مقالات

هل يفضي الحراك السياسي إلى التغيير المنشود في العراق؟

 

احمد صبري

مع استمرار المأزق السياسي الذي يعيشه العراق وفشل وإخفاق الطبقة السياسية التي تدير شؤونه أصبحت الحاجة ملحة وضرورية إلى معالجة جذرية لواقع العراق بعد أن استعصت أزماته واشتدت وطأتها على العراقيين، الأمر الذي يتطلب رافعة وطنية عابرة للطائفة والعرق تزيح من تسبب في تدمير العراق والسطو على ثروته ورهن إرادته بالخارج.
من هذا الإحساس بخطورة الأوضاع بالعراق ومحاولة التصدي لتداعياتها، تصاعدت وتيرة الحراك السياسي لقوى وطنية مؤثرة في المشهد السياسي للبحث عن مخرجات واقعية وحقيقية لانتشال العراق من المأزق السياسي الذي يتخبط به منذ غزوه واحتلاله وحتى الآن. وبسبب الانسداد السياسي تتداول نخب وقوى عراقية أفكارا ومقترحات لمعالجة أزمات العراق التي باتت مستعصية جراء فشل القائمين على إدارة العراق على حلها.
لأجل ذلك عقدت اجتماعات ولقاءات لقوى عراقية في عدة عواصم عربية وأجنبية لبلورة رؤى لخريطة طريق تقرب الجميع من الحل المنشود الذي قد يعالج الكوارث التي حلت بالعراقيين بغياب مشروع وطني عابر للطائفة والعرق.
وما يشجع القائمين على هذه المبادرات رغبة الجمهور لتجاوز مخلفات المرحلة التي أعقبت الاحتلال برؤية جديدة تعيد الأمل للساعين إلى عراق آمن وموحد ومستقر، ما يعزز فرص نجاح جهد القائمين على هذا المسعى هو المزاج الشعبي الذي يتطلع للتغيير المنشود والموقف العربي والدولي لتصحيح أخطاء المرحلة الماضية التي أفرزت طبقة سياسية فشلت في شتى الميادين وأدخلت العراق في أزمات باتت تحتاج إلى عملية إنقاذية تستند إلى رافعة حقيقية مدعومة من الخارج لإخراج العراق من محنته التي باتت تهدد الجميع.
وباكورة هذا الحراك السياسي المعلن الاجتماعات التي شهدته مدن أميركية لقوى عراقية كان حزب البعث العراقي في طليعتها للبحث عن مخرجات سياسية فيما ستعقد نفس القوى اجتماعا واسعا في الثالث عشر من الجاري اجتماعات موسعة لنفس الغرض.
وفي إسطنبول أعلنت قبل أيام مبادرة للحل عنوانها الميثاق الوطني العراقي أطرافها قوى عراقية في طليعتها هيئة علماء المسلمين في العراق قدمت رؤية واضحة للحل، تستند إلى إعادة النظر بالدستور ومناهضة ما ترتب على العملية السياسية وإفرازاتها، والعمل على إقامة دولة المواطنة التي يسودها العدل ويحكمها القانون ورفض التدخلات الخارجية، وصولا إلى إقامة نظام وطني يلبي حاجات وتطلعات العراقيين بوطن آمن وموحد ومستقر.
الراصد لمسار المبادرات والمساعي والأفكار المتداولة يلاحظ أنها تلتقي بمعظم أهدافها المعلنة لمعالجة أوضاع العراق، ما يتطلب جهدا لتوحيدها رغم أنها تصطدم بجدار القائمين على الحكم بالعراق، والسبب أنهم أول المتضررين من التغيير المطلوب.
إن تصحيح المسار والتغيير المطلوب ينبغي أن يستند إلى خريطة طريق واضحة المعالم مدعوة بتعبئة واصطفاف وطني واسع عابرة للاستقطاب الطائفي والعرقي هو الذي يقرب المسافات، ويوصل الجميع إلى الهدف المنشود.
وما يعزز فرص النجاح للحراك السياسي أنها باتت تستقطب اهتمام الرأي العام العراقي والعربي وحتى الدولي لأنه يصب في مصلحة الجميع ويبعد عنهم شرور الطائفية المقيتة والكراهية التي باتت تهدد الجميع.