هل سيطيح عقد شركة سيركو البريطانية بإنجازات حيدر العبادي ؟؟

1

أياد السماوي
في الوقت الذي تتجه فيه الحكومة العراقية إلى توقيع عقد شراكة مع شركة سيركو البريطانية لإدارة الأجواء العراقية والسيطرة عليها , تتعالى دعوات الرفض من جهات حكومية وبرلمانية وشعبية , باعتبار أنّ تسليم الأجواء العراقية إلى جهات غير عراقية يعدّ خرقا للسيادة الوطنية وإضرارا بالمصلحة الوطنية العليا ولأمن العراق الوطني نتيجة لهذه السيطرة على الأجواء , وبالرغم من خطورة توقيع هذا العقد وما ينطوي عليه من أضرار تتمّثل بسهولة اختراق أجواء العراق من قبل أعداءه وفقدان البلد لسيادته الوطنية على أجوائه ومنحها لشركة بريطانية , إلا أنّ إصرار الحكومة على المضي في توقيع هذه الشراكة مع شركة سيركو البريطانية , يثير ألف علامة استفهام , خصوصا بعد رفض الوزير كاظم الحمامي التوقيع على هذا العقد , ففي حديث سابق للوزير الحمامي مع النائبة سروة عبد الواحد قال فيه بالحرف الواحد أنّ ضغوطا يتعرّض لها من قبل موظفين نافذين في مكتب رئيس الوزراء وبرلمانيين محسوبين على جناحه من أجل توقيع هذا العقد , إلا أنّه رفض كلّ هذه الضغوطات , لأنّ توقيع مثل هذا العقد من وجهة نظره يعدّ كارثة وطنية .
وفي الوقت الذي تستعيد فيه الحكومة العراقية سيادتها الوطنية المفقودة منذ أربعة عشر عاما على إقليم كردستان وتبسط سيطرتها على محافظة كركوك والمناطق التي احتلتها حكومة الإقليم خارج الخط الأزرق , وتعيد فرض سلطة القانون على هذه المناطق وتوقف عملية سرقة نفط الشعب العراقي من قبل مسعود وعصابته الخارجة على القانون , والسيطرة على مطارات الإقليم والمنافذ الحدودية وسط ابتهاج وفرحة عامة الشعب العراقي , هنالك جهات تعمل بصمت وخفاء وراء الكواليس من أجل تمرير عقد الشراكة مع شركة سيركو البريطانية , وليس هنالك من شك أنّ الفساد هو الدافع الوحيد لهذه الجهات من أجل تمرير هذا العقد المريب , وليعلم سيادة رئيس الوزراء أنّ الإنجازات التي حققها في حربه ضدّ الإرهاب وقضائه شبه التام على قدرات داعش العسكرية , واستعادته كل المدن والمناطق التي كانت تحت سيطرتها , واستعادة كركوك وكل المناطق التي احتلها مسعود خارج الخط الأزرق وإعادتها للسيادة الوطنية , ستذهب أدراج الرياح فيما لو أصرّت الحكومة على توقيع عقد الشراكة مع شركة سيركو البريطانية .
دولة رئيس الوزراء .. إنّ جميع الإنجازات التي حققتها في حربك ضد الإرهاب واستعادتك لإقليم كردستان المنفلت إلى السيادة والحاضنة الوطنية , هي اليوم أمام منعطف خطير , وقد تطيح بكل ما تحقق من إنجازات وانتصارات أبهرت الجميع , فالمضي بتوقيع عقد الشراكة المريب مع شركة سيركو , سيعيد شعبية حيدر العبادي إلى ما قبل السادس عشر من أكتوبر , وستذهب بكل الطموحات للعودة لرئاسة الوزراء مرّة ثانية , وربّما سيكون توقيع هذا العقد هو القشّة التي قصمت ظهر البعير , دولة الرئيس .. العراقيون جميعا يناشدوك أن ترفض هذا العقد المريب وتعمل على جعل أجواء العراق تحت السيادة الوطنية .

التعليقات معطلة.