اخبار سياسية

هل يمنع عبدالله رشدي من الخطابة في مساجد أميركا؟

عبدالله رشدي (يمين) ووائل غنيم.

قال الناشط السياسي المصري وائل غنيم إنه تقدم ببلاغ رسمي ضد الداعية الإسلامي عبدالله رشدي في مكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI) بولاية مينيسوتا الأميركية، يتهمه فيه بنشر خطاب ديني متطرف. وجاء هذا خلال وجود الداعية المصري في الولايات المتحدة، وإلقائه خطباً ومحاضرات أمام الجاليات المسلمة هناك.

وقال غنيم في تدوينة نشرها مساء السبت على صفحته في موقع “إكس”: “اتصلت اليوم بالـ”اف بي آي” في ولاية مينيسوتا، وقدمت بلاغاً رسمياً ضد المدعو عبدالله رشدي، واتهمته بنشر الأفكار المتطرفة ضد أميركا واليهود والمثليين، وبأنه يبرر التحرش الجنسي، وسبق لسيدة عراقية اتهامه بالاعتداء الجنسي والجسدي عليها”.

البلاغ الذي أعلن عنه غنيم، وحديثه عن أن رشدي حصل على تأشيرة تمنح للمشايخ تجيز لهم إلقاء الخطب الدينية في المساجد بالولايات المتحدة، وكذلك توعده للداعية بأن المباحث الفيدرالية سوف تلقي القبض عليه، أمور أثارت الكثير من السجالات على مواقع التواصل الاجتماعي، وطرحت تساؤلات عما إذا كانت السلطات الأميركية ستمنع رشدي من الخطابة في مساجد البلاد أم لا.

تقدم غنيم ببلاغ لدى مكتب التحقيقات الفيدرالية بولاية مينيسوتا الأميركية

الحق في الوعظ

تقول المحامية الأميركية المتخصصة في حقوق الإنسان والأمن القومي إرينا تسوكرمان لـ”النهار العربي”: “هذا البلاغ لن ينتج عنه أي إجراء قانوني (ضد عبد الله رشدي)، إذ إن خطاب الكراهية ليس محظوراً في الولايات المتحدة ما دام الواعظ لا يدعو إلى اتخاذ إجراء فوري أو يشكل تهديداً مباشراً لشخص أو مجموعة محددة”.

وتضيف المحامية الأميركية: “ما لم يكن ذلك الواعظ يُنظم فعاليات ضد هذه المجموعات (التي أشار إليها غنيم في تدوينته)، أو يحاول تحريض الجمهور على مهاجمة شخص محدد أو بعض الأهداف المحددة مثل اليهود، أو النساء، أو غير المسلمين، في وقت ومكان محددين، فهو بمنأى عن المساءلة القانونية. وبالتأكيد لن يُمنع من الخطابة”.

وتشير تسوكرمان إلى أن “الولايات المتحدة تحمي أماكن العبادة والحق في الوعظ بأي شيء، إلا إذا تخطى الحدود التي وضعها القانون”، لافتة إلى أنه “ببساطة، فإن الحديث بأسلوب عنيف ضد شخص أو مجموعة ليس سبباً كافياً لاتخاذ إجراءات قانونية ضد الواعظ”.

المحامية الأميركية إرينا تسوكرمان 

صخب على “إكس”

وقبل معرفة مدى تأثير البلاغ الذي تقدم به وائل غنيم ضد رشدي، أثير الكثير من السجالات بمجرد نشر التدوينة، فالداعية له آراء عدة أثارت الجدل في مصر، على مر السنوات الماضية، إلا أنه في الوقت ذاته له عدد غير قليل من الأنصار.

كما أن الناشط السياسي الذي يعتبر من أبرز الوجوه الشبابية لثورة 25 كانون الثاني (يناير) 2011، له آراء أثارت الكثير من السجالات، في الآونة الأخيرة، خصوصاً في ما يتعلق بنقده اللاذع لحركة “حماس”، وكذلك تيارات الإسلام السياسي، وله الكثير من المحبين والناقدين في آن.

فقد دهش البعض من فكرة أن داعية يوصف بأنه “مثير للجدل”، ويحسبه البعض على التيار السلفي المتشدد، يقوم بإلقاء الخطب في الولايات المتحدة. فعلى سبيل المثال، تساءل المحامي المصري طارق العوضي: “هل حقاً سيخطب في المساجد هناك؟”، ورد عليه غنيم: “يخطب بالفعل الجُمع (أيام الجمعة) في مساجد أميركا”.

ووجه أحد متابعي الناشط السياسي الشكر له على ما فعله، وكتب له سهيل اليمني: “عملك هذا يشفع لك ما تقدم وما تأخر… أحييك”.

وعلى الجانب الآخر انهال على غنيم سيل من الهجوم والسباب من قبل مدافعين عن الداعية الشاب، وتضمن ذلك الهجوم ألفاظاً خادشة للحياء العام. 

آراء مثيرة للجدل

من بين الآراء التي أفصح عنها رشدي، وأحدثت ضجة كبيرة خلال السنوات الماضية، وقوبلت برفض من كثيرين، بما في ذلك رجال دين من المؤسسات الدينية الرسمية في مصر، وصفه للمسيحيين بأنهم “كفار”.

وكذلك أثار الجدل نفيه لحق المرأة في الامتناع عن ممارسة العلاقة الحميمة مع زوجها، من منطلق أن عقد الزواج ما هو إلا “عقد نكاح” بين الرجل والمرأة، حسب رأيه. وبناء على هذا التصور للزواج رفض الداعية وصف “الاغتصاب الزوجي” الذي كان محل نقاش واسع في المجتمع المصري خلال الفترة من عام 2020-2021.

كذلك فإن عبد الله رشدي اعتبر في إحدى تدويناته ذائعة الشهرة أن عدم ارتداء الحجاب يبرر التحرش بالنساء، وقال: “عدم الحجاب تعري نعم، لأنك تبرزين مفاتنك التي تستفز بالفطرة ذكورتي”.

وبالرغم من كل الانتقادات والهجوم الذي تعرض له رشدي بسبب آرائه التي يرى كثيرون أنها “رجعية وتجاوزها الزمن”، إلا أن الخطاب الذي يتبناه لا يزال مؤثراً عند قطاع واسع من المصريين الذين تشبعوا بالخطاب الديني الذي كان يبثه التيار السلفي بشكل مكثف للغاية، في مكان في مصر تقريباً، على مدار العقود الخمسة الماضية.