واشنطن تخشى “تحالفاً مفاجئاً” بعد العدوان الإسرائيلي على قطر

5

ـ محمد طارق
في تحليل نشرته صحيفة “هآرتس”، رأى الكاتب الإسرائيلي المعروف، تسفي برئيل، أن ردود فعل دول المنطقة على العملية العسكرية الإسرائيلية في قطر تكشف عن تشكيل تحالف جديد يضم إيران بعد قطيعة طويلة، وأن الشرق الأوسط لم يعد يرى أن إيران هي وحدها من تتعرض للهجوم الإسرائيلي.
وبحسب التحليل، إذا شعرت دول المنطقة بأن الولايات المتحدة غير قادرة على حمايتها، فإن المحور المناهض لإيران قد يتحول إلى محور مناهض لإسرائيل.
اتفاق جديد ومساعٍ لتليين الموقف النووي الإيراني
يقول برئيل إن القاهرة شهدت يوم الضربة الإسرائيلية على الدوحة، اجتماعاً مهماً بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، برعاية وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي، وتم التوصل إلى اتفاق قد يمهد الطريق لاستئناف المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، وربما يؤدي إلى رفع العقوبات واستئناف العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وطهران.
وبموجب هذا الاتفاق، الذي ظلت تفاصيله الكاملة سرية، ستسمح إيران باستئناف عمل مفتشي الوكالة في جميع مواقعها النووية، بما في ذلك تلك التي تضررت من الهجمات الإسرائيلية-الأمريكية، ويعتبر استئناف المراقبة أحد الشروط الثلاثة التي وضعتها دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا، بريطانيا، فرنسا) لإيران كأساس للموافقة على تأجيل تفعيل آلية العقوبات لمدة ستة أشهر، أما الشرطان الآخران فهما تقديم تقرير كامل عن 404 كجم من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، واستئناف المفاوضات حول اتفاق نووي جديد مع واشنطن.
الضربة الإسرائيلية.. ونهاية “الحماية الأمريكية”
يؤكد التحليل الذي نشرته “هآرتس” أن الضربة الإسرائيلية في قطر، التي جاءت على ما يبدو ضد رغبة الرئيس ترامب، وفقاً لرد فعله الغاضب، قد علّمت إيران درساً حاسماً، ينص على أنه إذا وافق الرئيس الأمريكي على ضمان عدم تعرض إيران للهجوم، فإن هذا الوعد قد يكون بلا أي قيمة دون التزام إسرائيلي مماثل، وهذا الاستنتاج لم تعد تتبناه إيران وحدها، بل أصبح مقبولاً لدى جميع دول المنطقة.
ويشير برئيل إلى أن إسرائيل قامت بمهاجمة قطر، وهي دولة حليفة رئيسية للولايات المتحدة من خارج حلف الناتو، كما لو كانت إيران أو سوريا أو لبنان، أي “منطقة عمليات” حرة للاستهداف في أي وقت، ولأي سبب، لافتاً إلى أن هذا الأمر يهدد بتفكيك الشراكة الأمريكية-العربية.
محور إقليمي جديد
يشير الكاتب إلى أن إيران، من خلال سياستها “صفر مشاكل مع الجيران العرب”، وإعادة العلاقات مع دول بالمنطقة، نجحت في جعل هذه الدول بمثابة “جماعة ضغط” تدافع عنها في واشنطن، وتعتبر الضربة في قطر دافعاً إضافياً لهذه الاستراتيجية، ويستشهد التحليل بعدة ردود فعل تثبت وجود “تحالف تضامن عربي- إيراني” جديد.
وفي ظل هذه الأحداث، لم تعد إيران تُرى كالدولة الوحيدة التي تتعرض للهجوم، بل أصبحت عضواً على قدم المساواة في هذا التحالف.
المخاطر المحتملة على إسرائيل والولايات المتحدة
يخلص التحليل إلى أن “وحدة المصير” هذه لا تهدد بتشكيل تحالف بين الدول العربية وإيران، بل تشير إلى وجود شرخ متزايد في مكانة الولايات المتحدة بالمنطقة، فإذا كانت القوة العظمى غير قادرة على ضمان سلامة حلفائها، فقد تضطر هذه الدول إلى صياغة استراتيجية دفاعية جديدة.
وفي أفضل الأحوال، قد يفرض هذا الواقع على إدارة ترامب تبني سياسة أكثر نشاطاً لاحتواء التهديد الإسرائيلي. أما في السيناريو الأكثر تطرفاً، فقد يتم تعريف إسرائيل كدولة معادية تهدد الأمن القومي لجميع دول المنطقة، مما يؤدي إلى استبدال المحور المناهض لإيران بمحور مناهض لإسرائيل.

التعليقات معطلة.