(هل هناك تبدل جدي بالموقف الامريكي من حكومة السوداني)

1

حسن فليح/ محلل سياسي

من الواضح بعد الأنباء التي تصدرت وسائل الاعلام عن إبلاغ حكومة السوداني من قبل الولايات المتحدة انها لن تتعامل مع وزراء ومسؤولين ينتمون إلى فصائل إرهابية ، الامر الذي يشير إلى تعاطي جديد للولايات المتحدة في تعاملها وسلوكها القادم مع الفصائل ، وهذا التحول يأتي بعد أيام على مباركة الولايات المتحدة للحكومة العراقية الجديدة و أعلنت دعمها وتأيدها بتشكيل الحكومة ، اذن مالذي حدث خلال الأيام القليلة الماضية لكي يدفع بالأمريكان لهذا التحول الخطير بتجاه حكومة السوداني والفصائل المسلحة ، الامر الاول استمرار التظاهرات في ايران حتى وصلت لحد المواجهات المسلحة أحيانا بين المتظاهرين وقوى الامن الإيراني ، مما يدل على أصرار الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام والخلاص منه ، هذا الإصرار يقابلهُ دعما دوليا لا تستطيع الولايات المتحدة من إنقاذ النظام والحفاظ على بقائه الامر الثاني التحول الأوروبي المفاجئ وخاصةً الفرنسي و الألماني وهما من أقوى الداعمين والمؤيدين للنظام في إيران على مدى أربعة عقود خلت ، الامر الثالث الانتقادات الشعبية الأمريكية لسياسة إدارة بايدن وتعاملها المهادن مع السلوك والتهديدات والافعال الإيرانية المزعزعة للأمن في العراق والمنطقة والفشل الذريع لمفاوضات جنيف في موضوع احتواء برنامج إيران النووي ، الإمر الرابع التوريط الروسي لإيران ومساعدة الأخيرة لروسيا بصفقة الطائرات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا ، الإمر الخامس والمهم التحول بطبيعة المواقف الدولية ومعادلاتها الجديدة التي فرضتها الحرب الروسية الأوكرانية ، الامر السادس محاولة الاغتيال التي جرت للمواطن الأمريكي والمواطن الكندي في بغداد من قبل مسلحين مجهولين أشارت التوقعات بأنتمائهم إلى حزب الله والعصائب ، الامر السابع في ضل هذه الأجواء جاءَ طلب السوداني الى السفيرة الأمريكية في لقائهما الأخير بإعادة النضر في بقاء القوات الأمريكية في العراق الذي أثار غضب السفيرة وردها للسوداني بأن الولايات المتحدة لن تغادر العراق ، هذا الامر أشعر الأمريكان بخطورة الموقف ، السؤال هل يمضي الأمريكان بموقفهم هذا إلى نهايته ؟ ربما وهذا يعني إن العراق سيشهد تصعيدا أمريكيا إزاء الفصائل المسلحة وقياداتهم في الأيام القادمة ، لتكون بداية التحول السياسي في طبيعة نظام الحكم في العراق ، كل المؤشرات والمعطيات الداخلية والدولية تشير لذلك ، كون اللعبة تبدلت واستهلكت أدواتها واسدل الستار على مشهد استمر اكثر من أربعين عاما أجاد النظام الإيراني لدورهُ فيها ولم يعد بعد ألان مبرر لوجوده لان النظام الإيراني تم اعدادة لمرحلة انتهت ولم تعد قائمة والعالم ألان على أعتاب تشكيلات عالم جديد للضهور والبداية من العراق والنظام في طهران ومن يدور في فلكه هم من ضحاياه .

التعليقات معطلة.