هل يوجد رابط بين الصداع النصفي وأمراض القلب والأوعية الدموية؟

2

لم تُرصد سوى مخاطر صغيرة لحدوثها

كمبردج – ولاية ماساشوستس الأميركية: جولي كورليس

ما القاسم المشترك بين أمراض القلب والأوعية الدموية والصداع النصفي؟

تغيرات الأوعية الدموية

أولاً – إن كلتا الحالتين تنطويان على حدوث تغييرات في الأوعية الدموية وتدفق الدم والالتهاب. وثانياً – هناك رابط آخر: قد يواجه مرضى الصداع النصفي الذين تقل أعمارهم عن 45 عاماً، والذين يعانون من أحاسيس بصرية أو جسدية غريبة قبل الصداع، خطراً متزايداً للإصابة بالسكتة الدماغية. وأخيراً، ارتبطت الفئة الأكثر شيوعاً والأكثر فعالية من الأدوية لعلاج الصداع النصفي «التريبتان»، بارتفاع خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية لدى الأشخاص المعرضين لمخاطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية.

ولكن إذا كنت من بين واحد من كل ستة أشخاص يتعايشون مع هذا الصداع الموهن والمؤلم، فهناك أخبار مطمئنة، وهي: أن كل هذه المخاطر صغيرة للغاية.

وإليك المزيد من وجهات النظر حول الموضوع، إضافة إلى نصائح لمرضى الصداع النصفي.

ما هالة الصداع النصفي؟

يُعاني نحو ثُلث الأشخاص المصابين بالصداع النصفي من الهالة: اضطراب بصري أو حسي آخر يحدث في غضون ساعة قبل أن يسيطر الصداع على المصاب (ولكن بعض الأشخاص يعانون من هالات من دون صداع لاحق). يمكن أن تشمل تغييرات الرؤية البقع العمياء (العُتمات الحلقية)، والبقع المتلألئة، والخطوط المتعرجة التي تطفو عبر مجال رؤيتك، وومضات من الضوء.

تشريح الصداع النصفي

«أثناء الصداع النصفي، تتمدد الأوعية الدموية المبطنة للدماغ استجابة لنشاط غير طبيعي في خلايا القشرة الدماغية، وهي أكبر منطقة في الدماغ. وهذا ما يؤدي إلى سلسلة من الالتهاب والعمليات الأخرى التي يمكن أن تنتشر في جميع أنحاء الدماغ»، كما تقول الدكتورة ناتاليا روست، أستاذة علم الأعصاب بكلية الطب جامعة هارفارد ورئيسة قسم السكتة الدماغية في مستشفى ماساتشوستس العام.

لهذا السبب يمكن أن يسبب الصداع النصفي مجموعة واسعة من الأعراض، بما في ذلك الغثيان، أو الإرهاق، أو الحساسية للضوء. ويميل الناس إلى المرور بتجربة مجموعتهم الخاصة من الأعراض التي تتطور تدريجياً خلال الصداع النصفي، وغالباً ما يكون ذلك في نمط يمكن التنبؤ به.

على النقيض من ذلك، تظهر أعراض السكتة الدماغية فجأة. وتقول الدكتورة روست: «إذا شعرت بالخدر أو الضعف في جانب واحد من وجهك أو جسمك، أو كنت غير قادر على التحدث بشكل طبيعي، أو فقدت البصر، فهذا هو موقف يستدعي الذهاب إلى الطوارئ».

ولدى الأشخاص الذين يصابون بالصداع النصفي، قد تكون هذه الأعراض نفسها مرتبطة بهالة. لذا التزم الأمان وأطلب العناية الطبية على الفور، كما تنصح الدكتورة روست.

حالة أكثر شيوعاً لدى النساء

الصداع النصفي أكثر شيوعاً لدى النساء بنحو ثلاثة أضعاف من الرجال، ولأسباب غير واضحة تماماً. وتتعرض ما يصل إلى 30 في المائة من النساء بين سن العشرين والأربعين للصداع النصفي، لكن السكتات الدماغية نادرة للغاية بين النساء الشابات.

وحتى إذا تضاعف خطر الإصابة بالسكتة الدماغية (كما وجدت إحدى الدراسات بشأن الأشخاص الذين يعانون من الصداع النصفي مع الهالة)، فإن الانتشار الإجمالي لها لا يزال منخفضاً للغاية. ومع ذلك، يجب على النساء المصابات بالصداع النصفي مع الهالة التأكد من إخبار طبيب الرعاية الأولية أو طبيب النساء عن الصداع.

قد يؤدي تناول حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين أو العلاج الهرموني إلى زيادة خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى هؤلاء النساء. نتيجة لذلك، فإنهن قد يرغبن في التفكير في خيارات العلاج غير الهرمونية أو الخالية من الإستروجين.

أعراض السكتة الدماغية قد تظهر لدى المصابين بالصداع النصفي المصحوب بهالة

علاج الصداع النصفي

في العام الماضي، صنفت دراسة تستند إلى بيانات واقعية من المرضى، فئة الدواء المعروفة باسم «التريبتان» كأكثر الخيارات العلاجية فائدة لقمع أعراض الصداع النصفي. ولكن لا يُنصح باستخدام هذه الأدوية – التي تشمل «إليتريبتان» eletriptan (ريلباكس Relpax)، و«زولميتريبتان» zolmitriptan (زوميغ Zomig) – للأشخاص المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، بناء على الأدلة التي تشير إلى أن هذه الأدوية قد تزيد من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية والنوبة القلبية.

في وقت سابق من العام الحالي، أكدت نتائج دراسة أجريت على أكثر من 400 ألف شخص تلقوا وصفة طبية من «التريبتان» هذه الملاحظة. ومع ذلك، كان الخطر المطلق لمشكلة القلب والأوعية الدموية منخفضاً للغاية – نحو واحد من كل 30 ألف. إذ حدثت معظم السكتات الدماغية والنوبات القلبية لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر للإصابة بأمراض القلب، مثل ارتفاع ضغط الدم، والكوليسترول المرتفع، والسكري.

تقول الدكتورة روست: «ما أذهلني هو مدى ندرة هذه الأحداث بين هذا العدد الهائل من السكان». ومع ذلك، فإنها توصي باتباع نهج شخصي عند اختيار الأدوية لمرضى الصداع النصفي الذين يعانون من مشاكل القلب والأوعية الدموية، أو الذين هم معرضون للإصابة بها. لا يبدو أن الأدوية الأحدث للصداع النصفي المعروفة باسم «مثبطات الببتيد» المرتبطة بجين الكالسيتونين «سي جي أر بي»calcitonin gene – related peptide (CGRP) inhibitors لها أي آثار جانبية مهمة مرتبطة بالأوعية الدموية، ولكن الآثار طويلة المدى لا تزال غير معروفة.

وتشمل مثبطات «سي جي أر بي» المعتمدة لعلاج الصداع النصفي الحاد «ريميجيبانت» rimegepant عن طريق الفم (نوريتك Nurtec)، و«يوبروجبانت» ubrogepant (أوبريلفي Ubrelvy) و«زافيجبانت» zavegepant الأنفي (زافزبرت Zavzpret).

* رسالة «هارفارد للقلب»، خدمات «تريبيون ميديا».

التعليقات معطلة.