واشنطن ترى أن كييف بعيدة عن “النصر الحاسم”

1

يقيم المسؤولون الأمريكيون المكاسب التي حققتها أوكرانيا في الميدان على الجبهتين الشرقية والجنوبية في الأيام الثلاثة الأخيرة، بأنها مهمة من الناحية الاستراتيجية، لكنهم يرون أن كييف لا تزال بعيدة عن تحقيق نصر حاسم.

وكتبت لارا سيلغمان في موقع بوليتيكيو الأمريكي، أن قوات كييف سيطرت في عطلة نهاية الأسبوع الماضي على مدينة ليمان، التي تعتبر تقاطعاً استراتيجياً للسكك الحديدية، وتواصل التوغل شرقاً في منطقة دونيتسك. وفي الجنوب، اندفع الجنود الأوكرانيون عبر خطوط الدفاع الروسية في منطقة خيرسون التي تعتبر بوابة لميناء أوديسا.

وتشكل هذه المكاسب ضربة مهمة للرئيس فلاديمير بوتين، إذ أنها تأتي عقب أيام فقط من إعلان روسيا ضم هاتين المنطقتين-دونيتسك وخيرسون- بالإضافة إلى زابوريجيا ولوغانسك، عقب سلسلة من الاستفتاءات الصورية الأسبوع الماضي. وعلى الجبهة الداخلية، يواجه بوتين تحديات في تجنيد قوات جديدة للقتال، مع إظهار قوات الاحتياط افتقاراً للتدريب وللتجهيزات.

ومن شأن انتسار أوكراني في ليمان أن يقوّض موقع بوتين في منطقة دونيتسك شرقاً و”من الممكن أن يتحول إلى سلسلة متواصلة من الهزائم للروس”، وفق ما أفاد به مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق اللفتنانت جنرال إتش آر. ماكماستر لشبكة “سي بي إس” الأمريكية في برنامج “واجه الأمة”، مضيفاً أن “ما شهدناه هنا هو مقدمة لكارثة تهدد الجيش الروسي في أوكرانيا…لا بد وأنهم عند نقطة الإنهيار”.

تحذير من المبالغة
لكن مسؤولين أمريكيين حاليين حذروا من المبالغة في المكاسب الأخيرة لكييف، حيث تصمد القوات الروسية بثبات في مناطق أخرى قرب باخموت في دونيتسك. وفي الشمال، تقصف القوات الروسية مدينة كوبيانسك، التي تواصل القوات الأوكرانية الدفاع عنها، بحسب ما قال مسؤول عسكري بارز.
والقتال في الدونباس مرهق إلى حد كبير، في الوقت الذي تقاتل القوات الروسية من خنادق ومخابئ تنتشر فيها منذ سنوات.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي البارز: “لا يزال القتال طويلاً”، بينما أفاد مسؤول أمريكي آخر “أن الأمر مهم من الناحية الإستراتيجية، لكن لا يزال أمامهم (الأوكرانيين) طريق طويل ليقطعوه”.

ويقدر البنتاغون أن القوات الروسية تراجعت إلى الشرق من ليمان إلى مدينة كريمينا، من أجل صد تقدم أوكراني آخر، وفق مسؤول عسكري بارز.
وكانت موسكو تستخدم ليمان كنقطة لوجستية ومن أجل إعادة تعزيز قواتها على الخطوط الأمامية من خاركيف إلى خيرسون، ولذلك يعتبر تحريرها “إنجازاً عملانياً مهماً” وفق المسؤول العسكري، الذي أضاف أنه “في أي وقت تخسر مركزاً لوجستياً كهذا، فإنه سيترك تأثيراً على قدرتك على الرد بسرعة…كما سيؤثر على قدرتك على إدارة العمليات”.

وتشكل التقدمات في خيرسون الإثنين، اختراقاً عقب تقدم تدريجي للقوات الأوكرانية منذ بدأت هجومها المضاد على الجبهة الجنوبية في سبتمبر (أيلول). واندفعت القوات الأوكرانية عبر خطوط الدفاع الروسية ووصلت بسرعة إلى الضفة الغربية لنهر دنيبرو الإثنين، مسيطرة على عدد من القرى ومهددة طرق الإمداد لآلاف الجنود الروس.

وقال المسؤول العسكري الأمريكي البارز، إن القوات الروسية هي في الأساس “في وضع دفاعي”.
ولاحظ مساعد نائب وزير الدفاع الأمريكي السابق ميك مولروي إن “هذا يظهر أن الأوكرانيين قادرون على شن عمليات على جبهات متعددة…وهذا أساس ستليه عمليات لاحقة من أجل السيطرة على امدادات المياه لشبه جزيرة القرم”.

وهذه المكاسب مهددة بشبح تحول النزاع نووياً. والمسؤولون الغربيون قلقون من أن بوتين من الممكن أن يستخدم عمليات الضم كذريعة من أجل الزعم بأن القوات الأوكرانية تهاجم أراضي روسية ومن ثم يعمد إلى تصعيد النزاع واستخدام السلاح النووي التكتكي.

وعلى رغم ذلك، فإن الولايات المتحدة لم تتلقَ أي إشارة تدفعها إلى تغيير وضعها الإستراتيجي، وفق ما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، الذي أضاف: “إننا نراقب ذلك عن كثب بقدر ما نستطيع”.

التعليقات معطلة.