واشنطن تسعى بـ”نشاط” إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة

1

أوستن يبحث مع نظيره البريطاني التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط والرئيس الكولومبي يقترح التوسط للإفراج عن الرهائن

وكالات 

الدخان يتصاعد فوق المباني في خان يونس خلال القصف الإسرائيلي، 31 يناير 2024 (أ ف ب)

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية الأربعاء إن الولايات المتحدة تسعى بنشاط لإقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل وتستكشف الخيارات مع الشركاء في المنطقة.

ورفض ماثيو ميلر الإدلاء بتفاصيل حول الجهود الداخلية للوزارة في شأن هذه المسألة، لكنه قال في مؤتمر صحافي إن تلك المساعي من أهداف إدارة الرئيس جو بايدن.

وقال ميلر “نسعى بنشاط إلى إنشاء دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية حقيقية لإسرائيل لأننا نعتقد أن هذا هو أفضل وسيلة لتحقيق السلام والأمن الدائمين لإسرائيل والفلسطينيين والمنطقة”.

وتابع “هناك عدد من الطرق التي يمكنك اتباعها لتحقيق ذلك. هناك عدد من تسلسل الأحداث التي يمكنك تنفيذها لتحقيق هذا الهدف. نبحث مجموعة واسعة من الخيارات ونناقشها مع الشركاء في المنطقة وكذلك شركاء آخرين داخل الإدارة الأميركية”.

وذكر موقع “أكسيوس” في وقت سابق الأربعاء أن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن طلب من وزارة الخارجية إجراء مراجعة وتقديم خيارات سياسية في شأن الاعتراف المحتمل أميركياً ودولياً بالدولة الفلسطينية بعد الحرب في غزة.

كما أبلغ وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون مجموعة من النواب في بلاده بأن الحكومة وحلفاءها “سينظرون في مسألة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، بما في ذلك في الأمم المتحدة”، بحسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” الثلاثاء.

وتربط واشنطن بين إنشاء دولة فلسطينية والجهود الرامية إلى إقناع السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهي خطوة جرى تجميدها إلى حد كبير بعد هجوم “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).

لكن المحادثات استؤنفت خلال الأشهر القليلة الماضية. ويرى المسؤولون الأميركيون الآن أيضاً أن صفقة الرهائن المحتملة التي من شأنها إطلاق سراح جميع المحتجزين المتبقين في غزة مقابل وقف دائم لإطلاق النار، لها دور مساهم في إحراز تقدم في جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل ومرتبطة بذلك.

وفي حديثه بـ “دافوس” في وقت سابق من هذا الشهر، قال بلينكن إن هناك “معادلة جديدة” في الشرق الأوسط بموجبها يكون جيران إسرائيل من الدول العربية على استعداد لدمجها في المنطقة مع الالتزام بالقدر نفسه بمسار لإقامة دولة فلسطينية.

ويختلف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع إدارة بايدن حول إنشاء دولة فلسطينية مستقلة. وقال هذا الأسبوع إنه لن يتنازل عن “السيطرة الأمنية الإسرائيلية الكاملة على جميع الأراضي الواقعة غربي نهر الأردن”.

التهديدات الأمنية

من ناحية أخرى، أجرى وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الأربعاء محادثات مع نظيره البريطاني غرانت شابس في مقر “البنتاغون” تناولت التهديدات الأمنية في الشرق الأوسط، بحسب ما أعلنت واشنطن.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركي بات رايدر في بيان إنهما ناقشا قضايا من بينها “الهجمات المتصاعدة التي تشنها الميليشيات المتحالفة مع إيران على القوات الأميركية في الشرق الأوسط” و”هجمات الحوثيين غير القانونية على الشحن الدولي في البحر الأحمر”، إضافة إلى المساعدات الإنسانية لغزة ودعم أوكرانيا.

وأضاف رايدر “شكر الوزير أوستن الوزير شابس على دعم المملكة المتحدة الثابت وقيادتها في جهود التحالف لدرء المزيد من العدوان الحوثي، مع الدفاع عن السفن البحرية والتجارية الدولية التي تمارس الحقوق والحريات الملاحية”، في إشارة إلى الهجمات التي يشنها المتمردون اليمنيون.

