الشرق الاوسط

واشنطن تندد بزيارة بن غفير “الاستفزازية” للمسجد الأقصى

الولايات المتحدة منزعجة من قرار إسرائيلي يسمح بعودة المستوطنين إلى منطقة بالضفة الغربية

(وكالات)  

بن غفير كان زار الأقصى في يناير الماضي أيضاً مما أثار تنديداً عربياً (رويترز)

عبرت الولايات المتحدة الأحد عن “قلقها من الزيارة الاستفزازية” التي أجراها وزير الأمن القومي الإسرائيلي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير لباحة المسجد الأقصى.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميللر في بيان “هذا المكان المقدس يجب ألا يستخدم لأغراض سياسية، وندعو جميع الأطراف إلى احترام قدسيته”.

وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن الولايات المتحدة قلقة للغاية من قرار أصدرته الحكومة الإسرائيلية يتيح للمستوطنين اليهود ترسيخ وجود دائم لهم في مستوطنة حومش بشمال الضفة الغربية.

وأضاف ميلر أن الخطوة لا تتماشى مع الالتزامات الإسرائيلية لدى الإدارات الأميركية وأن‭ ‬زيادة الاستيطان في الضفة الغربية تمثل عقبة أمام تحقيق حل الدولتين.

خطوة تفاقم التوتر

وزار بن غفير الأحد باحة المسجد الأقصى، بحسب ما أعلنت الشرطة الإسرائيلية، في خطوة تفاقم التوتر في القدس الشرقية المحتلة، وندد بها الفلسطينيون والأردن.

وقالت الشرطة في بيان إن “بن غفير زار الموقع هذا الصباح ولم تقع حوادث خلال الزيارة”. ونشر بن غفير صورة له في الموقع على تطبيق “تيليغرام” قائلاً “القدس روحنا”. وأضاف بن غفير أن “تهديدات حماس لن تردعنا. ذهبت إلى جبل الهيكل!”.

والمسجد الأقصى هو أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ويقول اليهود إنه موقع “جبل الهيكل” ويعتبرونه أقدس الأماكن الدينية لديهم.

والمسجد في صلب النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني. وتسيطر القوات الإسرائيلية على مداخل الموقع الذي تتولى إدارته دائرة الأوقاف الإسلامية التابعة للأردن.

ووصفت حركة “حماس” التي تسيطر على قطاع غزة خطوة بن غفير بـ”الهمجية”. 

ووصف المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية في الضفة الغربية هذه الخطوة بـ”اعتداء سافر على المسجد الأقصى وله تداعيات خطرة”.

تغيير الوضع القائم

وقال الناطق باسم الرئاسة نبيل أبوردينة إن “محاولات بن غفير وأمثاله من المتطرفين لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى مدانة ومرفوضة وستبوء بالفشل”.

أما وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية فاعتبرت الخطوة “اعتداءً على مكان ديني خالص للمسلمين، ليس لغيرهم أي أحقية فيه، وهو جريمة نكراء واعتداء على المقدسات وأماكن العبادة الإسلامية”.

من جهته دان الأردن “إقدام وزير الأمن القومي الإسرائيلي على اقتحام المسجد الأقصى المبارك (الحرم القدسي الشريف) وتحت حراسة وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي”.

تعترف إسرائيل التي وقعت معاهدة سلام مع الأردن عام 1994 بإشراف المملكة ووصايتها على المقدسات الإسلامية في القدس، التي كانت كسائر مدن الضفة الغربية تخضع للسيادة الأردنية قبل أن تحتلها الدولة العبرية عام 1967.

واعتبرت وزارة الخارجية الأردنية في بيان أن ما قام به بن غفير ما هو إلا “خطوة استفزازية مدانة وتصعيد خطر ومرفوض ويمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي”.

وطالبت بـ”الكف الفوري عن جميع الممارسات والانتهاكات في حق المسجد ووقف جميع الإجراءات التي تستهدف تغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم وفرض التقسيم الزماني والمكاني”.

وتؤكد الدولة العبرية أنها لا تريد تغيير الوضع القائم منذ حرب 1967. وتسمح بوصول غير المسلمين إلى باحاته وفق مواعيد محددة ومن دون إمكانية الصلاة فيه.

إلا أن مجموعات من القوميين المتطرفين اليهود تنتهك هذه القواعد عبر الصلاة خلسة في المكان بعد دخوله كزوار عاديين.

زيارة شارون

ويتسبب ذلك في توتر متكرر مع المصلين المسلمين الذين يعتبرون الزيارات هذه “اقتحامات” ويخشون محاولة إسرائيل تغيير قواعد الدخول إلى الموقع.

وتذكر خطوة بن غفير بزيارة أجراها زعيم المعارضة الإسرائيلية أرييل شارون في عام 2000 التي اندلعت على أثرها الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي استمرت حتى عام 2005.

وكان بن غفير زار الأقصى في يناير (كانون الثاني) الماضي مما أثار تنديداً عربياً وإسلامياً.