اخبار سياسية

هل يستفيد نتانياهو من “هدايا” المنقسمين في إسرائيل؟

أظهرت أحدث استطلاعات الرأي في إسرائيل، لأول مرة ازدياد مؤشرات قدرة زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بنيامين نتانياهو، على تشكيل ائتلاف حكومي بعد انتخابات الكنيست الإسرائيلي المقبلة مطلع نوفمبر (تشرين الثاني).

وجاءت هذه المؤشرات بعد انقسامات بين عدد من الأحزاب والكتل في إسرائيل، أبرزها القائمة المشتركة التي تضم أحزاباً عربية، فضلاً عن انقسامات في حزب “الروح الصهيونية” بزعامة إيليت شاكيد، الذي تفكك بعد فترة وجيزة من تأسيسه.

انقسام القائمة المشتركة
وقالت صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية، إن المجتمع العربي في إسرائيل استيقظ على تغيير كبير في الساحة السياسية سبق انتخابات الكنيست الـ 25، بعد انسحاب “حزب التجمع الوطني الديمقراطي” من القائمة المشتركة.

وأوضحت الصحيفة، أن “تفكك القائمة المشتركة سيؤدي إلى خسارة ما بين 30 إلى 40 ألف صوت عربي في الانتخابات المقبلة”، مشيرة إلى أن ذلك بمثابة هدية لا تقدر بثمن لزعيم حزب “الليكود” بنيامين نتانياهو وعضو الكنيست المتطرف ايتمار بن غفير، حيث سيكون فاقد الأصوات العربية في إسرائيل ازدياداً في حصة اليمين الإسرائيلي، وتقليلاً لحصة القائمة المشتركة التي ترجح استطلاعات الرأي في إسرائيل حصولها على 6 إلى 8 مقاعد في الانتخابات المقبلة.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أن “دخول الأحزاب العربية الثلاثة في قائمة موحدة بالانتخابات يمنع كتلة نتانياهو من الحصول على 61 مقعداً في الكنيست المقبلة، الأمر الذي يبعده عن تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة”.

وقالت الصحيفة: “نتانياهو سيعمل خلف الكواليس حتى لا يتم تقديم التماس يقضي باستبعاد حزب التجمع من الانتخابات المقبلة، الأمر الذي سيزيد من فرص نتانياهو في الحصول على تفويض لتشكيل الحكومة المقبلة”.

وأشارت الصحيفة العبرية، إلى أنه في الوقت الذي يلتزم فيه نتنياهو الصمت حيال تفكك القائمة المشتركة؛ فإن أحزاب اليمين ترى أن كتلة لابيد قد تسعى إلى استقطاب عودة والطيبي لتشكيل حكومة جديدة كما فعلت مع منصور عباس زعيم القائمة العربية الموحدة العام الماضي.

وحدة معسكر اليمين
ومن ناحيته، قال الوزير الإسرائيلي الأسبق، حاييم رامون، إن “نتانياهو هو الذي سيجني ثمار تفكك القائمة المشتركة”، لافتاً إلى أن حزب التجمع لن يتمكن من تجاوز نسبة الحسم في الانتخابات المقبلة، وفق القناة العبرية.

وأشار رامون، إلى أن “ذلك سيزيد من فرصة كتلة نتانياهو للحصول على 61 مقعداً في الكنيست المقبلة وتشكيل الحكومة الإسرائيلية”، متابعاً: “نتانياهو أبدى أكبر قدر من الحنكة السياسية والمهارة مقارنة مع لابيد”.

وأضاف رامون: “تمكن نتانياهو من الحفاظ على معسكره موحداً، فيما لم يتمكن لابيد من إنجاز الوحدة بين حزبي ميرتس والعمل، كما أنه لم يتمكن من منع الانشقاق في القائمة المشتركة”، لافتاً إلى أن ما حدث هدية غير متوقعة لكتلة نتانياهو.

وتابع: “انقسام القائمة المشتركة يمكن أن يحسم الانتخابات لصالح نتانياهو، كما أنه سيؤدي إلى خفض نسبة الإقبال على التصويت في المجتمع العربي”، مستطرداً: “يمكن القول إن الأحزاب العربية سحبت السلطة من نتانياهو ثم أعادتها إليه مجدداً”.

انخفاض التصويت العربي
وقالت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية إن “زعيم المعارضة بنيامين نتانياهو هو المستفيد الأكبر من تفكك القائمة المشتركة”، لافتة إلى أن حزب التجمع الذي قد لا يتجاوز نسبة الحسم اللازمة لدخوله الكنيست يعني فقدان أصوات وتشتيت الأصوات العربية، وانخفاض عدد الأصوات اللازمة للفوز بكل مقعد.

وأضافت أن “ما سيحدث الفارق هو إقبال الإسرائيليين العرب يوم الانتخابات، ومن المتوقع حاليا أن يكون التصويت العربي عند أدنى مستوى له على الإطلاق”.

وتابعت “يشكل الناخبون العرب 17٪ من الناخبين الإسرائيليين المؤهلين، وأظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن ما لا يزيد عن 45٪ منهم قالوا إنهم سيصوتون، في حين تشير التقديرات إلى أن الانقسام سيخفض هذا العدد بسبب الانقسام الداخلي”، مشيرة إلى أن “إهدار أصوات حزب التجمع تعني أن فرص فوز نتانياهو أعلى”.

اختيار منشقين
وبعد أن أنهى حزب الليكود الذي يقوده نتانياهو تشكيل قائمته لخوض الانتخابات المقبلة، أظهرت القائمة أن اختار عدداً من المنشقين عن الائتلاف الحكومي الذي جرى تفكيكه مؤخراً.

وأضاف نتانياهو، عضوي الكنيست السابقين عميحاي شيكلي، وعيديت سيلمان وكلاهما منشقان من الائتلاف الحكومي الحالي الذي شكله رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد وسلفه نفتالي بينيت، وفق ما أوردت صحيفة “يسرائيل هيوم” العبرية.

تحالف شاكيد – هاندل
وأنهت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، إييليت شاكيد، تحالفاً قصيراً مع وزير الاتصالات يوعاز هاندل، كان يقضي بتشكيل حزب “الروح الصهيونية” لخوص الانتخابات المقبلة.

وكانت نقطة الخلاف بين الجانبين هي التوصية لنتانياهو بتشكيل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، وهو الخيار الذي تفضله شاكيد، فيما يرى هاندل أن الحزب الجديد يجب أن يدفع لصالح تشكيل حكومة وحدة وطنية في إسرائيل، وليست حكومة يمينية ضيقة.

وتشير تقديرات إسرائيلية إلى الخلاف بين الجانبين، سيدفع أنصار الحزب اليميني للتصويت لصالح نتانياهو، لأن كل استطلاعات الرأي لا تمنح الطرفين فرصة لتجاوز نسبة الحسم والحصول على مقاعد في الكنيست، ما سيدفع لزيادة التصويت لنتانياهو.