نائب عراقي سابق يؤكد أن الرد الأميركي على هجمات الفصائل المسلحة الموالية لإيران في سوريا والعراق يمكن أن يصل لاستهداف قادتها.العراق يعود كساحة لتصفية الحسابات بين أميركا وايران بعد فترة من الهدوء واشنطن لا يمكنها السكوت أطول على المليشيات وسط عجز حكومة السوداني عن ردعها الحكومة العراقية تندد بانتهاك سيادتها الوطنية من قبل القوات الاميركية قاعدة حرير العسكرية الأميركية بإقليم كردستان تعرض لهجمات
بغداد – قتل ثمانية عناصر على الأقل من مجموعة موالية لإيران فجر الأربعاء في ضربات أميركية استهدفت موقعين جنوب العاصمة العراقية بغداد وفق حصيلة جديدة قدّمتها كتائب حزب الله، وهي مجموعة مسلحة موالية لإيران وأحد فصائل الحشد الشعبي استهدفتها هذه التفجيرات وذلك في تصعيد جديد في سياق توترات إقليمية متزايدة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وقالت المجموعة في بيان نشر على موقعها الإلكتروني “إن جريمة القصف الأميركي لمقرات الحشد فجر اليوم والتي ارتقى فيها 8 شهداء ما مرت ولن تمر دون عقاب، وهو ما يستدعي توسيع دائرة الأهداف إذا ما استمر العدو بنهجه الإجرامي”.
وفي وقت سابق، أعلنت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى “سنتكوم” في منشور على منصة إكس أنّها “نفّذت ضربات منفصلة ودقيقة” على موقعين في العراق، ردّا على الهجمات الأخيرة التي شنتها جماعات موالية لإيران واستهدفت قواتها وقوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين في العراق وسوريا.
ونددت الحكومة العراقية الأربعاء في بيان بالضربات الاميركية معتبرة أنها “انتهاك واضح للسيادة” العراقية.
وقال المتحدث الرسمي باسم الحكومة باسم العوادي في بيان “ندين بشدة الهجوم الذي استهدف منطقة جُرف النصر، والذي جرى دون علم الجهات الحكومية العراقية ما يُعد انتهاكا واضحا للسيادة كما تشدد الحكومة العراقية على أنّ أيّ عمل أو نشاط مسلّح يتم ارتكابه من خارج المؤسسة العسكرية، يعد عملاً مداناً ونشاطاً خارجاً عن القانون”.
والثلاثاء استهدف قصف بطائرة بدون طيار مركبة تابعة لفصيل ضمن قوات الحشد الشعبي الموالية لإيران في منطقة أبو غريب قرب بغداد ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخرين، فيما أكد مسؤول عسكري أميركي أن القوات الاميركية في العراق “ردت دفاعا عن النفس” بعد تعرضها لهجوم في قاعدة عين الأسد الواقعة في غرب البلاد أسفر عن “إصابات طفيفة” بين الجنود.
وهذه السلسلة من الضربات الأميركية هي الأولى في العراق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس والتي أدت إلى زيادة التوترات في المنطقة.
وأفاد مصدر أمني حكومي طالبا عدم الكشف عن اسمه الأربعاء “بمقتل خمسة من عناصر حزب الله بقصف جوي في منطقة جرف الصخر”.
وأكد مسؤول في الحشد الشعبي الموالي لإيران الحصيلة نفسها قبل تعديل عدد الضحايا الى ثمانية مشيرا أيضا إلى سقوط “أربعة جرحى، أحدهم اصابته طفيفة”، فيما تحدث مسؤول ثالث في وزارة الداخلية عن سقوط “6 شهداء و7 مصابين ضمن المقاتلين في ضربة جوية لمسيرة في منطقة جرف الصخر استهدفت مقرات تابعة لكتائب حزب الله مع اضرار مادية”.
وتوقع النائب السابق في البرلمان مثال الالوسي ان الرد الأميركي على هجمات الفصائل المسلحة في سوريا والعراق يمكن أن يصل لاستهداف قادتها.
