صبيح فاخر
لا اعتقد ان العراق في ظل الأوضاع الحالية السياسية وغيرها يحتمل اكثر مما هو عليه الان 00 فالمشهد السياسي غاية من التعقيد والتشابك .. وكلما انتهت دورة برلمانية لتبدأ مرحلة دورة برلمانية جديدة تكون العملية السياسية قد مرت بذات التعقيد والتشابك وكأن العملية الديمقراطية المتمثلة بالانتخابات التشريعية ( مجلس النواب ) ليست ذات جدوى ولا نرى اي احترام او التزام ( وللأسف )من طرف القوى السياسية في تلك الانتخابات لاستحقاقاتها الدستورية , وقد كان لهذا الوضع المتأزم ( ان صح التعبير ) انعكاسات سلبية بل وخطيرة على الواقع العراقي سواء في تردي الخدمات والانفلات الأمني وغير ذلك من المشاكل المستعصية الأمر الذي ولد قناعه لدى المواطن العراقي بأن لا جدوى ولا أمل في بناء البلد واعماره وإعادة روح المواطنة لابنائه والتي أفرغتها التوجهات السياسية من محتواها الإنساني وصار انعدام الثقة بين الشعب والحكومة هو الغالب في كل الأحوال .
التجاذبات السياسية في البلاد بقيت حالة ملازمة لواقعنا فلم نعد نسمع بمنجز اقتصادي او ثقافي او اجتماعي ولم نر في يوم ما ان اتفق السياسيون الممثلون في العملية السياسية على قضية تخص الشعب او مستقبل البلد بل ان خلافاتهم كانت سبباً قي تردي الأوضاع في البلاد , وما نشهده اليوم من صراع على السلطة وتزاحم بل وتدافع على المناصب والفوز بالوزارات والمواقع المهمة وترك الشعب يأن تحت ضغوط الحياة ومواجهة مشاكله الى حين , ولم نسمع من الكتل سوى انها تطالب بحصتها من الوزارات ( نعم .. حصتها ليس الا ) في الكابينة الوزارية الجديدة .
السياسيون عندما حان وقت الانتخابات البرلمانية الأخيرة شكلوا خلايا نحل في العمل اليومي والمتابعة الدقيقة لمجريات حملاتهم الانتخابية وأطلقوا وعودهم الوردية وبرامجهم والتي ان تحقق ربعها فأن العراق سيكون بالف خير والشعب سينعم بالأمن والرفاهية ويأخذ كل فرد استحقاقه الا ان تلك الوعود سرعان ما تبخرت ولم نعد نسمع اي صدى لها في اجندة الفائزين بعضوية مجلس النواب .
بالمقابل فأن الشعب احترم إرادته الديمقراطية والتزم بحضور الانتخابات ومارس حقه الانتخابي وفقاً لقناعاته لتأتي بعدها نتائج الانتخابات التي سرعان ما اثارت حفيظة البعض من الكتل لتبدأ معها المشاكل والتجاذبات السياسية وكيل الاتهامات لهذا الطرف او ذلك ما جعل الشعب يصاب بخيبة أمل كبيرة إزاء هذا المشهد المؤلم .
على أية حال هل يستطيع رئيس مجلس الوزراء الدكتور عادل عبد المهدي الذي انتهى وبعد مخاض عسير من إكمال كابينته الوزارية والتي جاءت وللأسف بالتقسيط المريح نظراً للتعقيدات التي مرت بها هل يستطيع من إعادة الثقة إلى الشعب الذي ينتظر تطبيقاً عملياً لبرنامجه الحكومي الذي أعلن عنه أثناء تكليفه بتشكيل الحكومة وهل نرى بلدنا يتعافى من وعكته لينهض من جديد إلى حيث الحياة والأمن والسلام والى ذلك سنبقى في الأمل !!