نفذت القوات الأميركية والبريطانية ضربات مشتركة تهدف إلى الحد من قدرة الحوثيين على استهداف سفن في الطريق التجاري الرئيس في البحر الأحمر، وهي هجمات يقول المتمردون إنها تأتي دعماً للفلسطينيين في قطاع غزة، حيث تخوض إسرائيل حرباً مع “حماس”.

وتعرضت القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي في العراق وسوريا والأردن لأكثر من 165 هجوماً منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول)، تبنت العديد منها “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي تحالف لفصائل مسلحة مدعومة من إيران يعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب بغزة ووجود القوات الأميركية في المنطقة.

والأحد، استهدف هجوم بطائرة مسيرة قاعدة عسكرية في شمال شرقي الأردن، وأسفر عن مقتل ثلاثة عسكريين أميركيين وإصابة أكثر من 40 آخرين – وهي أول مرة يقتل فيها عسكريون أميركيون في هجوم في الشرق الأوسط منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر.

حملت واشنطن مسؤولية الهجوم لـ”المقاومة الإسلامية في العراق” وتعهدت برد حازم.

“جسم خطر”

أعلنت الشرطة السويدية الأربعاء أنها دمرت “جسماً خطراً” عثر عليه موظفون في السفارة الإسرائيلية في ستوكهولم، من دون أن تحدد طبيعته.

وقال المسؤول في شرطة ستوكهولم دانيال فيكدال لوكالة الصحافة الفرنسية “تبلغنا عند الساعة 13:08 (12:08 بتوقيت غرينتش) من قبل السفارة بأنهم عثروا على جسم يعتقدون أنه خطر”، مشيراً إلى أنه تم استدعاء شرطة تفكيك القنابل إلى الموقع وقد قامت بتدمير الجسم.

وأشارت الشرطة إلى أنها فتحت تحقيقاً أولياً في محاولة تدمير خطرة لمكان عام.

وذكرت صحيفتا “اكسبرسن” و”افتوبلاديت” نقلاً عن مصادر لم تحدداها أن الجسم كان قنبلة يدوية، بينما أضافت “افتونبلاديت” أن القنبلة ألقيت من فوق السياج المحيط بالسفارة وسقطت على الأرض بالقرب من المبنى.

وكتب السفير الإسرائيلي لدى السويد زيف نيفو كولمان على منصة “إكس”، “تعرضنا اليوم لمحاولة هجوم على سفارة إسرائيل في ستوكهولم وموظفيها”. وأضاف “لن يخيفنا الإرهاب”.

ووصف رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون الوضع بأنه “خطر جداً”.

اقرأ المزيد

وكتب على منصة “إكس” إن “محاولة الهجوم على سفارة هي هجوم على أولئك الذين يعملون هناك وعلى السويد”.

ولفتت شرطة ستوكهولم إلى أن شرطة الأدلة الجنائية توجهت إلى الموقع للعثور على أدلة محتملة والحصول على صور كاميرات المراقبة في المنطقة.

على مدى الشهرين التاليين لبدء الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس”، سجلت 120 شكوى تحريض على الكراهية المعادية للسامية في السويد، بحسب أرقام للشرطة حصلت عليها وكالة الصحافة الفرنسية.

في مطلع ديسمبر (كانون الأول)، شارك كريسترسون وأعضاء من حكومته بمسيرة ضد معاداة السامية في وسط ستوكهولم، حيث أعرب كريسترسون عن “قلقه العميق من انتشار معاداة السامية في السويد ودول أوروبية أخرى”.

واندلعت الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من أكتوبر نتيجة هجوم غير مسبوق نفذته الحركة الفلسطينية على إسرائيل من قطاع غزة، أسفر عن مقتل 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية يستند إلى أرقام رسمية.

وردت إسرائيل على أسوأ هجوم في تاريخها بعملية عسكرية جوية وبرية على غزة، وتعهدت بالقضاء على “حماس”. وأسفرت حملتها عن مقتل 26900 شخص في قطاع غزة، بحسب وزارة الصحة التابعة للحركة.

