواجهة من جديد وتتصدر مشهد تعيينات عدد كبير من وكلاء الوزارت والدرجات الخاصة وبات الامر واضحا وجليا عندما نجح ضغط بعض الكتل السياسية على رئيس الوزراء واصدر قرارات تعين عدد كبير من وكلاء الوزرات والدرجات الخاصة في الدفاع والداخلية وجهاز المخابرات والامن الوطني
لكن يبدوا ان السحر انقلب على الساحر وبدأت بعض الكتل السياسية رفض هذه التعيينات خصوصا اتلاف سائرون والفتح ودولة القانون التي رفضت هذه التعيينات كونها تعيد الوضع الى ما هو عليه وتبعد الكفاءات المستقلة عن مشهد التعيينات التي طالما كان الكاظمي مصرا على رفضها لانه كان ينادي بتغيير المشهد السياسي والادراي ناسيا ان المحاصصة هي من جاءت به الى السلطة وكما نعرف فان المحاصصة هي بدعة دخيلة وغريبة ومخزية على المجمتع العراقي وهي من نتاج وافراز القوات الامريكية المحتلة لشق وحدة الصف الوطني ولحمته لكن الكاظمي بهذه الخطوة خسر تأييد الشارع والمرجعية الرشيدة في آن واحد بهذه التعيينات وهذا يدل دلالة
واضحة على ان الامر كشف زيف الشعارات التي كان ينادي بها الكاظمي واصبح الامر واضحا انه منفذ فقط لما يملى عليه من بعض الكتل السياسية وانه منفذ جيد لما اوكل اليه من برنامج معد سلفا من قبل السفير ين الامريكي والبريطاني لتخريب ما تبقى من اسس صحيحة كان ينادي بها سابقا ليبقى البلد متخلفا ومتصدعا تسوده الطائفية والمحاصصة لتخريب البنى التحتية في الادارة وفي مختلف المجالات من خلال ابعاد الكفاءات المستقلة عن المناصب والدرجات الخاصة لكن الغريب والمثير للدهشة ان بعض الكتل السياسية التي تم تعيين مرشحيها استنادا لانتمائاتهم اليها تبرأت منهم ورفضت تعيينهم وفق مبدأ المحاصصة واوضحت ان عمل رئيس الوزرا ء ينحصر بجدولة انسحاب القوات الامريكية من العراق والتهيئة للانتخابات القادمة فقط
فقد غرد سماحة السيد مقتدى الصدر على صفحته الشخصية على تويتير بتغريدة دعى فيها اتلاف سائرون وانصاره في البرلمان الى رفض اوامر التعيين التي تأطرت باطار المحاصصة واضاف ان لم ترفضوا تعيينات المحاصصة سأتبرأ منكم (شلع قلع)
اما اتلاف الفتح ودولة القانون فقد رفضا في بيانين منفصلين هذه التعيينات
ولكن السؤال المهم و الملفت للنظر هو من رشح هؤلاء ولم تتبرأ منهم الكتل السياسية التي رشحوا عن طريقها
ولماذ صدرت قوائم تعيينهم ؟
خصوصا بعد دعم المرجعية الرشيدة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي
من خلال تاكيدها على اجراء الانتخابات المبكرة في موعدها المحدد بعد لقاء سماحة السيد السيستاني في النجف الاشرف مع جنين بلا خسارات ممثلة الامم المتحدة في العراق وهو ثاني رئيس وزراء يحصل على دعم المرجعية الرشيدة
بعد العبادي لكنه فرط بهذا الكنز الثمين وبسهولة حينما اصدر قرارات تعيين وكلاء الوزارات ومحافظ البنك المركزي وامين بغداد والدرجات الخاصة وفق مبدأ المحاصصة اللعينة التي طالما نادى الكاظمي بالغاءها
لكنه تراجع عن هذا المبدأ تحت ضغط السفيرين وبعض الكتل والاحزاب السياسية
التي تتشبث بالبقاء في المناصب باي ثمن لضمان ديمومة بقاءها وتمويلها خصوصا وان الانتخابات المبكرة على الابواب
دعوة لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي باعادة النظر بهذه التعيينات والغاءها حرصا على بناء العراق ووحدته ولحمته واختيار العناصر الكفوءة والمستقلة لشغل هذه المناصب بعيدا عن المحاصصة البغيضة لأن العودة لمربع المحاصصة يعني العودة الى المغانم والفساد المالي والاداري لكن يبدوا ان المحاصصة ستبقى هي السائدة وهذا يعني اننا سنقرأ على العراق السلام فلعن الله من اوجد المحاصصة ومن عمل بها ومن يتشبث بها لمصالح ضيقة ستنحسر وتزول يوما ما بعد ان تنكشف الاقنعة وتزول مبرراتها واجزم ان هذا اليوم ليس ببعيد وان غدا لناظره لقريبؤ