تزامناً مع تحقيق مطار هيثرو البريطاني أول أرباح في نحو 4 سنوات، تتزايد شهية المستثمرين العرب على الدخول على خط الاستثمار، في أحد أكبر مطارات العالم وأكثرها ازدحاماً، وهذه المرّة تتردّد أنباء عن اهتمام صندوق “مبادلة” الإماراتي بدرس الحصول على حصّة في الشركة المشغلة.
وقال مطار هيثرو يوم الأربعاء إنّ الأرباح المعدّلة قبل الضرائب بلغت 38 مليون جنيه استرليني (47.96 مليون دولار) في العام المنتهي في 31 كانون الأول (ديسمبر)، مقارنة بخسارة قدرها 684 مليون جنيه استرليني في العام السابق. وتعدّ تلك هي أول أرباح معدّلة للمطار في أربع سنوات، مدعومة بالطلب القوي على السفر في الربع الأخير من عام 2023.
وأضاف المطار، أنّه لم يتمّ دفع أي أرباح في عام 2023، وتوقّع عدم توزيع أي أرباح هذا العام، لكنه قال إنّ هذا “احتمال وارد”.
وبالتوازي مع النتائج المتحسنة، نقلت مصادر متطابقة، أنّ شركة “مبادلة للاستثمار” في أبو ظبي تدرس شراء أسهم في مطار هيثرو، في خطوة قد تجعلها تنضمّ إلى “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي و”هيئة الاستثمار” القطرية، كمساهمين بارزين في المطار.
ووفقاً لـ”بلومبرغ”، أوضحت المصادر أنّ المداولات مستمرة ولم يتمّ التوصل إلى أي اتفاق بعد، وأنّ “مبادلة” لم تتخذ بعد قراراً نهائياً بشأن الاستثمار، وقد تقرّر عدم المضي في عملية الاستحواذ.
وفي تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وافقت شركة “فيروفيال” الإسبانية للبنية التحتية على بيع حصتها البالغة 25 في المئة في مطار هيثرو إلى “صندوق الاستثمارات العامة” السعودي وشركة الاستثمارات الخاصة الفرنسية “أرديان”، وذلك مقابل 2.37 مليار جنيه إسترليني (2.98 مليار دولار). ومع ذلك، انضمّ مساهمون يمثلون 35 في المئة أخرى من رأس مال مطار هيثرو إلى بيع الحصص، عبر ما يُسمّى بحقوق المشاركة في البيع، ما يعني أنّه يجب أيضاً بيع حصصهم حتى تتمّ الصفقة، وفق “بلومبرغ”.
ولدى “فيروفيال” حصّة في مطار هيثرو منذ عام 2006 عندما اشترت أغلبية المطار مقابل 18.8 مليار دولار. وخفّضت الشركة حصتها تدريجياً. وقالت المصادر إنّ “أدريان” تواصلت مع “مبادلة” بشأن الاستثمار، وإن “مبادلة” في طور بحث الموضوع.
وبحسب التقديرات، تبلغ قيمة محفظة أعمال “مبادلة” أكثر من تريليون درهم إماراتي (276 مليار دولار)، وهي من أبرز الصناديق السيادية في العالم، وتتوزع استثماراتها على 6 قارات، وتستثمر في قطاعات عديدة وفي مختلف فئات الأصول، ويقع مقرها الرئيسي في إمارة أبو ظبي، ولديها مكاتب في كل من لندن وموسكو ونيويورك وبكين.
وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، تدفقت صناديق الثروة في الشرق الأوسط على أصول البنية التحتية في كل أنحاء العالم، كجزء من جهودها لتنويع اقتصاداتها المعتمدة على النفط. وأوضحت “بلومبرغ”، أنّه إذا اشترت “مبادلة” حصّة في مطار هيثرو، فإنّها ستصبح ثالث مساهم مدعوم من دولة خليجية في المطار، إلى جانب صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وهيئة الاستثمار القطرية التي تمتلك 20 في المئة.