فؤاد البطاينة
لن تقوم قائمة للعرب وحكمهم وحكامهم على قاعدة الاستهانة بدماء الانسان العربي وحقه في الحياه والكرامة الوطنية . لتسقط قدسية الأوطان إن لم تكن نابعة من قدسية الانسان، ولتسقط ان كانت أقدس من الانسان وحرماته، ولتسقط الأوطان إن كانت ستسلم للأغراب على جثث شعوبها ، وتبا لإسقاط تجربة الهنود الحمر وفكرتها علينا، ولا للموت إن كان باسم الوطن لا لحسابه. ولتسقط شرعية الحكام حين تقام على دماء وحقوق الشعوب والتفريط بالأوطان .
تبا لزمان يأخذ فيه حكامنا سياسة العقوبات الجماعية من شياطين الصهيونية اوتمارس باسمهم بصورة كاريكاتورية علينا، ولزمان تصبح فيه دير ياسين مزحة أمام دير سوريا ودير العراق واليمن وليبيا وكل دولة عربية بعد مرور سبعين عاما على إنشائها. تبا لهذه الأمة التي لا تسحق حكامها اولا.
من قصيرها ، لقد خدعت روسيا السوفييت شعوبنا العربية واستغلت مآسيها وتاجرت بها وقايضت . وسِجِل الأمم المتحدة حافل وشاهد ، وصراعنا مع الكيان الصهيوني سجله مسلسل سمج ، ومع ذلك شكرناها ونشكرها على مساعداتها السياسية والعسكرية لنا ذات السقف الذي يقف ويتوقف عند طموحاتنا وفي اللحظة الحرجة فيتراجع . واستحقت أن تكون صديقا حتى لو كان ذلك في سياق استقطابات الحرب البارده لا أكثر .
إلا أن علاقة الروس بأصدقائها العرب قد أخذت في غياب ثنائية القطبية مضمونا استغلاليا الى حد مكشوف تطور الى هدف ، بعد ان اصبح العرب كلهم في مرمى امريكا والصهيونية مباشرة . قراءة الأحداث تقول ، لقد خدعت روسيا سوريا (نظاما وشعبا ووطنا ) ، وفي طريقها لتستبدل مصطلح “الصومله ” العالمي بمصطلح “السورنه ” . وما كان لها بداية ان تخرج علينا بمناطق خفض التصعيد التي فتحت باب تجزئة سوريا لمناطق نفوذ ، وتكريس ورعاية أزمتها وتعميقها في الوقت الذي فيه أغلق هذا الباب بانهزام امريكا وعصابتها تحت اي مسمى كانت .
نعرف بأن امريكا عدوة تقليدية لنا ، والكيان الخزري الصهيوني تناقضنا الأساسي ، ونعرف ماذا يريدون . ونعرف ماذا تريد روسيا وايران وتركيا وميليشياتهم ، وطبيعة الصداقة معهم ، ونعطيهم الحق لتحقيق مصالحهم في بلادنا إن كانت مشروعه وليس على حساب مصالحنا العليا ، فسوريا عربية ولا تنتمي الى هذه الخلطه المتناقضة من الأصدقاء التي دخلت لتبحث عن مصالحها ولكنها انتهت لتبحث عن حصتها من جمل قد ناخ على يد أمريكا وعملائها لتنهش به الغربان والذئاب معا ، فنحن كنا وما زلنا بلا حليف ، فلا تحالف مع حكام بلا شرعيه ولا مع شعوب تركع للمستعمر ولا تثور .
