تنتشر مقاطع فيديو على منصة التواصل الاجتماعي «تيك توك» مؤخراً، تروج لفكرة أن نقع بذور اليقطين في الماء المالح يُحسّن الهضم وامتصاص العناصر الغذائية.
وبحسب تقرير لموقع «فيريويل هيلث»، يقول الخبراء إن هذا الادعاء ليس خاطئاً بالضرورة، ولكن قد تكون فوائده مبالغاً فيها.
لماذا ينقع الناس بذور اليقطين في الماء المالح؟
مع أن بذور اليقطين يمكن تناولها نيئة، فإن معظم الناس يحمصونها لتحسين قوامها ونكهتها. ومع ذلك، يدّعي أحد مستخدمي «تيك توك» أنه قبل تحميص بذور اليقطين، يجب نقعها طوال الليل في الماء المالح.
ووفقاً للفيديو، يساعد نقع البذور على تفتيت مركب يُسمى حمض الفيتيك، مما يُسهّل هضمها. يوجد حمض الفيتيك، أو الفيتات، بشكل شائع في الأطعمة النباتية، مثل الحبوب والبقوليات والبذور والمكسرات.
غالباً ما يُشير خبراء التغذية إلى حمض الفيتيك بأنه «مضاد للمغذيات»، لأنه يؤثر على كيفية هضمنا للمغذيات الأخرى.
وقالت أماندا سوسيدا، الحاصلة على ماجستير العلوم واختصاصية تغذية مسجلة، لموقع «فيريويل هيلث»: «نُطلق عليها مضادات المغذيات لأنها تعيق قدرة أجسامنا على امتصاص جميع الفيتامينات والمعادن الموجودة في طعامنا».
هل يُمكن لنقع بذور اليقطين تحسين عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية؟
قد يبدو نقع بذور اليقطين حلاً سريعاً وسهلاً للهضم، ولكن لا يوجد الكثير من الأدلة العلمية وراء هذه التقنية.
في الواقع، بحثت دراسة حديثة واحدة فقط في تأثير نقع أنواع مختلفة من المكسرات على توافر المعادن والفيتات. وبعد نقع المكسرات في محلول ملحي لمدة 12 ساعة، وجد الباحثون انخفاضاً في تركيزات المعادن وعدم وجود تحسُّن ملحوظ في مستويات الفيتات.
قال ماثيو لاندري، الحاصل على درجة الدكتوراه اختصاصي تغذية مسجل الأستاذ المساعد في كلية جو سي وين للسكان والصحة العامة بجامعة كاليفورنيا، إيرفين، للموقع، إنه «على الرغم من أن (تيك توك) ليس بالضرورة خاطئاً، فإن فوائده مُبالَغ فيها».
وأضاف: «تشير الأدلة إلى أن النقع في الماء المالح لا يؤدي إلا إلى انخفاض طفيف في محتوى الفيتات، ولا يُحسّن بشكل كبير التوافر البيولوجي للمغذيات أو الهضم».
ومع ذلك، قال إن نقع البذور في الماء يمكن أن يساعد في تليين الجزء الخارجي منها، مما يُسهّل على الجسم هضمها والوصول إلى العناصر الغذائية الموجودة بداخلها.
ما يجب معرفته عند نقع بذور اليقطين
الخبر السار هو أن بذور اليقطين لا تزال توفر كثيراً من الفوائد الغذائية حتى لو لم تُنقع. وأوضح سوسيدا أنه «لا يزال بإمكانك الحصول على العناصر الغذائية من بذورك، خصوصاً الألياف».
وتُعد بذور اليقطين مصدراً جيداً للعناصر الغذائية الأساسية مثل المغنيسيوم والبوتاسيوم والزنك. كما أنها تحتوي على دهون صحية للقلب ومضادات الأكسدة، مما يجعلها وجبة خفيفة صحية رائعة لإضافتها إلى نظامك الغذائي. إذا كنت لا تزال مهتماً بنقع بذورك، فتذكر هاتين النصيحتين:
يجب تجفيف البذور المنقوعة جيداً، أو تحميصها، أو تبريدها لمنع نمو العفن.
قد يُغير النقع قوام البذور، لذا يُنصح بتحميصها لاحقاً لمزيد من القرمشة.

