قسم الصحه

هل يكون “الفياغرا” علاجاً لمرض الزهايمر؟

امرأة تعاني مرض الزهايمر (رويترز)

أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” أن بحثاً حديثاً أجراه المركز الطبي “كليفلاند كلينيك” أظهر احتمال  أن يكون عقار الضعف الجنسي، المعروف باسم “الفياغرا”، قادراً على تأخير تدهور القدرات العقلية لدى مرضى الزهايمر. ويتساءل البحث عن القدرة المحتملة للذكاء الاصطناعي على المساعدة في إعادة استخدام الأدوية القديمة لعلاج أمراض جديدة، وذلك من خلال تحليل البيانات والتجارب المعملية. وقد بني البحث الجديد على دراسة سابقة للمركز، أشارت إلى فعالية عقار “السيلدينافيل”، الاسم العام لـ “الفياغرا”، في علاج مرض الزهايمر. بداية، قام الباحثون بتحديد الجينات المرتبطة بالباثولوجيا المرضية، ولوحة الأميلويد، وتشابكات تاو في الدماغ. ثم قاموا بتحليل التفاعل الجزيئي بين أكثر من 1600 دواء تمت الموافقة عليها بالفعل من قبل إدارة الغذاء والدواء، بالإضافة إلى البروتينات المرتبطة بمرض الزهايمر. بعد ذلك، وبعد تحديد 66 دواء يتفاعل مع جينات وباثولوجيا مرض الزهايمر، توصلوا إلى تحديد عقار “السيلدينافيل” باعتباره الأفضل. الخطوة التالية كانت تحليل مطالبات التأمين لأكثر من 7 ملايين أميركي، حيث تبين أن الأشخاص الذين تناولوا العقار كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 69٪ مقارنة بأولئك الذين لم يتناولوه. وأشارت  “وول ستريت جورنال” إلى أن الباحثين زرعوا خلايا عصبية من الخلايا الجذعية لمرضى الزهايمر في أنابيب الاختبار، وعرّضوها لمادة “السيلدينافيل”. وعلى نحو مفاجئ، أظهر هذا الدواء زيادة في نمو خلايا الدماغ وتقليل تاو السام الذي عادة ما يتطور في المراحل المبكرة إلى المتوسطة من المرض. وفي تحليل لقاعدة بيانات المرضى، وجد الباحثون أن المرضى الذين تناولوا “السيلدينافيل” كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة تتراوح بين 30٪ و 54٪. كما أظهرت الدراسة أن العقار ينشّط الجينات المرتبطة بنمو الخلايا العصبية ويحسن وظائف المخ ويقلل الالتهاب. وأكد الباحث الرئيسي في مركز كليفلاند كلينك فيكسيونغ تشينغ  أنهم قاموا باستخدام الذكاء الاصطناعي لدمج البيانات عبر مجالات متعددة، حيث أشارت جميعها إلى إمكانيات السيلدينافيل في مواجهة “هذا المرض العصبي المدمر”. وعبرت  “وول ستريت جورنال” عن شكوكها حول إمكانية أن يكون الفياغرا السبب وراء التفاوت في عدد مرضى الزهايمر بين النساء والرجال.  وفي سياق متصل، أكدت على أهمية عدم الاندفاع لطلب وصفة من الطبيب لكبار السن، مشيرة إلى الحاجة إلى المزيد من التجارب قبل اعتماد “الفياغرا” كعلاج رسمي لمرض الزهايمر.