وأضاف في تصريح لموقع “شفق نيوز” الكردي “الرد الأميركي على عمليات المليشيات الموالية لإيران باستهداف المصالح والأهداف الاميركية في العراق سوريا كان متوقعاً جداً” موضحا أن “الإدارة الأميركية لا يمكنها السكوت أطول على عمليات المليشيات وسط عجز حكومة السوداني عن ردع تلك الفصائل”.
وكانت واشنطن ردت على هجمات استهدفت قواتها بقصف مواقع مرتبطة بإيران ثلاث مرات في سوريا. كذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات في حق سبعة أشخاص ينتمون إلى جماعتين مسلحتين عراقيتين مواليتين لإيران، بينها حزب الله.
غضب في البنتاغون بسبب استراتيجية بايدن للرد على هجمات الميليشيات
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية بات رايدر في بيان إنه بعد تعرض قاعدة عين الأسد العراقية التي تضم جنودا اميركيين لهجوم “بصاروخ بالستي قصير المدى” من دون أن يسفر عن سقوط قتلى، شنّ الجيش الاميركي ضربة “على آلية لميليشيا تدعمها ايران وعدد من المقاتلين المدعومين من ايران والضالعين في هذا الهجوم”.
وقد أدى الهجوم على عين الأسد إلى إصابة ثمانية أشخاص وإلحاق أضرار طفيفة بالقاعدة، وفق الناطق.
وفي اطار الفعل وردة الفعل كشفت وكالة مهر للأنباء الأربعاء تعرض قاعدة حرير العسكرية الأميركية بإقليم كردستان، شمال العراق لهجوم جديد بطائرة مسيرة، بعد ساعات من الهجوم الاميركي.
وتحدثت المصادر عن وقوع انفجارات عنيفة هزت قاعدة حرير الأميركية بأربيل من دون الإفادة عن إصابات أو أضرار وفق الوكالة.
ويرتبط ارتفاع وتيرة الهجمات ضد القوات الأميركية في الشرق الأوسط بالحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس التي اندلعت عقب تنفيذ الحركة الاسلامية هجوما مباغتا عبر الحدود انطلاقا من غزة في السابع من تشرين الأول/اكتوبر.
وفي واشنطن أفادت نائبة الناطق باسم البنتاغون سابرينا سينغ بأنّ القوات الأميركية تعرّضت لحوالى 66 هجوما منذ 17 تشرين الأول/أكتوبر (32 هجوما في العراق و34 في سوريا). وقالت إن الهجمات أوقعت على نحو تقريبي 62 جريحا في صفوف عناصر أميركيين.
ويأتي الرد الأميركي بعد غضب مسؤولين عسكريين في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون من استراتيجية الرئيس جو بايدن في التعاطي مع الميليشيات الايرانية في العراق وسوريا.
وكانت صحيفة واشنطن بوست الأميركية كشفت أن تصاعد الهجمات على القوات الأميركية المنتشرة في سوريا والعراق يثير غضبا داخل البنتاغون، حيث يرى المسؤولون أن الاستراتيجية غير متماسكة لمواجهة وكلاء إيران، والضربات الجوية الانتقامية المحدودة التي وافق عليها بايدن فشلت في وقف الهجمات.
وتبّنت معظم تلك الهجمات مجموعة تطلق على نفسها اسم “المقاومة الإسلامية في العراق” في بيانات على حسابات على تطبيق “تلغرام” تابعة لفصائل عراقية مسلحة موالية لإيران.
وأعلنت الحركة الثلاثاء أن أحد عناصرها قتل خلال “المعركة” ضد القوات الأميركية في العراق، في إشارة إلى تفجير أبو غريب.
وأقيمت الثلاثاء جنازة قرب مسجد في بغداد للمقاتل فاضل المكصوصي في حضور مئات من أعضاء الحشد الشعبي، وفق ما أفاد صحافي.
وتنشر الولايات المتحدة نحو 900 جندي في سوريا ونحو 2500 في العراق في إطار محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.