هل عملية طوفان الاقصى بداية حرب جديدة بالمنطقة ؟

1

حسن فليح / محلل سياسي

ان عملية “طوفان الاقصى” شكلت مفاجئة كبيرة ليس للاسرائيليين وحدهم بل لعموم دول المنطقة بتوقيتها وضراوتها وكمية الصواريخ التي اطلقتها حماس على المعسكرات والمستوطنات الاسرائيلية ، وبأسلوبها الجديد غير المألوف من قبل اسرائيل بخرق الجدار العازل !! وكانت بمثابة 9/11 جديدة لاعطاء اسرائيل المبرر لتفعل ماتريد بالفلسطينيين ، الامر الذي دفع برئيس وزراء اسرائيل نتناهو بالقول “اننا في حالة حرب وليس امام عملية عسكرية” وتوعد بالرد القاسي ، تشير الانباء ان حزب الله في لبنان قد دخل بالانذار واستدعى قواته الخاصة واستنفر جاهزيته على الحدود مع اسرائيل، وان ايران تراقب عن كثب مجريات الاحداث في حين انها كانت الاعب والمحرك الاساسي لها ، من أجل تخفيف الضغط الاسرائيلي الامريكي لاخراجها من سوريا باستهداف فصائلها المسلحة ومعسكراتها في الداخل السوري، وجائت الضربه الفلسطينية اليوم بمثابة الرد الايراني على التحرك الامريكي الاخير في سوريا واثارة المتاعب امام اسرائيل للحيلوله دون التفكير بشن الهجوم المزعوم على مفاعلاتها النووية التي طالما توعدة اسرائيل القيام به ، وكل ذلك يجري في ضل الوجود العسكري الامريكي من اجل اخراج سوريا من المعادلة الايرانية والقيام باستهداف فصائلها المسلحة ومخازن اسلحتها وقواعدها العسكرية وقطع خطوط امدادها، اسرائيل من جهتها قامت بالرد على حماس في غزة وربما لن يتوقف هذا الرد دون تحقيق اهدافة العسكرية والسياسية ، وقد تتوسع رقعة المواجهه لتشمل سوريا والبنان وبدعم ايراني ، بالوقت اعلنت الولايات المتحدة عن دعمها الكامل ولا محدود لاسرائيل في حربها على غزة ومنظمة حماس ، ان المنطقة في خضم هذا التصعيد واجواء التوترات العالمية لاتوحي بايجاد حل سلمي سريع وعاجل لمشاكلها وكل المؤشرات تدل ان هناك حربا ستشتعل تضم دولا واطرافا متعدده لاتنتهي دون فرض واقع جديد ومغاير على مانحن عليه الان بمعادلات جديدة ستفرضها الحرب المرتقبة ، ايران نجحت بالضغط على اسرائيل دون ان تدخل بصراع حربي جدي ومباشر معها ، ولكنها اكتفت عبر اذرعها العربية المسلحة التي سلحتها ودربتها وجعلت من اسرائيل مطوقة بحزام صاروخي وناري يستهدف العمق الاسرائلي بكل اتجاهاته من غزة ومن لبنان ومن سوريه وربما من ايران اذا لزم الامر في حالة استهدافها من قبل اسرائيل ، ان المعادلة العسكرية التي استطاعت ايران من فرضها بالمنطقة لايمكن تجاوزها بلا حرب جدية وحقيقية معها، وبدون ذلك فأن ايران ستصبح الاعب الاقوى بفرض الشروط وذلك يتنافى لما تسعى الية اسرائيل وامريكا في رسم استراتيجيتهما الشرق اوسطية الجديدة المزمع قيامها في المنطقة والتي من شأنها خلق كان ديفيد جديدة اوسع نطاقاً مع العرب ، السؤال الذي يدور في اذهان المتابعين هل ان اسرائيل والغرب بقيادة امريكا جادين بالحرب على ايران ، وهل ايران مستعدة لخوض الحرب الشامله من اجل العرب ام انها ستكتفي بدفع العرب والفلسطينيين حطبا لها ؟ حين ذاك سيجد الفلسطينيين انفسهم امام خسارة غزة بالكامل لصالح اسرائيل وسيكتشفون ان ماقامت به ايران مجرد دفع العرب لمزيد من الخسائر والانبطاح باتجاه التطبيع وخلق واقع جديد على الفلسطينيين القبول به والتعايش معه وربما ينتهي الامر بتهجير الفلسطينيين خارج الاراضي الفلسطينيه ، واذا كانت حرب 73 وعبور خط بارليف التي اطلق عليها في حينها أنها حرب التحريك وليس حرب التحرير ، فأن عبور الجدار الفاصل بين غزة والمستطونات من قبل الفلسطينيين نخشى ان يتكرر سيناريو حرب 73 ويتحول عبور الجدار الفاصل الى حرب تحريك بأمتياز في الذكرى الخمسين لتلك الحرب التي اخرجت مصر من معادلة الصراع العربي مع اسرائيل ، ايران بعد ان شعرت انها امام خسارت اذرعها بالمنطقة والتي اصبحت اهدافا سهلة للاسطياد من قبل الامريكان واسرائيل دفعت بحماس للقيام بتلك العملية من اجل اقامة الفوضى وصولا للتفاوض معها وفي نفس الوقت تقديم حماس والفلسطينيين قرباناً لها !! وهكذا يصبح العرب فيها الخاسر الاكبر ودفعهم للتطبيع المجاني دون شروط !!! ننتظر قادم الايام التي لاتبخل احداثها الساخنة بالاجابة الصريحة والواضحه على اسئلتنا .

التعليقات معطلة.