سربست بامرني
يكرس رئيس مجلس الوزراء العراقي كل جهوده من اجل الفوز بولاية ثانية حتى أصبح الموضوع محل تندر الأوساط السياسية التي ترى في هذا التوجه الكثير من تضخيم الذات وجنون العظمة والقليل من الحكمة والخبرة السياسية، فصحيفة اعمال الرجل تشير الى:
ـ فشل في تقديم الحد الأدنى من الخدمات الاجتماعية في مجالات التعليم والصحة والكهرباء…..الخ
ـ فشل في اجراء المصالحة الوطنية وإلغاء الطائفية والمحاصصة في مؤسسات الدولة ولم يتخذ أي إجراءات تؤسس لدولة المواطنة
ـ فشل في محاربة الفساد
ـ فشل في حماية استقلالية الهيئات المستقلة (الاعلام مثالا)
ـ فشل في معالجة مديونية العراق التي وصلت الى ارقام فلكية (130 مليار دولار)
ـ فشل في حل المشاكل مع إقليم كوردستان وأقحم القوات المسلحة في نزاع داخلي عكس ما اقره الدستور
ـ فشل في حماية الدستور وتطبيق مواده (55 مادة منها المادة 140)
ـ عمليا انقلب على حزبه الذي اوصله لهذا المنصب وعمل على تشظيه مما اجبر حزب الدعوة على المشاركة
في الانتخابات بقائمتين ومنح الفرصة للترشيح الفردي
ـ وأخيرا وليس اخرا فشل حتى في حماية التحالف الانتخابي الذي أقامه على أسس طائفية وعرقية (خروج
9 جهات من التحالف بعد اقل من يومين)
شخصية بمثل هكذا (إنجازات !!) كيف لها ان تحوز مرة أخرى على ثقة الشارع العراقي عموما والشيعي خصوصا اذ ليس في سجل الأربع سنوات الماضية أي عمل إيجابي لصالح العراقيين اللهم الا إذا اعتبر البعض ظهوره الأسبوعي الإعلامي إنجازا؟؟!!!
لقد اثبت الرجل عجزه الكامل في إدارة الازمات التي تعصف بالبلاد وتزداد عمقا وتعقيدا دون اي خطوات جدية حاسمة لمعالجتها وعلى سبيل المثال لا الحصر موقفه من القضية الوطنية الكوردستانية ورفضه الحوار والتفاوض والعقوبات الجماعية التي فرضها على الشعب الكوردي تدل على جهل كبير بالعلاقات العربية الكوردية وبالتاريخ النضالي المشترك والعلاقات الاجتماعية المتشابكة معتبرا نفسه منتصرا!!! منتصرا على من؟ على الشعب الكوردي الذي مارس الاستفتاء كمسلك ديموقراطي؟ هذا ناهيك عن تبجحه بالانتصار على الإرهاب متناسيا بطولات البيشمه ركه ودورهم الأساسي في دحر العصابات الإرهابية
اغلب الظن ان اللذين يضعون ما لديهم من بيض في السلة الانتخابية لرئيس مجلس الوزراء العبادي يغامرون بمستقبلهم السياسي ودورهم في البرلمان العراقي الجديد فالانتخابات القادمة ستكون مختلفة الى حد كبير عما سبقها حتى إذا شابها التزوير وشراء الأصوات والذمم وما الى ذلك فقد شبع العراقيون حد التخمة من الوعود الكاذبة وفضائح الفساد المستشري وسرقة المال العام وانعدام الخدمات والبطالة والفقر المدقع والديون (130مليار دولار) التي تحد حتى من قدرات الأجيال القادمة في تحقيق التنمية والرفاه والسلم الاجتماعي
قد يفوز العبادي بعضوية البرلمان ولكن فرصة ان يتولى رئاسة مجلس الوزراء ثانية تكاد تكون في حكم العدم مالم يتدخل الأصدقاء المعروفين لصالحه فالرجل اخر من يصلح لقيادة العراق الغارق في الازمات والمشاكل ولا عزاء للفاشلين ولا للذين يقفون في صف الفاشلين