دعوات وقف الحرب

أظهر تحليل أجرته “رويترز” لبيانات المدن أن عشرات المدن الأميركية، منها شيكاغو وسان فرانسيسكو، أصدرت قرارات في شأن الحرب بين إسرائيل وغزة، ويدعو معظمها إلى وقف إطلاق النار مما يفرض المزيد من الضغوط على الرئيس جو بايدن للمساعدة في إنهاء القتال قبل الانتخابات المقرر إجراؤها في نوفمبر (تشرين الثاني).

وأصدرت 48 مدينة في الأقل قرارات رمزية تدعو إلى وقف القصف الإسرائيلي على غزة، بينما أصدرت ست مدن أخرى قرارات تدعو على نطاق أوسع إلى السلام. وصدر ما لا يقل عن 20 قراراً للتنديد بهجوم “حماس” على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وجرى تمرير معظم القرارات الداعية إلى وقف إطلاق النار في ولايات للديمقراطيين مثل كاليفورنيا، لكن صدر 14 قراراً في الأقل في ولايات متأرجحة مثل ميشيغان التي قد تحسم محاولة بايدن لإعادة انتخابه ضد الرئيس السابق الجمهوري دونالد ترمب.

ورفضت إدارة بايدن الدعوات لوقف إطلاق النار بحجة أن وقف العمليات الإسرائيلية من شأنه أن يعود بالنفع على “حماس”. ويقول منتقدو قرارات المدن إن ليس لها تأثير ملموس على السياسة الوطنية وتشتت الانتباه عن القضايا الداخلية.

ورداً على طلب للتعليق، أشار البيت الأبيض، الذي قال إنه يضغط على إسرائيل لتجنب سقوط ضحايا من المدنيين في غزة، إلى تصريحات سابقة مفادها أن وقف إطلاق النار لن يفيد سوى “حماس”.

وأصبحت شيكاغو أمس الأربعاء أكبر مدينة تدعو إلى وقف إطلاق النار في تصويت متقارب كان متعادلاً بواقع 23 صوتاً مقابل 23 قبل أن يرجح رئيس البلدية براندون جونسون الكفة لصالح القرار.

توسط كولومبي

من جانبه، اقترح الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الأربعاء التوسط في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة من خلال “لجنة سلام”، استجابة لطلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأكد الزعيم الكولومبي في رسالة “من أجل الهدف الواضح المتمثل في قيادتنا نحو توافق، أعتبر أن من الأولويات التحرك بسرعة نحو وقف الأعمال العدائية وبدء محادثات لإطلاق سراح جميع الرهائن”.

يدعم بيترو، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، القضية الفلسطينية علناً ويتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” حالياً في قطاع غزة.

وأضاف الرئيس الكولومبي رداً على رسالة خاصة تلقاها من نتنياهو بتاريخ 11 يناير (كانون الثاني)، “أقترح أن نمضي قدماً من خلال إنشاء لجنة سلام تتألف من دول مختلفة لتأمين عمليات الإفراج وتحقيق الهدف الأوسع المتمثل في إنهاء العنف بين إسرائيل وفلسطين”.

في الرسالة التي نشرتها الصحافة الكولومبية وأكدتها السفارة الإسرائيلية، طلب منه رئيس الوزراء الإسرائيلي بذل “قصارى جهده” للتوسط في الإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى.

في اقتراح الوساطة الذي قدمه، أشار الرئيس الكولومبي إلى عملية السلام في بلاده والتي كان أحد أبطالها عندما ألقى هو وغيره من مقاتلي حركة “إم-19” اليسارية الراديكالية أسلحتهم عام 1990.

وقال بيترو “لقد كان مثالاً ناجحاً للمصالحة والبناء الحضاري”، مضيفاً أن “نفس هذا الجهد والالتزام” قاده إلى الأمم المتحدة عندما اقترح عقد مؤتمر للسلام في شأن فلسطين وآخر في شأن الحرب الروسية ضد أوكرانيا.

تؤيد كولومبيا شكوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية في شأن انتهاكها المحتمل لاتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها لعام 1948.

التعليقات معطلة.