أظهرت دراسة حديثة، أجراها باحثون تابعون لجامعة «هارفارد»، أن جرعة يومية من فيتامين «د» يمكن أن تساعد في الحفاظ على حمضنا النووي، والحفاظ أيضاً على شباب بيولوجي لمدة أطول بـ3 سنوات عن الأشخاص الذين لا يتناولون فيتامين «د».
وتتبعت الدراسة أكثر من 1000 بالغ لمدة 4 سنوات، واختبر العلماء نتائج تناول نحو 2000 وحدة دولية (IU) يومياً من فيتامين «د 3»، وهو ما يعادل 3 أضعاف الجرعة اليومية المعتادة (تتراوح بين 600 و800 وحدة للبالغين)، ولكنه أقل من الحد الأقصى للجرعة الآمنة البالغة 4000 وحدة دولية.
وأظهر المشاركون الذين تناولوا فيتامين «د» انخفاضاً ملحوظاً في تلف الحمض النووي وتباطؤاً في مسار الشيخوخة البيولوجية والأمراض المزمنة المرتبطة بالعمر، مقارنةً بمن تناولوا دواءً وهمياً، وفق ما ذكره موقع «ذا هيلث سايت».
هل فيتامين «د» يقدر فعلاً على عكس آثار الشيخوخة؟
يقول الدكتور صهيب امتياز، الرئيس الطبي لشركة «فيري ويل هيلث» والطبيب المُعتمد في طب نمط الحياة، إنه إذا كنت تعاني من نقص فيتامين «د»، فقد يكون تناول فيتامين «د» قادراً على إبطاء بعض عمليات الشيخوخة. ولكن إذا كانت لديك مستويات كافية منه بالفعل، فلا يوجد دليل قوي على أن زيادة فيتامين «د» ستعكس آثار الشيخوخة أو أن تبطئها.
على سبيل المثال، نحن نحتاج إلى فيتامين «د» لإنتاج الكولاجين والإيلاستين. وإذا كانت لديك مستويات غير كافية، فمن المحتمل أن تلاحظ مزيداً من شيخوخة الجلد.
وبروتين الكولاجين مسؤول عن القوة والمرونة في الجلد، والشعر، والأظافر، والعظام، والأوتار، والغضاريف. ومع التقدم في العمر، يقل إنتاج الكولاجين في الجسم، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد وضعف العظام والمفاصل. أما بروتين الإيلاستين فيوجد في الأنسجة الضامة بالجسم ويمنح الجلد والأعضاء المرونة، مما يسمح لها بالاستطالة والعودة لشكلها الأصلي بعد الحركة أو الضغط.
ويتسبب نقص فيتامين «د» في انخفاض مستويات الكولاجين والإيلاستين ما يُظهر مزيداً من علامات الشيخوخة على الجلد.
ومن علامات الشيخوخة أيضاً طول التيلومير. والتيلوميرات هي أغطية واقية في نهايات الكروموسومات. وفي كل مرة تنقسم فيها الخلية، يقصر التيلومير. ومع تقدمنا في العمر، تصبح التيلوميرات أقصر، ونلاحظ مزيداً من الأخطاء والطفرات في الحمض النووي. وإذا حافظنا على طول التيلوميرات، فسوف نكون أقل عُرضة لتلف الحمض النووي وعواقب الشيخوخة.
وهناك عوامل معينة قد تُسرّع من تقصير التيلوميرات، مثل الحرمان من النوم، والتوتر، والتلوث، وتناول الأطعمة المُصنّعة، وعدم ممارسة الرياضة. كما أن هناك عادات مثل تمارين المقاومة وغيرها من التمارين التي يمكن أن تُبطئ تقصير التيلوميرات مع مرور الوقت.
ووفق الدكتور صهيب امتياز، يمكن لتناول مكملات فيتامين «د» أن يحافظ على التيلوميرات لديك مدة أطول، لهذا السبب يفترض البعض أن فيتامين «د» يمكن أن يبطئ الشيخوخة، لكن يُعد تقصير التيلوميرات واحدة فقط من 12 آلية مقترحة للشيخوخة، وجميع الآليات المحتملة لها نقاط قوة ونقاط ضعف، ولا يتفق العلماء على العوامل التي تُحفز الشيخوخة.