هواجس صفقة “مكاسب موسكو”.. أوروبا تتجه لسياسة الردع والحفاظ على الذات

2

 

24 – أبوظبي

قالت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن حلفاء أوكرانيا في أوروبا يرون أن التوصل إلى اتفاق سلام مع روسيا يمنح موسكو مكاسب سياسية أو عسكرية سيكون أخطر من عدم التوصل إلى أي اتفاق في الوقت الراهن، محذرين من أن مثل هذه الصفقة قد تفضي إلى حرب أوسع تهدد أمن القارة الأوروبية بأكملها.

وذكرت الصحيفة أن القادة الأوروبيين يعلنون دعمهم لكييف دفاعاً عن الديمقراطية والقانون الدولي ومواجهة ما يصفونه بالعدوان الروسي، إلا أن دافعاً أعمق يقف خلف هذا الموقف، يتمثل في اعتبارات تتعلق بـ”الحفاظ على الذات”.

البعد النووي بكل تسوية لحرب أوكرانيا.. شبح يؤجل السلام – موقع 24
قال خبيران في شؤون الأمن الدولي، إن أي تسوية سياسية لإنهاء الحرب في أوكرانيا ستظل ناقصة ما لم تتناول البعد النووي ودوره في سلوك روسيا وأوكرانيا وحلف شمال الأطلسي بعد الحرب.

فالعواصم الأوروبية تخشى أن تخرج روسيا من أي تسوية غير متوازنة وهي أقوى عسكرياً وأكثر ثقة بقدرتها على إعادة رسم الحدود بالقوة، مع اعتبار حلف شمال الأطلسي (ناتو) ضعيف الإرادة، وفق الصحيفة.

وبحسب التقرير، يرى مسؤولون أوروبيون أن اتفاق سلام يترك أوكرانيا ضعيفة أو عرضة للضغط الروسي سيجبر أوروبا على زيادة إنفاقها العسكري بشكل كبير وتسريع الاستعدادات الدفاعية، في وقت تعاني فيه ميزانيات الدول الأوروبية من ضغوط مالية متزايدة. ويعتقد هؤلاء أن الردع سيكون الخيار الوحيد المتاح لمنع موسكو من تكرار السيناريو نفسه في دول أخرى.

وأشارت الصحيفة إلى وجود تباين متزايد بين المواقف الأوروبية والإدارة الأمريكية، إذ يسعى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفريقه إلى تسوية سريعة للنزاع، في إطار ما تصفه واشنطن بمحاولة تحقيق “الاستقرار الاستراتيجي مع روسيا” وتقليل مخاطر التصعيد، إضافة إلى وجود اهتمام بفرص اقتصادية محتملة مع موسكو. في المقابل، ترى أوروبا وأوكرانيا أن روسيا تشكل تهديداً طويل الأمد، وأن أي ثقة بها يجب أن تكون مشروطة ومبنية على التحقق والردع.

ونقلت “وول ستريت جورنال” عن وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، قوله إن “مستقبل أوكرانيا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بأمننا”، محذراً من أن الفشل في تحقيق سلام عادل ودائم لكييف يعني غياب أي ضمانات حقيقية لأمن أوروبا نفسها.

كما حذر قادة أوروبيون آخرون من أن اتفاقاً يُنظر إليه كتنازل أو “استسلام مقنع” سيمنح روسيا حرية مواصلة التوسع وتهديد القارة.

الاتحاد الأوروبي يناقش الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط – موقع 24
سيجتمع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، اليوم الإثنين، في بروكسل لمناقشة الوضع في أوكرانيا والشرق الأوسط، بالإضافة إلى علاقة التكتل مع الصين.

وأضاف التقرير أن الخلافات بين واشنطن والعواصم الأوروبية برزت بوضوح خلال جولات التفاوض الأخيرة التي تقودها الولايات المتحدة، إذ حذر الأوروبيون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، من تقديم تنازلات كبيرة قبل الحصول على ضمانات واضحة بشأن رد فعل الغرب في حال خرقت موسكو أي اتفاق مستقبلي.

وتطرقت الصحيفة إلى ملف الأصول الروسية المجمدة في أوروبا، معتبرة أن النقاش حول استخدامها لتمويل أوكرانيا يمثل اختباراً حاسماً لمدى استعداد الاتحاد الأوروبي لتحمل كلفة استمرار دعم كييف، فمع تقليص الولايات المتحدة دعمها المالي المباشر، تواجه أوروبا قراراً مصيرياً بشأن تمويل احتياجات أوكرانيا العسكرية والاقتصادية، وسط تحذيرات من أن نفاد الأموال سيضعف موقف كييف في أي مفاوضات سلام.

وأشارت إلى أن كثيراً من المسؤولين الأوروبيين يرون أن دعم أوكرانيا، سواء في الحرب أو في أي تسوية مستقبلية عادلة، هو استثمار مباشر في أمن أوروبا نفسها، وأن الصفقة السيئة مع روسيا قد تكون بداية لمخاطر أكبر على المدى الطويل.

التعليقات معطلة.