،نحن لا نعلم إن كانت روسيا قد حالفت القيادة السورية بمعزل عن تحالفها مع سوريا الوطن والشعب والقضيه . لقد اوقفت روسيا الجمل السوري على قدميه بما حمل ولكنها امتلكت ناصيته وتركت بقية أجزائه جوائز ترضية للاغيار على مذبح استقرار مصالحها . ولكنا بتنا لا نعلم ما تريده القيادة السوية التي تمتلك الشرعية الدوليه التي تفرض عليها أمانة المحافظة على حياة الوطن والشعب . ولا نعرف إن كان قرارها الوطني قد سُلم للسوفييت بمعزل عن صراعنا التاريخي والأساسي مع قوى الصهيونية والاستعمار ، او اختطف منها خطفا . ولا يقنعنا زرع صواريخ اس300 و400 في سوريا ، فروسيا زودت تركيا والسعودية بها ولا تمانع من بيعها لاسرائيل
لسوريا حلفاء أخرين غير روسيا هم ايران وحزب الله واخرين ، فاين هم من سلوك روسيا وتطوره لمقاسمة امريكا وعصاباتها لأرض سوريا ودماء شعبها ، وأين هم من استفراد روسيا في السيطرة على القرار السوري . فروسيا هي من يمنع الجيش السوري من السيطرة على اراضي سوريا بعد ان اشتد عوده ، وتمنعه من التحرك على الارض السورية الا بما يقتضي تحقيق مصالحها وتنفيذ التزاماتها مع اسرائيل وامريكا والدول الاقليمية .
روسيا هي من تتحمل المسئولية المباشرة في ارتكاب المجازر في سوريا الى جانب عصابات القتل الصهيونيه ، وهي من صرح رئيسها على الهواء بان الازمة السورية وفرت لها فرصة لتجرب فاعلية أسلحتها . وروسيا من تضع سفارتها وقواعدها في سوريا خطا أحمر تستبيح على مذبحه الدم السوري مباشرة وبالوكالة . ولا استبعد أن اسرائيل هي من تطلب من النصرة ضرب اهداف روسية في دمشق لتسدد حسابتها مع روسيا حين لا تقوم بمنع سوريا من الرد على اعتداءاتها ، فتقوم روسيا جبنا او حذرا لا يهم بالرد على عملاء اسرائيل وليس على اسرائيل ، بانزال عقوبة جماعية على شكل قصف عشوائي على الأمنين السوريين ومدنهم لمجرد أن تطال بضعة من هؤلاء العملاء المتورطين .
نحن لا نفهم كيف تسيطر النصرة الصهيونية وفلول الدواعش على مدخل دمشق في مخيم اليرموك ونرى الهدوء والسلام فيه ولا نشهده في الغوطة مثلا . وهل النصرة في الغوطه يختلفون عن النصرة في اليرموك أم أنهم في شفاعة الحياد الفلسطيني وبان السوريين لا شافع لهم ؟. إن ارض اليرموك نفسها ارض الغوطة وعفرين وشرق الفرات وغربه ، لكننا نعلم بأن لا تفاهم ولا تلاقي بين سوريا واسرائيل بل هناك تفاهم وتلاق بين روسيا واسرائيل وامريكا مع غياب للقرار السوري الحر في صنعه واتخاذه وتنفيذه .
إن ضمير كل عربي محب لسوريا وغيور يتساءل الى اين سوريا ذاهبه ، قيادتها تصرح بوحدة وحرية سوريا وطنا وشعبا . ولكنها منخرطة في الأزمة عسكريا وسياسيا على القياس الدولي . وقراراتها على القياس الروسي بكل تقلباته ، والذي تعزز بمحصلته بمناطق نفوذ امريكية واقليمية على الارض السورية . وعدنا لا نسمع صوتا سوريا مختلفا ولا حراكا سياسيا ايرانيا امام ما يجري بل تصريحات بانتهاء الحاجة لحزب الله في سوريا . إن الأسد بصفته يمثل القيادة السورية ويحمل أمانة المسئولية وشرعيتها مطالب بأن يخرج بنفسه على الناس سوريين وعرب بخطاب يوضح فيه كل الملتبسات ويوضح بصراحة القائد عما يملكه من استراتيجية سياسية وعسكرية