باسل درويش
نشرت صحيفة “واشنطن بوست” مقالا للمعلق يوجين روبنسون، تحت عنوان “الأشياء الأكثر رعبا حول تغريدات ترامب”، يقول فيه إن رئيس الولايات المتحدة هو من أكثر المجانين على وسائل التواصل الاجتماعي الذي لا يقيده الواقع.
ويقول الكاتب في مقاله، الذي ترجمت: “بشكل جدي، فإن هناك مجانين يصرخون في الشارع، ويكون كلامهم منطقيا أكثر من تغريدات ترامب المجنونة على (تويتر)، فكر في هذا الأمر: في كل صباح ومساء فإن أقوى رجل في العالم يهذي ويصرخ مثل شخص يتحدث مع حارس البوابة إن كان ينتظر لركوب الطائرة التي سيركب فيها ذاتها، وهذا أمر ليس طبيعيا، بل هو مثير للقلق”.
ويقول روبنسون: “أعلم أن هناك مدرسة سياسية تقول إن تغريدات ترامب ليست سوى أسلحة لحرف الانتباه ويجب تجاهلها، لكن إن كنت تريد أن تعرف موقف الإدارة في أي سياسة فما هو المصدر الذي تصدقه؟ بالتأكيد ليست المسؤولة الإعلامية سارة ساندرز وغيرها من أبواق البيت الأبيض، الذين صارت مهمتهم هي خلق (الأدلة) لدعم تصريحات ترامب المضللة وتشويهاته وأكاذيبه”.
ويؤكد الكاتب قائلا: “لن تستطيع الحصول على موقف من مسؤولي إدارة ترامب البارزين، فبعد أن أخبر مدير الأمن القومي دان كوتس هذا الأسبوع الكونغرس بأن كوريا لن تتخلى عن سلاحها النووي، كتب ترامب تغريدة قائلا: (هناك فرصة جيدة لنزع السلاح النووي.. وحصل تقدم، وفارق كبير)، وعندما قالت مديرة (سي أي إيه) جينا هاسبل إن إيران ملتزمة بشروط الاتفاقية النووية التي أعلن ترامب خروجه منها بتغريدة، فإنه رد عليها في تغريدة، قائلا: (يبدو أن المجتمع الاستخباراتي مستسلم تماما، وساذج عندما يتعلق الأمر بمخاطر إيران.. وهم مخطئون.. وربما كان على رجال المخابرات العودة للمدرسة)”.
ويرى روبنسون أن “على قارئ التغريدات المجنونة الوقوف مليا ليستوعب جنون الرئيس، فالتقييم القائم على معلومات لمسؤولي مخابرات الرئيس يتناقض مع تقييم الرئيس القائم على معلومات وأحكام مخطئة، ولهذا فإنه يقوم بمهاجمة الفريق الذي تم اختياره بعناية والتقليل من شأنه”.
ويقول الكاتب: “ما كان على كوتس وهاسبل وغيرهما ممن يعملون لدى ترامب أن يفعلوا؟ هل يبتسمون ويتحملون ويهزون أكتافهم ويمضون في العمل؟ أم هل يستقيلون ويكتبون كتبا يتحدثون فيها عن الفوضى والعجز داخل عالم ترامب، وأنه أسوأ مما نتخيله؟”.
ويذهب روبنسون إلى أن “ترامب يستخدم (تويتر)، حيث لديه ما يقارب 58 مليون متابع عليه، من أجل أن يكسر أقدام الكونغرس الذي يحاول القيام بعمله، وكان ضحايا ترامب هذا الأسبوع هم أعضاء اللجنة المشتركة من الجمهوريين، الذين كانوا يقودون التفاوض من أجل ميزانية الأمن على الحدود، وقال إن هؤلاء الجمهوريين (يضيعون وقتهم)؛ لأن الديمقراطيين غير راغبين في تمرير ميزانية لبناء الجدار مع المكسيك”.
ويفيد الكاتب بأن “هناك طريقة للخروج من هذه المهزلة، وهي من خلال إقرار الكونغرس الميزانية من أجل تمويل استبدال أو تحديث السياجات القائمة، وقد يقول ترامب إنه حصل على الميزانية للجدار، وسيقول الديمقراطيون إنها ليست كذلك، وبهذه الطريقة لن تكون هناك إغلاقات وإعلانات غير دستورية لحالة طوارئ وطنية، إلا ان ترامب يرفض هذا الحل، حيث أكد مرة أخرى (الجدار يعني الجدار)”.
ويقول روبنسون إن “شكسبير كان مخطئا عندما قال إنه لو سميت الوردة باسم آخر فلن تكون رائحتها حلوة”.
ويجد الكاتب أن “ما هو أكثر إخافة في تغريدات ترامب أنك عندما تقرأها فإنك تعرف ماذا يشاهد ترامب، فهو عادة يكرر ما يسمعه من (فوكس نيوز)، لدرجة أن مقدمي برنامج (فوكس أند نيوز) يقومون بوضع أجندة السياسة للبيت الأبيض، ولو عملت مع الرئيس لشاهدت القناة من أجل الحصول على أوامري اليومية، فالرئيس مستعد لاستبعاد التقديرات الأمنية التي قامت على قراءة من ذوي الخبرات الكبيرة”.
ويشير روبنسون إلى أن “ترامب يستخدم (تويتر) لتغذية الكذب والتضليل، ففي يوم الخميس زعم في أربع تغريدات متفرقة أن الجدار الذي وعد به قد أكمل، وهي كذبة كبرى، ومن النادر ألا تجد في تغريدات ترامب كذبة أو مبالغة أو تشويها”.
ويختم الكاتب مقاله بالقول: “سأترك الأمر إلى الذين يفحصون الحقائق في الصحيفة، لكن فكر في هذا الأمر: لدينا قائد عام للقوات المسلحة يقوم بضخ الأكاذيب السامة مثل العم السكران في وقت إغلاق المحل، فكيف يمكن للأمة احترام الرئاسة عندما لا تستطيع تصديق ما يقوله الرئيس؟ أنا نفسي لا أعلم”.