اخبار سياسية

هوكشتاين ومرحلة “جسّ نبض” الترسيم البريّ بين لبنان وإسرائيل

 المصدر: النهار العربي

مجد بومجاهد

هوكشتاين خلال زيارته رئاسة الحكومة اللبنانية

يمكن استخلاص استنتاجات بارزة حملتها الزيارة الاستطلاعية الطابع لمستشار الرئيس الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي آموس هوكشتاين إلى لبنان، في ظلّ عنوانين أساسيين انبثقا عنها، أوّلهما مواكبة بداية التنقيب البحري عن الغاز في “الرقعة 9” جنوب لبنان، وثانيهما سعي الولايات المتحدة إلى مساعدة لبنان وإسرائيل في التوصّل إلى إنجاح الترسيم البري الحدوديّ.

وأكّدت زيارة هوكشتاين من منظار ديبلوماسيين لبنانيين واكبوا إحدى محطاته، حرصاً على الحضور في لبنان ومتابعة تطوّراته، وسط مناقشات أتت في إطار جولة أفق هادفة إلى استعراض التطورات العامة على مشارف المرحلة الاستكشافية للتنقيب البحري جنوباً. وقد شكّلت اللقاءات التي عقدها هوكشتاين مع المسؤولين اللبناييين بداية “جسّ نبض” حيال الحلّ المُمكن اعتماده في موضوع ترسيم الحدود البرية وتهدئة التوترات، ما يحتاج إلى معالجة بعض الثغرات الأساسية التي تُعتبر بمثابة مسبّبات للتوتر، ويشمل النقاط الخلافية على مستوى الحدود البرّية الجنوبية. في السياق، يُفضّل ديبلوماسيون لبنانيون تابعوا كواليس المداولات، اختصار فحوى ما استقرّت عليه لـ”النهار العربي”، في الإشارة إلى “بداية مساعٍ لهوكشتاين بهدف المساندة في ترسيم الحدود البرّية الجنوبية”. وتطرّق الموفد الأميركي على هامش الزيارة، إلى معالجة بعض النقاط الخلافية على مستوى الحدود البرية وتخفيف منسوب التوتر في الجنوب اللبناني. وهو طَرَح بعض التساؤلات حيال ما يمكن فعله للمساعدة في حلّ الأزمة الخلافية. وإذا كانت جولة هوكشتاين تأتي في سياق استكمال مهمّته بعد التوصّل إلى اتفاق ترسيميّ للحدود البحرية الجنوبية، تزامناً مع مباشرة خطوات بدء الحفر التنقيبي البحري جنوب لبنان، فإنّ الإطار العام الذي تبلّغه من المسؤولين اللبنانيين يشكّل معيار اطمئنان حيال أجواء مسار الترسيم البحري، مع انتظار إمكان معرفة نتائج أولية في غضون 6 أسابيع من بدء عملية التنقيب، وما إذا كانت أعمال الحفر ستُظهر وجود كميات تجارية. وتوحي المرحلة في غياب أي توترات أمنية وسط أجواء من الارتياح الايجابي في البلاد. في غضون ذلك، تؤكّد مصادر رئاسة الحكومة اللبنانية لـ”النهار العربي”، غياب المؤشرات التي من شأنها إثارة القلق من إمكان بروز أحداث أمنية، مع تراجع الهواجس من تصعيد للجبهات على الحدود الجنوبية للبنان، باستثناء بعض التحليلات المندرجة في إطار بعض القراءات الخاصة. وتكشف المصادر نفسها، حصول إضاءة على الأوضاع العامة مع هوكشتاين في ما يخصّ الحدود البرية الجنوبية مع إسرائيل وكيفية البتّ في النقاط الخلافية التي تحول دون ترسيمها حتى اللحظة، انطلاقاً من النقطة المسمّاة B1 ووصولاً إلى بلدة الغجر، في ظلّ التحفّظات القائمة حولها من الجانبين اللبناني والإسرائيلي. وإذ شملت المناقشات، استفسارات وتساؤلات استوضح خلالها هوكشتاين وجهة النظر اللبنانية في ما يخصّ كيفية حلّ النقاط الخلافية على مستوى الحدود البرّية، جرى تأكيد رئاسة الحكومة على ضرورة الاحتكام إلى الهدوء والحفاظ على استتباب الأوضاع الأمنية في المنطقة المحيطة على مستوى الحدود الجنوبية بين لبنان واسرائيل. وقد طُلب من بعض المعنيين في الشؤون العسكرية اللبنانية بعض التصوّرات المتعلّقة بالنقاط الخلافية، ورأي الجيش اللبناني في هذه المسائل، تمهيداً ليكون لدى الإدارة الأميركية تصوّراً حيال كيفية التوصل إلى حلّ بين لبنان واسرائيل. وفي سياق آخر، ارتبطت المسائل السياسية التي جرى التطرّق إلى مضامينها، في استفسار هوكشتاين حول مسار استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية. وشرحت رئاسة الحكومة التعقيدات التي تحيط مسار الاستحقاق. وعكست زيارة هوكشتاين بالنسبة إلى مصادر رئاسة الحكومة اهتماماً بارزاً للولايات المتحدة في ما يخصّ الأوضاع اللبنانية في إطار تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي وتمهيد الأجواء لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات وإقرار الإصلاحات اللازمة. إلى ذلك، تضيء أوساط مقرّبة من رئاسة مجلس النواب اللبناني لـ”النهار العربي” على أجواء إيجابية لزيارة هوكشتاين، تطرّقت خصوصاً إلى بدء مسار التتقيب عن الثروة الغازية في “الرقعة 9 “، في وقت يتصاعد الرهان المحلي على دخول لبنان تجمّع الدول النفطية مع قيمة اقتصادية لها عائداتها المهمّة للبلاد. وناقشت محطته أيضاً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري موضوع استحقاق رئاسة الجمهورية، مع إشارة رئيس المجلس أمامه إلى السعي لانتخاب رئيس وإنجاز التشريعات اللازمة على المستوى النيابي. وتداول هوكشتاين أيضاً في أهمية إنجاز لبنان للاتفاق المُنتظر مع صندوق النقد الدولي للمباشرة في مرحلة التعافي الاقتصادي والحرص على قوات الطوارئ الدولية وعلاقاتها مع الأهالي في الجنوب اللبناني.